• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أسطورة الطفل والثعابين (قصة واقعية قصيرة)

محمد حسن جباري


تاريخ الإضافة: 24/1/2017 ميلادي - 25/4/1438 هجري

الزيارات: 8836

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسطورة الطفل والثعابين
(قصة واقعية قصيرة)


حوالي اثني عشر ثعبانًا متفاوتة الأحجام طولًا وغلظًا، كانت حصيلة خرجة الصيد صبيحةَ جمعة من الزمن الورديِّ الباهت.

في عمق أحضان المعلم الأول (وادي جدي)، وخاصة بالقرب من الخَرَّاطة[1]، نخوض في المياه العكرة بأقدام حافية، مخاطرة قد يكون جزاؤها جرحًا عميقًا في أخمص القدم، بطعنة قطعة زجاج، ربما ترسبت في القاع مركز العفونة منذ الدهور الجليدية الأولى، أو رشقة سلك معدني صدئ، تكفي لصرع نمر بنغالي، غير أننا - والحقُّ يقال - كنا نملِك من الجرأة على المواصلة ما يغار من مثله عنترةُ في محضر عبْلاه.

 

سرعان ما ترقأ الدماءُ، كميات من الطمي اللزج تترسَّب على الجرح، فتبيضُّ حوافه لطول مكثه في الماء، ييبس فيما بعد ليختفي تمامًا بعد أيام؛ لا ألم، لا حمى، دون مسكنات أو حقن أو مضادات حيوية، لعلها البرَكة ودعاء الوالدين! الترياق المُجرَّب الذي لم يكتشفه فليمينغ أو باستور.

 

الندبة التي يخلفها الجرح ستكون شاهدَ عيان على الحادثة في مجالس السمر، مع نكهات من خيال الطفولة الأولى، نسعف بها فجاجة الحكاية في بعض المواضع، غير أننا لم نكن ننسى تشمير بناطيلنا عند الدخول! (في رِجلي ولا في صباطي الأحمر)[2].

 

الهولوكست الذي حلَّ بالثعابين آنذاك كان سببه ثعبانًا جبانًا واحدًا،فما هو إلا أن اقتربنا من المأوى الذي تنزل به هذه المخلوقاتُ - وهو عبارة عن بناء جاهز، من هيكل صدئ لسيارة خردة - وسبقتنا رقرقة الماء التي أثارتها أقدامنا، حتى انسل أمام أعيننا أحدها، يشق صفحةَ الماء بقده الرشيق، في حركة لولبية بديعة، أرجو ألا أكون ناسيًا، إن قلت بأني قرأتُ معلومة قديمة فحواها أن الحيات والثعابين لا تصنع بيوتها بنفسها، وإنما توفِّر على نفسها عناء ذلك بأماكنَ معدَّة سلفًا، فتستولي عليها من أصحابها؛ كما تفعل بجحور الجرذان واليرابيع، ولعل هذا جزاء مَن لا ينظر أبعد من أنفه، بالطبع ليس للثعابين أنوفٌ بالمعنى المعروف؛إنما هي مجرد ثقوب في مقدمة الرأس.

 

فالحيوانات التي تُشرف على هندسة بيوتها بنفسها تتخذ فيها منافذَ خاصة، تستعملها كملاذ للهرب في حالات الطوارئ، فيصعب الظفر بها، عمومًا حتى هذا الذي بادر بالفرار لم يَنْجُ، وبدأت المجزرة!

أدوات الصيد التي نملكها أذرعٌ نحيلة، نسربها عبر المضايق، وحذر أحمر، وعيون حربائية متَّقدة، تدور في الجهات الست!

 

لم يخلُ المشهد من زعقات إبرية لأصحاب القلوب الضعيفة، وليس هذا بمستغرب على أطفال لم يجاوز أكبرهم الرابعة عشرة من العمر، كنت آنذاك في الثانية عشرة.

الطريقة التقليدية لم تفِ بالغرض، وهو الإجهاز على كل الثعابين، وإبادتها على بكرة أبيها، فرِحْتُ كثيرًا حينما أخذت دور (ريك غريمز) في (الموتى السائرون)[3]،كان ذلك عندما طلبتُ من الأصدقاء إشعال نارٍ عظيمة في هيكل السيارة، والتربص على أطرافه بكل هارب، ثم الإجهاز عليه دون شفقة.

 

يوريكا.

بقي شيء جدير بالتجربة.

قيل لنا قديمًا: إن للثعبان مقدرةً عجيبة في لَحْم جسمه المقطوع إذا تُرك بعض أجزائه قريبًا من بعض!

 

هرسنا بعض الثعابين من أوساط أجسادِها، ورجعنا إلى بيوتنا رجاء العودة مساءً، كل الذي رأيناه من الثعابين بعدُ أجسام مهترئة متفسخة، أقامت عليها أسراب الذباب حفلةً من زمن ألف ليلة وليلة.

رجعت إلى بيتي حيرانَ بين ما رأيتُه من حال الثعابين الميتة، وبين ما كنا نسمعه من كلام الأجداد.



[1] وادي جدي: أحد أطول الوديان وأشهرها في الجزائر، والخراطة: رقعة صغيرة فيه.

[2] مَثَل عامِّي يُضرب لمن يحافظ على مقتنياته الخاصة أكثر من حفاظه على نفسه، والصباط هو الحذاء.

[3] سلسلة قصص مصورة من تأليف روبرت كيركمان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- قراءة موفقة..
محمد جباري - الجزائر 25-01-2017 03:44 PM

الأستاذة المحترمة:
قراءة موفقة كالعادة..
شكرا جزيلا على المرور الكريم، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق و السداد.

1- انتقام الأولاد
Selma - Algeria 24-01-2017 05:29 PM

أختصر إعجابي بالقصة في بعض كلمات: كما تعودنا ووصفنا أسلوب الكاتب بأنه غني عن التعريف والذي اعتمد فيه في هذا النص على الأكثر على التشبيه, نضيف فقط أن هذه القصة الواقعية التي عاشها الكاتب وأصدقاءه تعكس مرحلة اللاوعي والعفوية التي يمر بها الأطفال في حياتهم والتى تدفعهم إلى فعل أشياء خارقة قد تودي بحياتهم.الكاتب أيضا زود القارئ بخريطة جغرافية ومعلومات ثقافية, من جهة عرفنا بمكان قد يكون غير معروف للكثيرين ومن جهة أخرى قدم للقارئ استغلال الأطفال لطريقة عيش الثعبان والتي كانت السبب الرئيس لهلاكه على يدهم ما لاحظته في بداية القصة أنها افتتحت بالرقم 12 والتى هي قريبة من الرقم-القرب من الخطر - 13 والذي يعتبر رمز شؤم وهلاك بالنسبة للغرب, بالتوفيق والنجاح والمزيد من الإبداع, بوركت ودمت لنا كاتبا متألقا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة