• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

قارئ نهم في معهد سيدي عقبة

قارئ نهم في معهد سيدي عقبة
محمد حسن جباري


تاريخ الإضافة: 18/1/2017 ميلادي - 19/4/1438 هجري

الزيارات: 4790

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قارئ نهم في معهد سيدي عقبة[1]


مقابلاً للحديقة الخلفيَّة في المعهد الإسلامي بسيدي عقبة، اعتدتُ أن أقضيَ فترة ما بعد الظهر، منزويًا في ركن مشمِس شتاءً، أو ظليلٍ زمنَ الحرِّ، ملقيًا بثقل ظهري على الجدار، مقرفصًا، أو متربِّعًا، مسندًا مرفقي على ركبتي، وفي يدي وَجْبتي المألوفة في مثل هذا الوقت من كل يومٍ تقريبًا.


كتابٌ في الثقافة العامَّة، أو الأدب، أو التاريخ... أو غيرها مما لا يستدعي جهدًا فكريًّا كبيرًا لاستيعابه؛ فليس يَعزُب عن ذهن بليد مدى ثقل الزمن، وإلحاح الوسن، في مثل هذا الوقت من اليوم، مع نظرات مغتصَبة من صفحات الكتاب تستثيرها من آنٍ لآخَرَ بضع زُهيراتٍ في الحديقة.


وأخوكم ليس فارابيًّا في هذا؛ فإذا انضمَّ إلى ذلك نسمةٌ رطيبة جذلى، تكشط شيئًا من شرنقة القيظ التي تلفُّ جسدي المحرور، أو وجبة غليظة في مطعم المعهد - فقد عظم الخَطب، واشتدَّ الرُّزْءُ.


كان من الضروريِّ - بالنسبة لأخيكم - تغييرُ المكان من آنٍ لآخَرَ؛ فرارًا من لسع البرد، و طلبًا للدِّفْء شتاءً، أو العكس..

إلا هو.. لم يكن يفعل شيئا من ذلك!


تحت أشعة الشمس تنعكس على صفحة جبهته زرقةٌ غباريَّة لشدة سواده، و تغوص عظامه في لفائفِ أثوابه النظيفة، فلا يُتبيَّن من ملامحه سوى طيَّات غليظة عميقة.


مظهره ينادي عليه بأنه من سكان أقصى الجنوب الجزائري.

مقرفصًا دومًا، راسخًا في مكانه كتمثالٍ نُحاسيٍّ، كدَوْحة عتيقة، غيرَ أنها خضراءُ على مدار السنة!


في يديه نسخةٌ رهيفة من كتاب شاحب، ذي أوراق صفراءَ، يقلِّبها بأصابعه المعروقة تقليبًا، لا يثير أدنى حسٍّ، لا تفارقها نظراته، كمذنف صبٍّ يرقب الأفق الخجول؛ علَّه يتمخض عن بدر ليلاه!


فإذا ألحَّت عليه شمس الظهيرة، فلا أكثر من أن يسحب طرف ردائه الأعلى، فيمدَّه عليه، و يمكثَ تحته إلى قريب من زمن العصر!

و عيناه - خلال ذلك كلِّه - لا تفارقان كتابه!



[1] المعهد الإسلامي لتكوين الإطارات الدينية، سيدي عقبة؛ نسبة إلى الفاتح العظيم عقبة بن نافع الفهري - رحمه الله - فاتح بلاد المغرب، وسيدي عقبة بلدة في ولاية بسكرة التي تقع جنوب شرق الجزائر، سمِّيت باسم هذا الفاتح الكبير؛ لكونه دُفن فيها، وبها يوجد المعهد المذكور، وهو أحد المعاهد المختصَّة بتخريج الأئمة والدعاة في الجزائر.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة