• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ما ضننت بأبي

ما ضننت بأبي
د. أحمد أبو اليزيد


تاريخ الإضافة: 13/11/2016 ميلادي - 12/2/1438 هجري

الزيارات: 3941

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما ضَنَنْتُ بأبي


أَبْعِدْ قائمَ سيفك عني يا عمر..

فوالله ما ضَنَنْتُ بأبي..

أَحكِم سيفك في غِمده يا عمر...

فوالله إني أعلم أن المشركين نجَس..

وأن دماءهم لا ترقى أن تكون حتى دماء كلب...

ولكن ليس الأمر كما تظنُّ يا عمر...

 

♦ ♦ ♦ ♦

أيامٌ تلو أيام...

وأنا في قيودي، حبيس الجدران في أسفل مكة..

أرسُفُ في أغلالٍ وضَعها قومي...

أنا.. الشريف ابن الشريف..

لا أهنأ بمقامٍ، ولا أنعم بنوم...

لماذا؟

لأني أقول: ربي الله...

فوالله، ما ضَرَّني هذا ولا ذاك...

ولكن خاطري كان في أمرٍ واحد...

لا تكتحل عيني بنومٍ إلا عليه...

كيف الخلاص؟

وكيف الهجرة؟

♦ ♦ ♦ ♦

وجاء الفرجُ أخيرًا...

بعد طولِ انتظار..

سمعتُ قومي من خلفِ البابِ الموصدِ أنَّ محمدًا قد جاء قاصدًا البيتَ الحرام..

الله أكبر!

افرح يا قلبُ، واسعدي يا عين...

سوف أراه...

وسوف يصحبُني معه بلا شك...

إلى المدينة...

حيث دفءُ الإيمان...

كيف؟

سأتسلَّل تحت جناح الليل إلى البيت..

وهناك لن يمنعني أحدٌ ولا يستطيع..

 

♦ ♦ ♦ ♦

(أصواتٌ ترتفع من خلف الباب)

ماذا يقولون؟

هل منَعوه حقًّا؟

هل أحصروه عند الحُديبية؟

ويحًا لقريش... وتبًّا لهم...

وهل يُمْنَع قاصد للبيت؟

وأنا...

أين ذهب حُلمي؟

حلم الصُّحبة...

حلم الفرار بالدِّين...

لا.. والله لأهرُبَنَّ..

وإن تكلف الأمر حياتي...

 

♦ ♦ ♦ ♦

(عروة بن مسعود الثقفي يقصُّ على قريش ما رآه من المسلمين)

ماذا تقول يا عروة؟

أتنصحهم حقًّا أن يَقبَلوا خُطة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

أحسنت..

ونِعم الرأيَ ما قلت...

اقبلي يا قريش؛ حتى لا تنزل بك اللعنة...

يا ليتني كنت معهم هناك عند الحديبية...

أنال من عبير وضوئه...

وألطخ وجهي بنورِ نُخامته...

 

(قريش ترفض مقترح عروة بن مسعود)

تبًّا لك يا قريش...

لمَ العناد؟

ولم الرسول تلو الرسول؟

ومن سفيرُكم القادم إذًا؟

أَبي؟

أيكون أبي حقًّا رسول قريش؟

هل تسعدينَ أم تغضبين يا نفس؟

نعم... إنه سهل فهو سهيل... فما أيسر من أرسلت قريش..

فبشرى إذًا للمسلمين...

وما أتعسني أنا!

إنه أبي الذي وضع تلك الأغلالَ في يدي وقدمي...

فماذا أنا فاعل إذًا؟

والله لأهرُبَنَّ...

 

♦ ♦ ♦ ♦

هدأ الليل...

في الصباح سينطلق أبي إلى الحديبية...

يجب أن أجتهد أن أصل قبله..

وماذا عن تلك الأغلال.. وهذه القيود؟

لا ضير.. عسى أن يجعلها ربي بردًا وسلامًا...

وماذا إذًا عن هؤلاء الحرس؟

سيجعل الله لي من بين أيديهم مخرَجًا..

وتلك الطرق، وهذه الجبال؟

عسى أن يجعلها ربي هباءً منثورًا...

 

♦ ♦ ♦ ♦

(بعد عناء المسير بين جبال مكة وعلى مشارف الحديبية)

يا بشرى!

ها قد اقتربت من الحديبية...

ولاح في الأفق معسكرُ التوحيد...

أسرعي يا خطى..

لحظات وأراه..

وأرتمي عند قدميه..

لحظات وسيزول هذا العناء..

 

(يلمح أبو جندل أباه مع الرسول صلى الله عليه وسلم)

يا إلهي!

هذا أبي..

مع الرسول صلى الله عليه وسلم..

أتراه تاركي؟

أسرعي يا خطى...

لم أعُد أحتمل..

خارت قواي...

لا تحملني قدماي...

صبرًا يا أبا جندل..

خطوات ولْتَرْتَمِ بعدها بين أظهر المسلمين...

وأنت إذًا في قلوبهم...

 

♦ ♦ ♦ ♦

(يسقط أبو جندل هاويًا على الأرض بين أقدام المسلمين قبيل لحظات من إتمام الصلح)

أول ما تُقاضي الرسولَ..

على ماذا يا أبي؟

على أن يردَّني..

يردني لمن؟

إليك؟

كيف؟

أوَيُرَدُّ المؤمن إلى كافر؟

وافرحاه!

لم يُقضَ الكتاب بعدُ...

لم يتم الاتفاق بعد...

اتركني إذًا يا أبتِ...

لا لن تتركني..

أتخشى أن يُعيِّرك العرب بي؟

أين عقلك وحكمتك يا أبي؟

إذًا فاستمع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم..

أجزني له...

لماذا لا تفعل؟

خبت إذًا وضلَّ سعيي...

أبعد هذا العناء.. أُرَدُّ إليك؟

وأين حلمي؟

 

(أبو جندل صارخًا في وجوه المسلمين)

يا معشر المسلمين...

أُرَدُّ إلى المشركين وقد جئت مسلمًا؟

ألا ترون ما قد لقيت؟

 

♦ ♦ ♦ ♦

(الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر أبا جندل بالصبر)

حسنًا يا رسول الله..

السمع والطاعة...

فاللهم ألهمني الصبر...

عسى أن يجعل لي ربي مخرجًا وفرجًا..

ويكفيني من عناء الرحلة أنني...

رأيت نورَك يا محمد، فيا نفس اصبري...

وعزائي لذاتي أن محمدًا قد ناشد كافرًا...

أن يجزني له... فيا نفس فلتصبري...

ويقيني بالله أنني وإن تباعدت الديار...

من المؤمنين ولهم أخٌ وناصر...

وما أسري إلا أيام وستنقضي...

وأراك يا محمد والصحبَ في يثرب...

فاللهم ألهمني الصبر...

والآن تُدني قائمَ سيفك مني يا عمر..

أَبْعِدْه.. يا عمر...

فوالله ما ضَنَنْتُ بأبي...

ولكنه السمع والطاعة...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة