• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

مبنى ثقافي (قصة)

مبنى ثقافي (قصة)
عبدالباسط سعد عيسى


تاريخ الإضافة: 25/7/2016 ميلادي - 19/10/1437 هجري

الزيارات: 4501

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مبنى ثقافي

 

بوجوه حادَّة، وعيون جاحِظة، وأجساد كأعواد القصب الليِّن، اشرأبَّتْ أعناق الجميع تَنظر في لهفة وخواء إلى مشارف البلدة، الدَّرب أمام أعينهم طويل كأفعى ضخمة مستلقية بين البيوت، إلامَ يَنطرون؟ لا شيء ألبتة يَبدو في الأُفُق، صباح كل يوم يفعلون ذلك دون جدوى.

 

يتجمَّعون هنا وهناك في دوائر على الأرض، وآخرون على كراسي (الكافتريا) القريبة، يثبت الصبي عامل (الكافتريا) نتيجةَ العام الجديد التي تُعلن أنَّ تاريخ اليوم هو أول يناير عام 2083 م، يتسامرون حتى مَغيب الشمس في حكايات عن قَريتهم في زمنٍ مضى.

 

يقسِم أحدهم أنَّه كان هناك حِزام أخضر من الزروع يُطوق بيوت القرية القليلة آنذاك، الكلُّ كان يعرف بعضُهم بعضًا، ولم تكن المباني كثيفة ومتلاصِقة وبدون أحواشٍ؛ كما هي اليوم، بل إنَّ تلك الصحراء كانت بعيدةً ولم تلتصق يومًا بأطرافنا، وآخر يقول:

• سمعتُ جدِّي يومًا يخاطِب ثمرَ الرمان بالغناء ويقول:

(يا رمان يا أحمر يا جديد.. بكره الرحمة وبعده العيد)

 

• هل معنى ذلك أنَّ ببلدتنا كان هناك شجَر الرمَّان هذا؟ هل يُعقل ذلك؟ ترى كيف كانت حياتهم دون الإنترنت؟

 

مصمص آخر شفتَيه وأجاب:

• في تخلُّف طبعًا.

 

صوت سيارة قادمة من الدَّرب الطويل، انتبه الجميع وراقبوها حتى توقَّفَت بالقرب منهم، خرج منها رجلٌ غريب مهندَم، بَهي الطلَّة، يحمل في يده حقيبةً، التفوا حولَه وأفلتوا الحقيبةَ بسهولة من بين يديه وفتحوها، قلبوها، لم يجدوا سوى أوراقٍ وفقط، همهم الجميعُ وألقوها أرضًا، نظر إليهم باستغراب، قال لهم وفي حروفه بعض الخوف والحيرة:

• ماذا يحدث؟ ماذا تريدون منِّي؟ أنا مندوب وزارة الثَّقافة؟ سنبني لكم دارًا متعددة الأغراض، بها مكتبة وشاشة سينما وقاعة للندوات و...

 

زمجروا وحملقوا فيه أكثر، ولم ينطِق أحد، ظهر أحدهم، تبدو عليه مظاهر الهيبة، أفسحوا له الطريقَ حتى وصل للغريب، وضع يده على كتفه وقال في تُؤَدَة:

• لا حاجة لنا بهذا المبنى، فنحن منذ خمسة أيام نأتي لنَفس المكان وننتظر عربةَ الدَّقيق، كما ترى يا ولدي شباب القرية صار يَكره مهنةَ أجداده؛ الزِّراعة، فضلًا عن اختِفاء الطِّين من قريتنا، وحلول البنايات الفَخمة مكانها؛ بل إنَّ بعضهم لم يشهد خضرةً منذ مولده، نبات القمح يَعرفونه من خلال الشاشات، ونعتمد على ما يأتينا من الحكومة، نحن نملِك المال فقط، والكثير من الشباب الكسول.

 

تلَعثم المندوب خافضًا صوته:

• عربة الدَّقيق لن تأتي؛ فالحكومة لم تستطِع استيفاء نَصيب العاصِمة، وتلك الدار هديَّة بدلًا من القمح هذا العام، ومال عليه هامسًا:

• ستصبح أنت مدير هذه الدَّار؛ لأنَّك الرجل المثقَّف والمناسب لهذا المنصب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة