• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

من مذكرات المسافر قهرا

من مذكرات المسافر قهرا
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 14/6/2016 ميلادي - 8/9/1437 هجري

الزيارات: 6649

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من مذكرات المسافر قهرًا

 

انتظرتُ حتى جَنَّ الليل ورأيت كوكبَه، فقلت:

• أسامره، فلي زمن لم أره.

 

ناشدتُ نجمَ الليل الصحبةَ فاستجاب، فقلنا:

• السمر.. السمر.

• السلام عليك أيها المعطاء.

• السلام عليك أيها المِقدام.

 

جاءتني أمواجه ليست تترَى ولا كسابق عهدها معي، رفعتُ رأسي مجاوزًا حدَّ النظر ومستواه وقلت:

• أُشهد القمر.

 

فأغمض عينيه عني وأذِن لسحابة أن تحجبه، فقلت:

• العتاب.. العتاب.

 

ابتسم وابتسمتُ:

• سمعتُ أنك قد عيَّرت البحر بالملح الأُجاج، وتماديت حتى أردفك الجواري المُنشآت.

• الجواري المنشآت؟!

• أنَّى لي بها، ليتها قيد شطآني وملك رُباني؛ فأزلزِل بها أركان الطُّغاة، وكل من يسعى ليجعلني أسيرًا للبغاة.

• ألا يدري الحمقى من أنا؟!

• إني أنا الماء، وليسألوا عني سدَّ مأرب، غدًا ستشرِق شمسي وتعود الحرمة لشطآني.

أدركت أن حزنه وإعراضه لم يكونا لأجلي؛ قلَّبتُ وجهي في صفحة السماء، أبحث عن نجمها، فخرج باسمًا يتألَّق.

 

فقلت له ملاطفًا:

• أي إحساس تحسه حينما تَجري بالبراح، وتُقَطِّع أوصال الجفاف، وتسقي الزروع، وتهدهد الأغصان وقت الوسن؟

• وأي حنين ونشوى تحياه الأمُّ الثَّكلى عندما تَلقَى وليدها بعد افتراق وتجعل من يديه طوقًا لجيدها؟ أو أي لهفة يحسها العطشى ساعة الإرواء؟

• ما أروعك! كأنَّ العذوبة قد سرَت من أمواهك حتى لسانك.

 

مرَّ عارض قبالة القمر، فأعتمَت السماء حينًا، فأرسلت وجهي لصفحة النَّهر الحزين، فقال إشفاقًا:

• أتخشى السبع العجاف، وسني الجفاف؟

• نعم أخشاها، ومَن لا يخشاها؟!

• أنا لا أخشاها.

• كيف هذا وفيض المشاعر حين تسقينا؟!

• ابتسم وقال: بشرطين.

• ما هما؟

• أن يكون الناسُ حينها كالناسِ في زمن العجاف، وعزيزٌ كعزيزها آنذاك.

 

ضحكت بالأسى عاليًا حتى كاد الصَّدى أن يشي بي للكائنات النائمات:

• يا نيل أَفِق! أَفِق يا نيل! تلك كانت سبعًا معلومات، ورؤيا نبي، وآية له، وقد ولَّى زمن المعجزات والآيات.

 

جمَع مُهترئات أمواجه، وصفعني بها، ونالت من ثيابي ثم قال:

• كُن على قناعة أنَّ آيات الله تترى حتى قيام الساعة.

 

ساد صمتي وصمته، ومرَّ عارض ثقيل أمام نَجم الليل، فحسبته ممطرًا وما استطاع نجم الليل له صرفًا، هممتُ بالانصراف؛ ناداني:

• لبيك...

• لا تأتني ثانية في الظَّلام؛ فإنهم سوف يوهمونك أني ممتلئ وذاخر، أُقل البواخر ودَوي المواخر، فارجع وعد بصبح له إشراق؛ فلأن تضحى بنهار خيرٌ من تظمأ بليل.

 

ثارت ثائرتي وأزاح صديقي النَّجم كاذبات العوارض عنه، فصدحت بعالي الصوت وما باليت إذ ردَّدَ الصدى معي:

• أنا ابن النيل.

• أنا ابن النيل.

ومعي لذلك شاهد ودليل؛ فأما الدليل فدمي، وأمَّا الشهود، فكُثر؛ وعلى سبيل الذِّكر فاتح مصر، والفاروق عمر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- سلمت يدك
إلهام شرف - المنصورة - مصر 24-07-2016 04:44 PM

سلمت يدك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة