• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

الفيلسوف الصغير والرصاصة الطائشة (قصة قصيرة للأطفال)

الفيلسوف الصغير والرصاصة الطائشة (قصة قصيرة للأطفال)
أحمد بلقاسم


تاريخ الإضافة: 31/5/2016 ميلادي - 23/8/1437 هجري

الزيارات: 12189

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفيلسوف الصغير والرصاصة الطائشة

 

حدث أن قادَتْه قدماه إلى حقلِ بطيخٍ أحمرَ، حيث انحنى على بطيخةٍ يانعة، وجعل يتحسَّس قشرتَها الملساء الأسيلةَ برفقٍ وحنان، ولسانُ حاله يقول:

• حرامٌ أن يُولدَ مثلُك، وينمو ويينع ويُجنَى وهو ملقًى على التراب، بينما هناك ثمارٌ أقلُّ شأنًا وفائدة منك، ومع ذلك تُولَد وتنمو ولا تجودُ بأكلها إلا وهي في أعلى عليِّين، تحملُها بالأحضان أغصان شجرةٍ مكتنزة باسقة.

 

تأثَّرت البطيخة الحمراء بما يختلِجُ في نفس الفيلسوف من أفكار، وأبَتْ إلا أن تكون سخيَّة كريمةً معه، فغمَرت محيَّاه ببريق لمعانِها، وبمزيد من أريجها الفوَّاح، شحن به رِئتَيْه حتى الانتشاء، ثم غادر الحقلَ وهو يُقلِّب كفَّيْه إشفاقًا وأسفًا على حظِّ البطيخة التَّعس، وقد غاب عنه أن التواضعَ لا يزيد صاحبَه إلا رِفْعةً!

 

إن هي إلا بضعةُ شهورٍ حتى قادت فيلسوفَنا الصغير قدماه إلى غابةٍ؛ رغبةً في التفيُّؤ بظِلالِ أشجارهِا، وليُشنِّف سمعَه بأعذبِ شدوِ عصافيرِها، ويملأ رئتَيْه بلطف هوائِها، ويملي لَحظَيْه ببهاءِ ألوانها.

 

وبينما هو جالسٌ تحت شجرة سنديان (بلوط) ضخمة، أخذ يتفرَّس مليًّا ثمارَها المعلَّقة في شموخٍ وكبرياء، وعلى جناح الحنينِ والسرعة طارت به ذاكرتُه نحو البطيخةِ ذات الحظِّ السيئ، فقال متأوِّهًا محاورًا نفسَه:

• سبحان الله العليِّ القدير، ثمار البلوط ضَئيلة الحجم، خفيفةُ الوزن، و قد تكفَّلت هذه الأغصان العتيدة بحَمْلِها ورعايتها وحمايتها، بينما ثمرة البطيخ رغم كبرِ حجمِها، وثقل وزنِها، لم تَجِدْ من يحنو عليها، ويهفو ليحضنَها إلا تلك الأغصان الفتيَّة الواهنة الرخوة الممددة على الأرض.

 

قبل أن يرتدَّ للفيلسوف الصغير بصره، ويُلِمْلِم أفكاره الشاردة، ويغادر الشجرةَ الشامخةَ، ويستأنف سيرَه نحو شجرة أخرى، كانت السنديانة الضخمةُ قد ضاقت ذرعًا مما يخطر ببالِه؛ فثارت ثائرتُها، وهمَسَت لثمارِها أن عاقبوا هذا الزائرَ الثقيلَ على نكرانه للمعروف.

 

ما أن أنهَتْ السنديانة حديثَها حتى هَوت واحدةٌ من ثمارها من برجها العاجي نظيرَ رصاصة قناص طائشة، فأصابَتْه إصابة مباشرة في أنفِه الشامخ.

 

هنا فقط، قلَّب فيلسوفُنا الصغيرُ كفَّيْه حمدًا وشكرًا لله عز وجل على بديع خلقِه، فقال:

• الحمدُ لله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، ولم يجعل ثمرةَ البَلُّوط، بحجم ووزنِ البطيخةِ السيِّئة الحظ!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة