• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

النوة الأخيرة!

النوة الأخيرة!
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 31/5/2016 ميلادي - 23/8/1437 هجري

الزيارات: 4757

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النوة الأخيرة!

 

يكاد البَرق يقتحِم الديار لولا المغاليق الشداد، ودَويُّ الرعد ينفذ للآذان عَنوةً ويسبح، والريح قد أزهقَت أعطاف الشجر؛ فانحنَت أغصانُه تنتظر سياطَ المطر، وأمام هذا المناخ القاهر لم يجد الأبناء من مَفر سوى حِجر أمهم ملاذًا؛ فأقبلوا إليها يزفُّون:

• لعلها النَّوة الأخيرة...

ابتسمت:

• الأخيرة؟!

قالوا:

• نعم.

ألقت برأسها إلى الوسادة وغابت حينًا ثمَّ عادت وقد سبقَتها دمعةٌ سَخينة؛ ما لبثت أن كفكفَتها أيديهم، ثم نظرت إلى النَّافذة نظرة غريبة، ولا زال البَرق يحاول الاقتحام حتى ولو لم تستقبله دار.

 

كان أبوكم يعشق الشتاء وكنت أقول له:

• أنت مثله.

 

يضحك الأبناء ويردِّدون:

• إن أباكم كالشتاء في برقه ورَعده وهوجاء رياحه.

تبتسم.

وكنتُ أقول له:

• أنت كثير النَّوَّات كفَصل الشتاء، وأنكر بعض الخيرات.

 

يسألها الصغير مداعبًا:

• وما الخيرات يا أمِّي؟

بعد أن تهدأ الرِّيح العاصف ويستكين الرعد المسبِّح وينطفئ وهج البرق المُرعب - تغسل الأمطار أدرانَ البيوت والشجر، وتصفو صَفحة السماء ويتهلَّل وجه الشمس من جديد كوجه أبيكم حين يبتسم.

ما أروع الغزل!

 

تُبدي أسًى بعد ابتسام وتقول:

• وفي الليلة التي فيها أبوكم قد رحل سألني:

• هل تحبِّين فصلَ الشتاء مثلي؟

 

قلت:

• نعم، أعشقه كعشقك له.

 

فقال مداعبًا كفِّي وراحةَ يدي ليجاهد الألم:

• برغم رياحه ورعده وبرقه وسياط المطر؟!

قلت:

• نعم

 

سألني:

• أتلك آخر نوَّة في الشتاء؟

تمنَّيتُ لو لم تكن الأخيرة... لكن للطقس نُظم! فقلت:

• نعم.

• هادئة هذا العام أليس كذلك؟

• هو ذلك... ولم نعهدها من قبل كذلك!

• سبحان من له الدوام!

• "كل شتاء وأنتم بخير".

بكَت وبكوا، وأسلمت رأسها للوسادة من جديد، فظنوا أنها ذهبَت لتستعيد وسوف تعود، ساد الصَّمت المُزعج أرجاء الحجرة، أراد الصَّغير أن يقطع دابره فقال ممازحًا يعتصر:

• قصِّي لنا يا أمِّي بعضًا من نوَّات أبينا.

 

لم تجِب، فناداها:

• أمِّي... أمِّي.

مالَت الكبرى عليها، وأجبرت خنوع كفِّها على التثبت مما جال بظنهم، ثم قالت:

• إن أباكم قد أخذ على أمِّكم موثقًا، بيد أنَّها لم تقوَ على أن تقول لكم:

• "كل شتاء وأنتم بخير".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة