• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

رسالة.. غير قصيرة

محمد بن يوسف كرزون


تاريخ الإضافة: 14/3/2010 ميلادي - 28/3/1431 هجري

الزيارات: 7625

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
يا صاحبي، من اليوم - بل من هذه اللحظة - سألغي (صندوق الرسائل الواردة) في جوَّالي، لن أستقبل أيَّ (رسالة قصيرة)، أسموها رسائل قصيرة، لماذا؟

قصيرة، نعم، على عيني ورأسي، بل هي ممسوخة لكثرة ما هي قصيرة، أمَّا أنَّها (رسالة)، فهي لا تعدو أن تكون جملةً في رسالة، أنا بصراحة لا أعترف بأنَّها رسالة، ولن أتعامَل مع هذا النَّمَط مستقبَلاً معاملتي للرسائل.

الرسائل - يا عزيزي - لها وضعها الخاص، لها مواصفات:
أوَّلها: أنَّها ورقيَّة.
ثانيها: أنَّ رائحة الحبر تنبعث منها ممتزجة مع رائحة الورق.
ثالثها: أنَّك تستطيع أن تعطِّرها وتبقَى تحمل رائحة العطر أسابيع.
رابعها: أنَّك تقرؤها على مدى أكثر من عشر دقائق، ثمَّ تُعِيد قراءتها، وتُعِيد، وتحتفِظ بها وتخبِّئها في صندوقك، صندوق خشبي حقيقي وليس (صندوق الوارد)، وبعد سنة - مثلاً - تنتابك حالة شوق لقراءتها من جديد.

مِن أين لكَ أن تُلامِسَ نكهةَ المرسِل ولهفته وأشواقه؟ هل الحروف الرقمية والشاشة المكهربة والنغمة الآلية تنقل شيئًا من عبَق الحبيب، شيئًا من أنامله وعينيه؟ انظر إلى الكلمات أو العبارات المشطوبة والمعدَّلة في الرسالة الورقية، ربَّما هي أجمل من الرسالة ذاتها، انظر إلى أناقة طيِّ الورقة أو إلى عبثيَّتها، انظر إلى لون الحبر الذي يخفت تارة ويدهش تارة أخرى، انظر إلى بعض الحروف المتآكِلة والتي رغم تآكلها تكشف مَن يقف وراء القلم والورقة.

من أين لي أن أتأكَّد أن الرسالة القصيرة هي من إبداعك، وليست ممَّا استظرفته من رسائل جوَّال صديقٍ لك؟! من أين لي أن أعرف أن العبارة تحمل إحساسك الخاص، وليست مصنعة بطريقة أو أخرى؟

آخر ما كان يخطر على بالي أن أسمع أن هناك متخصِّصين يخترعون (رسائل قصيرة)، يكتبونها ثم يطبعونها في كتيِّبات وتُباع على قارعات الطرقات، أو يضعونها في زاوية موقع على شبكة (الإنترنت) العالمية، هل هذا زمن كل شيء جاهز ومصنَّع؟! حتى العواطف يمكن أن تُصَنَّع وتُعَلَّب؟! هل وضعوا لها مواد حافظة وتاريخ صنعٍ وتاريخ انتهاء؟! على كل حال، لقد وضعوا لها مواد حافظة كي تتماسَك ولا يصيبها العفن أو الفساد، أمَّا تاريخ الانتهاء فلا يتجاوَز أيامًا معدودات.

من فضلك، اكتب لي رسالة ورقية بخطِّ يدك، وبملامسة أناملك، وقُلْ فيها ما تشاء، وكيفما تشاء، وكل ما تشاء، المهم أنها صادرة منك وحدك، فجوَّالي لم يَعُدْ يستقبل معلَّبات مضغوطة.

وقبل أن يطوي الورقة التي كتب فيها هذا الكلام، قفزَتْ رنَّة جوَّاله بنغمة تُنبِئ عن ورود رسالة جديدة، أسرع إليه بلهفة، تناوَلَه، فتَح صندوق الوارِد، قرأها بنَهَمٍ، قبَّل جهاز الجوَّال، ثم أمسَك به، وبدأ يضغط على أزراره كاتبًا رسالةً يردُّ فيها على تلك الرسالة الطازجة التي وصلته لتوِّها.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
خالد رفي - السعودية 16-03-2010 04:04 PM
موضوع شيق وجميل
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة