• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

لوحتان للشهداء (شعر تفعيلة)

لوحتان للشهداء (شعر تفعيلة)
أ. طاهر العتباني


تاريخ الإضافة: 2/3/2016 ميلادي - 23/5/1437 هجري

الزيارات: 4536

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لوحتان الشهداء


(1)

.. نَقشوا على أهدابِ روحي خَطوهمْ

عند المساءِ، رحلتُ أَرقبهمْ

أُداري وحشةً في القلب يَشربها الدُّعاءُ،

ترِفُّ في قَلبي طيورُ الحزنِ..

تأخُذني الجداولُ للدموعِ..

وتَرتديني الأرضُ سوسنةً،

وحلةَ كستناءْ

... نقشوا على طولِ الطريقِ الليلَ في الأصقاعِ،

والشمسَ التي تشوي البكاءَ،

تزفُّ من لغتي الجماجمَ نَحوهمْ،

لَم يحتمل شعري بكاءَ خواطري

نزفتْ على الأنحاءِ في كل الحقائبِ،

لوعةُ الفارينَ مِن كيد البيوتِ

إذا تنكَّرَتِ البيوتُ

ومات فيها الكِبرياءْ

.. نقشوا على دمعي حِكايتهم،

تلوتُ الغامض المبثوثَ في رُوحي

رجوتُ الليلَ ألاَّ يُبقيَ الألوانَ

في وجَعِ الدماءْ

لم يَكتشف طفلُ القصيدةِ دمعةً خبَّأتُها

وتركتُ باب الريحِ مسدوداً

ليَشربَني الهواءْ

لم تُسرجِ الخيلَ الجريئةَ أضلُعي

أرَّختُ للوجَعِ الذي اشتبكَت رُباهُ

على مقاصيرِ السَّماءْ

لمَّا اصطفيتُ مطالعَ الكلماتِ

تاهَت في الحروبِ،

وأذعن الحِبرُ الجريحُ لأنَّتي

ما بينَ أوراقٍ يمزقُها الشتاءْ

.. ما بين عصفورينِ دار حوارُ غصنٍ

هاجرَت رؤياهُ فاحتقنَ النداءْ

.. فوقَ المحطات الكئيبةِ يجلس الرجلُ الوحيدُ

يصافحُ النظراتِ

تنكرهُ العيونُ

يَلوبُ من وجعٍ

ويُخرج من حقيبتهِ المآسي

يعصرُ الأحزان في كفيهِ

يطعنُ بسمةً،

كانَت لديه تساؤلاتُ اليوم والغدِ واللِّقاءْ

.. خلعَت مفاتنها النساءُ

ترمَّلت

وتوتَّرَ الجرح العنيدُ بصدر باكيةٍ

فباحَت وردةٌ في الجرحِ

واحتملَ البكاءَ الطفلُ

فانتصرَ البكاءْ

من يَشتري وَجعي...؟

ومن ينسابُ ما بين المسافاتِ الحزينةِ

من يشاكسُ طفلةً

مرَّت على وجعِ القصيدةِ

حينَ حاصرها انطوائيْ في العراءْ

من أي قاموسٍ سأبدأُ...؟

أم بأيةِ نجمةٍ سأظل أرتقبُ السماءْ؟

صار البقاءُ حقيبةَ المَنفى

وصار الموتُ لعبةَ من يقامرُ،

والشبابيكُ التي هجرَت رؤاها أعينُ الأحبابِ،

مدفأةُ الشتاء الهانئِ الممزوجِ بالسهر الطويلِ،

وجلسةُ الأولادِ

- حول خِوانها المملوءِ بالذكرى التي انسكبَتْ – رجاءْ

.. كان الرفاقُ الطيبون يلملمونَ مواجع المنفى،

ويدَّخرون للصبح الحكاياتِ التي امتلأت بكاءْ

ليلي – وحيداً – يشتهيني

ترسم الأقداحُ في ساعاتهِ الثكلى حنيني للمَرايا

للرحيلِ إلى بداياتِ المشاكسةِ النديةِ

للشُّجيرات التي تمتدُّ في روحي

وأغصانٍ من "الجُمَّيز"

تمنحني عطاءَ اللحظة النشوى

وترسُمني على كل البيوتِ

إذا أعود إليك مشتاقاً إلى صفو السماءْ

(2)

.. لا بدَّ لي من سوسناتٍ في البعيدِ

لكَي أعاود فرحة الإيقاعِ بين مسافتينْ

لا بد من طرقاتِ أغنيةٍ تطوقني

وترسم في بكاءِ الليل نرجسَها اللُّجَينْ

لا بد لي من وقفةٍ عند الديارِ

وقد ترجلَتِ الحقيقةُ في صراخِ الدمعتينْ

هذا أنا.. المشنوقُ في قنديلها..

المحبوسُ بين الصرختينْ

تشتاقُني الأقداحُ باكيةً

ويلفظني حنين اللفظتينْ

كنتُ استرقت السمعَ

أُلهمت الحكايات القديمةَ في غناء النجمتينْ

وطنُ الحقيقة يشتهي خفقَ الضلوعِ

ويرتَمي في المُقلتينْ

.. لا بدَّ لي من سوسناتٍ في البعيدِ

أنا اصطفاقُ الموجِ فوقَ الشاطئينْ

وأنا المسافرُ في خيال الريحِ

يَشربُني اللظى

وحنينُ وادي النيلِ للُّغةِ = الحسينْ

هم فرحةُ الوادي بوردتهِ البديعةٍ

باشتياقاتِ الكمان لنغمتَينْ

وسكينةُ الميلاد تفتتحُ المواسمَ

إذ يغردُ قلب عصفورٍ لعصفورٍ ببينْ

... مِن ها هنا مرَقوا إلى لغةِ السماءِ

إلى صفاءِ قصيدةٍ في الخُلدِ

يفتتحُ المدى زمناً إلهيًّا

ومرقى طائرَينْ

من ها هنا سجدَت دماءٌ

خُطَّ في اللوح الجناحُ السرمديُّ،

وبين بينْ

خَطويْ الجريحُ

قصيدتي الدَّهشى بمطلعِ عاشقَينْ

من ها هنا راحت حكاياتُ العروسِ

تعابثُ الأضواء في حفلِ الجراح إذا اشتكَينْ

من ها هنا وطنٌ سيُولدُ

أمةٌ ستقول للأعراسِ: مَرحى

والشروحُ المريمياتُ: ازدهَينْ

... ما زلت أعبرُ في تواريخ الحقائقِ

أصطفي وَردي مِن القاني،

وسوسنيَ البعيدُ يروغ من كفَّيَّ،

لا أدري لأينْ؟!

أنا في الحقيقة غارقٌ ما بين شطآنِ الزمانِ

وماءُ نهر النيلِ بعضُ الدمعتَينْ

هي لوحةُ الشهداء يكتُبها صفاءُ النيلِ

في تَرحاله الغافي على مرِّ القرونِ

بكِلمتينْ

لا بد لي من سوسناتٍ في البعيدِ

لكي أغامرَ من جديدٍ

في حنين الكِلمتينْ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة