بغداد وشعر وشاعر (قصيدة)

بغداد وشعر وشاعر

زرت الشاعر الشعبي أبا قيس مجيد القيسي في محلة الفضل ببغداد، مساء الجمعة 3 من محرم 1410هـ الموافق 4 من آب 1989م، فأهدى لي كتابه: "معرفة أوزان الشعر الشعبي"، وديوانه: "القيسيات"، والجزء الثاني من ديوانه: "النفس الحائرة"، وأطلعني على دواوينه المخطوطة، فكتبت له هذه القصيدة:

شكرتُ لكَ الضيافةَ والهديَّهْ لقد أمتَعتَنا تلكَ العشيهْ رأينا منكَ إفضالاً وفضلاً وتلك هي الخصالُ اليَعربيهْ أبا قيسٍ - تولَّ اللهُ قيسًا - شممتُ لديك عطرَ العبقريهْ أأعجبُ بالذي أبصرتُ؟ كلاَّ ففي بغدادَ تتضحُ القضيهْ هنا مهدُ المفاخرِ والمعالي هنا واللهِ تسمُو الشاعريهْ وكنتُ علِقتُها مذ كنتُ طفلًا وقد حققتُ لي منها الهُويهْ فما قلبي سوى المجنونِ فيها وما هي غير ليلى العامريهْ وها أنا في مرابعِها وهذي - لعمرُ اللهِ - أنعمُه العليهْ يذكِّرني اللقاءُ بكم فخاراً به نالَ العراقُ الأفضليهْ وإنَّ مؤرخي الأيامِ قالوا مقالاتٍ بها لبسٌ لديَّهْ وأما عن عُلا بغداد فيما حكَوهُ مِنْ مآثرها الثريهْ فإنْ أُقسمْ فما في ذاك حنثٌ: لقد كانت أصابعُهم تقيهْ وما قولي ببغدادٍ - لعمري - وقد شهدَتْ لها كلُّ البريهْ؟ أبا قيسٍ، أدام اللهُ وقتًا نراكم في سوانحهِ السنيهْ وبلَّغَ قلبك الآمالَ جمعاً وآنسَهُ بأيامٍ سريهْ ومعذرةً اذا أنشدتُ شعرًا فهذا مِنْ مواهبِك البهيهْ[1]