• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

مثاني الرحيل (شعر)

مثاني الرحيل (شعر)
أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 4/8/2015 ميلادي - 18/10/1436 هجري

الزيارات: 9222

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مثاني الرحيل

 

(نفثات ونفحات ولفحات تجيش بها النفس بين وقت وآخر، في وداع الابن الغالي (أحمد) الذي استأثر الله تعالى به في ألمانيا ليلة الجمعة 12 من رجب 1436هـ، بعد مرض استمر عشرين شهراً، أوردها حسبَ وُرودها).

إن كانَ لي مِنْ حاجةٍ أدعو بها
تطفئُ في قلبي وقودَ جمرهِ
فدعوتي في الليل حتى فجرهِ
يا ربِّ آنِسْ (أحمداً) في قبرهِ

♦♦♦♦

 

تذكرُني كلُّ الزوايا ب(أحمدٍ)
ودرَّاجةٌ يَسعى بها وسريرُ
ولولا يقيني باللقاء مُجدَّداً
لأحرقَ قلبي –للفراقِ- سعيرُ

♦♦♦♦


حدِّثوني عن (أحمدٍ) إنَّ نفسي
تَستطيبُ الحديثَ عنهُ وتَسعدْ
يأنسُ القلبُ والمشاعرُ تحنو
إذ يقولُ الجليسُ لي:كانَ (أحمدْ)

♦♦♦♦


يا ربِّ آنِسْ (أحمدا)
واجعلهُ لي ذُخرًا غَدا
كلٌّ يصيرُ إليكَ يا
ربِّي ولو طالَ المدى

♦♦♦♦


يا ربِّ رحمةُ (أحمدٍ) تُبكيني
وفراقُهُ يا سيِّدي يُشجيني
وإذ ارتضيتَ جوارَه لكَ سالماً
ممَّا عراه فإنه يُرضيني

♦♦♦♦


ذكرى أحمد:

كان من شأن (أحمد) حين أعود من العمل – وهو في البيت - أن يسرع إلى مجلسي الذي لا أغيره، ويحتله ويضحك، وحين استأنفتُ العمل بعد رحيله، وعدتُ إلى البيت افتقدت ممازحة أحمدَ لي، فقلت:

وكنتُ إذا ما عدتُ بادرَ (أحمدٌ)
يُزاحمُني في مجلسي متعجِّلا
أقولُ لهُ: دعْ لي مكاني فينثني
إلى جانبي مُستأنِساً مُتهلِّلا

♦♦♦♦


يا (أحمدَ) الخيرِ يا همسَ المحبينِ
قد مرَّ وقتٌ طويلٌ لا تناغيني
أشتاق لفظةَ (بابا) كنتَ تنطقُها
فأشعرُ العطفَ يجري في شراييني

♦♦♦♦


يُسلِّيني اختيارُكَ يا إلهي
وما تَختارُهُ خيرٌ وأبقى
لديكَ الأمنُ للأطفالِ حقًّا
ورُبَّ مُكلَّفٍ في النارِ يَشقى

♦♦♦♦


سرير أحمد الصغير ما زال ماثلاً أمامي...وفي الليل يذكرني:

كلما أسدلَ الظلامُ ستارَهْ
أوقدَ الحزنُ في فؤاديَ نارَهْ
وتطلعتُ نحوَ جارٍ عزيزٍ
قد نأى راحلًا وفارقَ جارَهْ

♦♦♦♦


ثم أقول:

يا إلهي قد باتَ (أحمدُ) جارَكْ
فارقَ الدارَ ها هُنا واستجارَكْ
أنتَ خيرٌ لهُ وأرحمُ منَّا
وهنيئًا لِمَنْ يَحوزُ جوارَكْ

♦♦♦♦


وتُبرد قطراتُ الإيمان وهجَ الشوق، فيردِّدُ المؤمنُ في نفسه:

للهِ - عزَّ وجلَّ- فينا حكمةٌ
مَنْ كان يفهمُها يعشْ بتنعُّمِ
الخيرُ فيما اختارهُ في خلقهِ
لاشكَ في هذا فسلِّمْ تَسلمِ

♦♦♦♦


رحلتَ ولم ترحلْ وما أنتَ راحلُ
ووجهُكَ في قلبي الملوَّعِ ماثِلُ
ولم أخلُ إلا كنتَ في النفسِ حاضرًا
كأنكَ تُصْغي للذي أنا قائِلُ

♦♦♦♦


أناجيكَ بالدَّمعِ الصموتِ ورُبَّما
تخيلتُ أَنْ تدنو وأنْ تتكلَّما
تُعذِّبني عيناكَ والحزنُ فيهما
ويُوحشني عهدٌ حنونٌ تصرَّما

♦♦♦♦


رحل (أحمد) ويداه في يدي:

تحنُّ مشاعري الثكلى إليكا
وتلك يداي تَسأل عن يدَيكا
وقفتُ على شفيرِ القبرِ أدعو
سلامُ اللهِ يا ولدي عليكا

♦♦♦♦


إلى مُقصِّر:

تُعزِّيني بقارعةِ الطريقِ
كأنك لم تكن يوماً صديقي!
تقولُ بأنه طفلٌ صغيرٌ
وتَجهلُ أنه أغلى رفيقِ

♦♦♦♦


يا ربِّ (أحمدُ) في ضيافتكَ التي
أعددتَها لضيوفِكَ الأبرارِ
في ليلة النصفِ المباركِ شأنُها
اغمُرْهُ يا مولايَ بالأنوارِ

♦♦♦♦


أرسلتْ طبيبةٌ من مستشفى دبي رسالة تسألني عن سير علاج (أحمد) في ألمانيا، ولم تكن علمتْ بما كان...

وعاد أحدُ الموظفين من إجازة، وجاء يسألني عن أحمد... فقال القلب:

يُسائلني الناسُ عن (أحمدٍ)
فيُوقِدُ هذا بروحيَ جَمْرا
تجيبُ الدموعُ على قولهم
وتَسألُ روحي إلهيَ صَبْرا

♦♦♦♦

 

لا تلمني إنْ كنتَ تسمعُ حُبَّا
وحنينًا ولستَ تسمعُ نَدْبا
فاضَ قلبي وجداً ل(أحمدَ) حتى
صار جسمي جميعُهُ فيهِ قلبا

♦♦♦♦


أتُرى تركتُ القولَ فيكَ ولم أعُدْ
أحكي لواعَج مهجتي وعذابي
لا، والذي أغلاكَ عندي لم أدعْ
لكنْ خشيتُ اللومَ مِنْ أصحابي

♦♦♦♦


سلمِّ لأمرِ الله - جلَّ جلالُهُ -
فالخير ُكل الخيرِ في التسليمِ
ستنالُ فضلَ الأجرِ والتكريمِ
إنْ تلقَ أمر اللهِ بالتعظيمِ

♦♦♦♦


في ظلام الليل والذكرى:

كفَكفي الدمعَ يا عيوني ونامي
رُبَّما جاءَ (أحمدٌ) في المنامِ
رُبَّما أسعفَ الإلهُ برؤيا
لصغيري تكون برْدَ أُوَامي

♦♦♦♦

 

نسماتُ المساءِ تَحملُ ذكرَكْ
والسريرُ الصغيرُ يبعثُ عطرَكْ
كُنتَ أُنسَ الحياةِ تَشْرحُ صدري
شرَحَ اللهُ في الفراديسِ صدرَكْ

♦♦♦♦


حنينٌ إلى زمن مضى:

سلامٌ على ألمانيا إنَّ مهجتي
تُشوِّقها آصالُها وبكورُها
وما ذاك مِنْ حبٍّ لأرضٍ وإنَّما
هوى كلِّ نفسٍ حيثُ كانَ (صغيرُها)

♦♦♦♦


رحل ليلة الجمعة... والآن:

في كلِّ ليلةِ جُمْعةٍ أتذكَّرُ
والوجدُ في نفسي عليه يُسعَّرُ
آتاهُ ربي في الجنانِ منازلاً
يُغدَى عليهِ بما يَشاءُ ويُحْبَرُ

♦♦♦♦


كان أحمد يفرح كثيراً بـ (حمامة) تحط على شباك المنزل ويأخذ بيدي إلى الشباك لننظر إليها... وفي ذلك أقول:

قد كنتَ تَفْرَحُ بالحمامةِ حينَما
تأتي إلى شُبَّاكِنا وتُهَمْهِمُ
أَعلِمتَ أني الآنَ أفرَحُ كلَّما
جاءتْ وأحسبُها عليكَ تسلِّمُ؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- علمتني مثاني الرحيل
وسام حسين - العراق 07-03-2016 03:48 PM

🌴علمتني مثاني الرحيل

ما أجمل حنان الأبوة وما أبهاه!
ما أعظم ان تدعو لمن تحب ولا تنساه!
ما أكمل أن تكون مع الله بالتسليم والرضا!
الحياة بلا إيمان لغز لا يفهم
الإيمان بالقضاء والقدر للحياة بلسم

2- قرأت المثاني
عبد الله السالم المعلا - موريتانيا 05-12-2015 09:05 PM

قرأت مثاني الرحيل فأشجى فؤادي وقع مثاني الرحيل
أعبد الحكيم النبيل عزاء فعبد الحكيم حكيم نبيل

1- دعاء
د.توفيق بلطه جي - الإمارات 08-11-2015 08:24 PM

اللهم اجعله فرطا لأبويه على الحوض يا رب العالمين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة