• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

الوصية والأجيال (قصيدة تفعيلة)

مروان عدنان


تاريخ الإضافة: 6/4/2015 ميلادي - 17/6/1436 هجري

الزيارات: 4470

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوصية والأجيال

 

-1-

ولدي حبيبي:

أوصيكَ ما أُوصيتُ قبلكَ مِن أبي

لا من غريبِ

ما منْ رذاذٍ في الهواءِ مجرثمٍ

إلا وعاطسهُ بتلِّ أبيبِ!

ستقولُ إنَّ أباكَ يومًا قالها

وتقولُ إنَّ أباكَ قد ذكرَ الكلامْ

أحفظتها؟

"إلا وعاطسهُ"..

وأراكَ تسكتُ يا بنيَّ وتتَّقي شرَّ الزُّكامْ!

حتى السَّلامْ

قد كذَّبوني حينَ قلتُ لهم: تثاءبْ

الآنَ قد قالوا: صدقتَ

الآنَ قالوا حينَ نامْ!

 

-2-

ولدي حبيبي:

"الشَّمسُ أجملُ في بلادكَ من سِواها"

حتى الدموعُ المشتهاةُ لكلِّ محزونٍ ومتعبْ

فبغير أرضكَ يا بنيَّ الموتُ أصعبْ

من ذا يحسُّ الميْتَ أوَّلَ ما يحسُّ بهِ كمن

كانتْ يداهُ على يديهْ

أتموتُ في أقصى بلادٍ كلُّ من فيها يراكَ وما عليهْ؟!

 

-3-

هذا الفراتُ فراتُ أهلكَ

والشواطئُ والموانئُ والهضابْ

خطراتُ شعركَ .. أمنياتكَ ..

ما رسمتَ وما كتبتَ عن الجنائنِ.. والقبابْ

سَيَّابُ بصرتكَ (الغريبُ على الخليجِ) وذو الجراحِ الراعفاتِ

وذو العذابْ

وما تصادفهُ يداكَ وأنتَ تحْطِمُ بانفعالكَ ثمَّ تخبطُ خبطَ عشواءٍ

وتضربُ في سرابْ!

أيليقُ بالرَّجلِ الشديدِ يعافها.. يذَرُ السَّحابْ؟

إنْ كانَ ذاكَ فكيف يمكنُ أن يكونَ هو الصوابْ؟!

 

-4-

اللَّحنُ.. رائحةُ الشِّتاءِ.. شُجيرةُ النَّارنجِ.. طاولةُ الخشبْ

عصريَّةُ الشاي المهيَّلِ والكراسي الخمسُ والسُّورُ المشبَّكْ..

ومن أحبَّكْ..

أتعافهُ؟

وعناقُ عصفورينِ ينتبذانِ زاويةً قصيَّهْ

أو فوقَ غصنِ التُّوتِ بينَ كثافةِ الدُّرَّاقِ ما بين العنبْ

ما يستجيشكَ حينَ تعشقُ.. يستثيرُ هواكَ

يأخذكَ المدى

أيكونُ أجمعهُ سدى؟

إنْ كانَ ذاكَ فيا عجبْ!

 

-5-

سأعيدُها:

ما من رذاذ..

وأعيدها .. حتى أحسَّكَ لو نزفتَ تسيلُ من أغلى دمِ الشريانِ منكَ بوهْجِها

حتى أحسَّ بسنِّكَ اللبنيِّ يمضغُ مرَّها

فإذا كبرتَ وأنتَ تحملُ سرَّها

وبقيتَ تنهلُ من معينِ وصيَّتي أو نهجها

أو حينَ تَبغَمُ للصِّحابِ تُسرُّهُمْ

إنَّ الأمانةَ أتعبتْ حمَّالها

فاذكرْ بأنَّ أباكَ يومًا قالها:

ما منْ مؤامرةٍ تدبَّرُ أو تُحاكُ

إلا وفي صِهيونَ يُغزلُ خيطها

ومنَ الَّذينَ أمامَ حائطهمْ تباكوا.

 

-7-

طلعُ النَّخيلِ ركزتُ فيهِ وصيَّتي بعدَ المماتْ

كالرَّايةِ العلياءِ كالبندِ المخيفْ..

ليرى الجميعُ بأنَّني لستُ الضَّعيفْ

فإذا تسفُّ الرِّيحُ ساريتي سأبقى شامخاً كالطَّودِ في عزمِ الأباةْ

فمخارجُ الضَّادِ العظيمِ خبرتها وأنا صغيرْ

وألِفتُ قرصَ الشَّمسِ فوقَ الماءِ في حرِّ الهجيرْ

وأنا أخوضُ النَّهرَ في بغدادَ أو في (الزَّابِ)

في كركوكَ أرجعُ للجنوبِ هناكَ أُغْمرُ في حنانِ (الهورِ)

ثمَّ أطُلُّ من شغفِ (النَّواعيرِ) الأصيلةِ عندَ أكتافِ الفراتْ

أتنفَّسُ الجوريَّ والقدَّاحُ يغزلُني فراشاتٍ، وعطرُ (الحندقوقِ) يُعيدُ ليْ طعمَ الحياةْ

فإذا يصوِّحُ ذلكَ البستانُ يا ولدي..

سِباخُ الأرضِ تلتهمُ الجناةْ .

 

-8-

قد كنتُ أخشى أنْ أموتَ ولم أقلْ ما جاءَ قولهْ

الآنَ قلتُ إذنْ لأفنى في الخلودِ !

فإذا يمدُّ اللهُ في عُمري ثوانٍ أو أعمَّرُ كالجدودِ

سأجيءُ من غورِ العيونِ النَّاعساتِ.. من الوهادِ

من هالةٍ سوداءَ تحتَ عُيونِ أمِّي المجهداتِ من اتِّقادِ

لأردَّ من زنُّوا علينا ذاتَ يومٍ باعتداءٍ واحتلالْ

من زمَّلوا وَهجَ الحقيقةِ باحتيالْ

ما منْ دسائسَ دُبِّرتْ ... مامنْ شِعاراتٍ تُخطُّ

ما منْ غوائلَ تشرئبُّ إلى المذابحِ أو تنطُّ

إلا ومنْ وجرِ الذِّئابْ

عينٌ تراقبُ خيمةً للبدوِ ترصدُ نارهُمْ وقِرى الشِّعابْ

عينٌ تراقبُ خيمةً للبدوِ ترصدُ نارهُمْ وقِرى الشِّعابْ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة