بردة القلب المحمدية ( قصيدة )

بُردة القلب المحمديَّة

معارضة لبردة كعب بن زهير الشهيرة: (بانتْ سُعادُ فقلبي اليومَ متبولُ)

رانُ   الفُؤادِ   بدمْعِ   الشوقِ   iiمغسُولُ        هلْ يُصْبِحُ القلبُ صخراً أيُّها النِّيلُ؟![1]
يَجْري  على  الخدِّ  نهْرُ  الدَّمعِ  ينبُعُ  iiمنْ        قلبٍ    تفجَّرَ    حُزْناً    وهْوَ    iiمقْتولُ
الحُبُّ   يشفي   سقيماً   لا   دواءَ    iiلهُ        كما   يُداوي   مريضَ   القلْبِ    iiترتيلُ
يا   عاذِلِيَّ   بِعِشْقِ    المُصطفى    iiقُولوا        هلِ   اللَّهِيبُ   بِلَفْحِ   النَّارِ    iiمعْذُولُ؟!
لو    تعذلونَ    غراماً    لا     iiيُفارِقُني        فإنني    من    هوى    المختارِ    iiمجبولُ
ذي  صِبْغةُ  اللهِ  في  روحي  وفي  iiكبدي        فهلْ    تُغيِّرُ     ما     فيَّ     iiالأقاويلُ؟!
إنْ كادَ  حُبِّي  العِدا  أو  حارَبوا  iiشغَفِي        فلَيْسَ  يسْطِيعُ  هدْمَ  الكعبةِ  الفِيلُ [2]

• • • •

سرُّ    المحبةِ    قلبي    لا    يبوحُ     iiبه        لكن   شعري    لسرِّ    القلبِ    iiتمثيلُ
يا يومَ شمس الهدى فوق  الدجى  iiسطعت        فكسَّرَ     الليلَ      بالأنوارِ      iiقنديلُ
أطيابُ   أحمدَ    فاحتْ    في    iiجوانحنا        فما   لنا   عن   شذا   العدنانِ    iiتبديلُ
هدى  الحبيبِ  وسامٌ  في   الصدور   iiلنا        هدى   محمدَ    فوق    الرأس    iiإكليلُ
هدى  الرؤوفِ  كبئرٍ  في   البطاحِ   iiلنا        هدى   الرحيم   غِذاً   للقلب   iiمعسولُ
هدى   النبي   سراجٌ   قد    أنارَ    iiلنا        دربَ   الحياة    بها    موتٌ    iiوتضليلُ
هدى  الرسولِ  كفوحِ  الفلِّ   في   iiزمنٍ        من  الخريفِ   بهِ   للورد   تكبيلُ [3]

• • • •

أين   الأحبةُ    من    أصحاب    iiسيدِنا        قد   حُطِّمتْ   تحت    أيديهم    iiتماثيلُ؟
يفدونهُ   بدمٍ   قد   سال    من    iiمُهَجٍ        كالسلسبيل    من    الينبوعِ     iiمنهولُ
تُشْفى    بغُرْفتِها..     تُنْشَى     iiبرائحةٍ        لا    خمرَ    يُشْبِهُهَا     تلكَ     iiالمحاليلُ
فاضت   بحُبٍّ   على   بيدائِنا   iiوسَخَتْ        من معصراتِ الوفا..  قالتْ  لهم:  iiسِيلوا
أصحابُ  طهَ  نجومٌ   في   السَّما،   iiولهم        سناً   من   الشمسِ   بالإيمان    iiمغزولُ

• • • •

شهرُ   الرَّبيعِ   ربيعٌ   في   الشهورِ   iiلنا        بمولدِ   المصطفى   كم   يزهرُ    iiالجيلُ!
لقد   ترنَّحَ   عام   الفيل   من    iiطربٍ        بمولد   الحِبِّ،   فاطْربْ    أيُّها    iiالفيلُ
نورُ  الهدى   شعَّ   من   أحضانِ   iiآمنةٍ        ودمَّرَ      الفتنةَ      الطَّيرُ      iiالأبابيلُ
فسيِّدي     حلَّقتْ      فينا      iiرسالتُهُ        ومِن    إلهي    على    الكُفَّارِ    iiسِجِّيلُ
رسالة   المُصْطفى   في   الدَّهْرِ    iiخالدةٌ        وكلُّ    ما    زعمَ    الفُجَّارُ     iiمأكولُ
صلَّى    إلهي    على    الهادي    iiلأمَّتنا        ثم     السلامُ      وتعظيمٌ      iiوتبجيلُ.

[1] الران: أثر المعاصي في القلب. والنيل: كناية عن نهر الدموع.

[2] ليس يسطيع هدم الكعبة الفيلُ: كناية عن ضعف العذال أمام الحب الإلهي.

[3] من الخريف به للورد تكبيلُ: أي أن الخريف يمنع الزهور من أن تفوحَ.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي