• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

قوافل العطر ( قصيدة )

قوافل العطر ( قصيدة )
أ. طاهر العتباني


تاريخ الإضافة: 18/2/2014 ميلادي - 17/4/1435 هجري

الزيارات: 20552

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قوافل العطر

(اللغة العربية وآفاق المستقبل)


تدفَّقَ العطرُ في أَسْمى مَغانيها
وحَلَّقَ الرُّوحُ يَرْقى في معانيها
وَأَوْقَفَتْ صَدَحَاتُ المَجْدِ في دمِها
كلَّ المُحِبّينَ يَسْتجْلُونَ خَافِيها
وَأَوْفَدَتْ للذُّرا مَنْ قامَ يُنْشِدُها
لَحْناً مِنَ الحُبِّ تَنْويهاً وَتنْزِيها
هِيَ الهُوِيَّةُ، والأَشْعارُ مَا نَزَفَتْ
إلاَّ خِلالَ الْهُدَى لِلْقلْبِ تُهْدِيها
إنْ كَانَ يَجْمَعُنا حُبٌّ لمَشْرِقِها
بَيْنَ اللُّغى، فَكتابُ اللهِ يَحْميها
صَانتْ عُهودَ الوَفا قِدْماً وَمَا أَسِنَتْ
ومَا تَوانى عَنِ الإِبْحارِ مُرْسِيها
هِيَ الخُلودُ الذي قدْ عزَّ جانِبُه
وَهْي الصُّمود تَرَبَّى في أَيادِيها
هِيَ الجَمالُ، وفي الأذْواقِ مُتَّسَعٌ
لِكُلِّ صاحِبِ شَوقٍ عاشَ يُشْجِيها
هِيَ السُّمُوُّ الذي غذَّتْهُ أَوْرِدَةٌ
مِنَ الفَصَاحَةِ يَحْيا في تَجَلِّيها
هِيَ العُروبَةُ والأيَّامُ قافِلَةٌ
مِنَ الشُّمُوخِ يُغَنَّى في لَيَالِيها
مَا زَالَ في لُغَتي تَارِيخُ مَأْثَرَتي
وَحُلْمُ مُسْتَقْبَلي رَهْنٌ بِأَيْدِيها
أَما حِكَاياتُ قلْبي فَهْي وَاحِدَةٌ
مِنَ الحِكاياتِ جِئْتُ اليَوْمَ أَحْكِيها
أَحْبَبْتُها وَقَبَسْت الوَرْدَ مِنَ دَمِها
وَقَدْ تَراءَى عَلى نَجْوَى تَهَادِيها
وَقُلْتُ لِلرُّوحِ: نَفْدي عَذْبَ مَنْطِقِها
حَقًّا، ولا نَغْتدِي إلاَّ بِوَادِيها
إنِّي أُجَادِلُ عَنْ دِيني وَعَنْ وَطَنِي
إذَا وَقَفْتُ أُنَاوِي مَنْ يُنَاوِيها
إِنِّي أُجَادِلُ عَنْ تَارِيخ كَوْكَبَةٍ
مِنَ الرِّجَالِ مَضَوْا يُعْلُونَ مَاضِيها
♦ ♦ ♦ ♦
هَذا "امْرُؤُ القَيْس" يَشْدُو فِي مُعَلَّقَةٍ
قَوَافِلُ العِطْرِ تَبْدُو فِي تَثَنِّيها
وَذا أَمِيرُ القَرِيض الصَّبُّ يَعْشَقُها
وَيَرْتَوي وَيرَوِّي مِنْ مَعَانِيها
وَذَلكَ "المُتَنَبِّي" قَدْ غَدا مَلِكاً
لَمَّا تَرَبَّعَ فِي وُجْدان قاريها
حَقيقةٌ فِي سَمَاء ِالرُّوح باسِقَةٌ:
أَنَّ الذي يَتَسَامَى لا يُسَامِيها
مَلِيكَةٌ هِيَ، عَرْشُ القَلبِ مَوْطِنُها
وَأُمَّة ٌهِيَ، تُحْيينا وَنُحْييها
تَجَدَّدَتْ فِي القرُونِ الزُّهْر ِحُلَّتُها
وَجَدَّدَتْ أُمةً شَابَتْ نَوَاصِيها
وَأزْهَرَتْ دَوْحَة ُالعُشاق ِفِي دَمِها
عَبْرَ القرُونِ وَغَنَّوْا في نواديها
حَتَّى إذا ائْتلَقَتْ وَرْداً وَمَوْجدةً
بعاشقِيها، تسامَوا في تساميها
هِيَ البَسَاتِينُ في الأرْبَاض ِمُونِقةٌ
وَهْيَ التي تَتَولَّى مَنْ يُواَليها
هِيَ الشَّمُوسُ إذا اسْتَعْصَتْ على بَطَلٍ
وَهْيَ الكَريمة إمَّا عَزَّ مُجْريها
يَغْزو على صَهَوَات ِالعِزِّ فارِسُها
وَيَنْحَني لِجُيُوش المَجْدِ قالِيها
هِيَ العَرُوسُ ولا تَرْضَى بِغَيْر فَتًى
يُسَابِقُ الدَّهْرَ مُرْتاداً مَجَالِيها
هِيَ الجَمِيلَة ُوَالخُطَّابُ قَدْ وَقفَوا
بِبابِها يَنْشدُونَ المَجْدَ والتِّيها
هِيَ الحَياة ُ تُخَبِّي في شَوَاهِدِها
سَوَابقَ الفَخْر ِ لا تَخْشَى أَعَادِيها
إنْ كانَ مُسْتقْبَلُ الأَيّام ِمُعْتَكِراً
فَإنَّ في أُفْقها تَمْكينَ أَهْليها
وَإنَّ كُلَّ لُغَاتِ الأَرْضِ قَاطَبَة
لا تَزْدَهِي بكِتابٍ خالِدٍ فِيها
قَدْ ظَلَّ يَجْلُو سِمَاتِ الحُسْنِ في دَمِها
وَيَسْكُبُ السُّنَنَ الحَسْناءَ مِنْ فِيها
عَاشَتْ مُجَدَّدَة، ًوَاليَوْمَ رَهْنُ عَطا
ءاتٍ مِنَ الجِدِّ وَالإبداعِ نُبْدِيها
يَسْتَبْدِلونَ لُغاتِ الغَرْب ِعَاطِلَةً
بَوَشْيِها الزَّاهِر ِالزَّاهِي يُوَشِّيها
وَيَسْتَعيضُونَ عَنْ سَامِي بَلاغَتِها
بعُجْمَةٍ تَتَفَشَّى فِي نَوَاحِيها
♦ ♦ ♦ ♦
قَصِيدَة ٌوَكِتابٌ زَانَ مَنْطِقَهَا
تَرْقَى بِكَوْكبَةٍ زَانَتْ مَرَاقِيها
قَصِيدَة ٌوَكِتَابٌ كَانَ يَبْعَثها
فِي كُلِّ مُنزَلَق ٍقدْ كَادَ يُرْدِيها
قَصِيدَةٌ وَكِتابٌ مِنْهُمَا عَبَرَتْ
مَدَائنَ الأُفُق ِالسَّيَّاح ِتَطْوِيها
وَكُلَّمَا خَطَّتِ الأَرْمَاحُ مَنزِلَهَا
فَوْقَ النُّجُومِ تَخَطَّتْ قَوْسَ رَامِيهَا
وَسُنَّةُ المُصْطَفَى رِفدٌ لِحَوْمَتِها
وَلفظُهُ العَذْبُ يَهْمِي فِي ظَوَامِيهَا
قَدْ اسْتَرَاحَتْ عَلَى أَعْتابهِ زَمَناً
فَكَانَ أَفْصَحَهَا قوْلاً وَتَشْبِيهَا
هذي أحاديثه ظلَّت روايتُها
تُغَالِبُ الدَهْرَ، تَجْرِي فِيهِ (مَجْريها)
فَسُنَّة ٌوَكِتَابٌ ظَلَّ يَحْفظُها
وَكُلَّمَا عَثَرَتْ مَدَّتْ أَيَادِيها
وَأُمَّة ٌكَانَ لِلإبدَاعِ سَاحَتُهُ
شِعْراً وَنَثْراً يُغَنِّي فِي أَرَاضِيهَا
قَدْ ألْبَسَتْ كُلَّ عِلْمٍ حُلَّة ًعَجَباً
فَاعْذَوْذَبَتْ لُغة ٌبِالعِلْم ِتَبْنِيهَا
بَحثٌ وَتَشْقِيقُ أَلْفاظٍ وَمُصْطَلَحٌ،
كلُّ التَّجارِيبِ تَحْلُو فِي أَيَادِيهَا
مَا عزَّتْ اللُّغَةُ العَلْياءُ عَنْ هَدَفٍ
يَوْماً، وَمَا قَصَّرَتْ قَوْلاً وَتَنْبيهَا
لَكِنَّ أَقْوَامَهَا رَادُوا مَفَاتنَهَا
وَأَشْرَفُوا مِنْ فِجَاج ٍفِي دَيَاجِيهَا
قَدْ حُمِّلوهَا بَجَوفِ القَلْبِ.. فَاحْتَمَلوا
أَمَانَةً أسْهَرَتْ فِي اللَّيْلِ حَامِيهَا
وَكَانَ وَاحِدُهُمْ يَرْتادُ غَابَتَها
عَذْرَاءَ يَسْتَرْفِدُ البُشرَى وَيُزْجِيهَا
وَاليَوْمَ أَقْوَامُها عَادُوا وَقَدْ كَسِلُوا
عَنْ خَوْضِهِمْ لُجَجَ الإِبْدَاعِ تَمْوِيهَا
لا يَحْفُلُونَ بِمَا فِي الكوْن ِحَوْلَهُمُ
إلا لِمَاماً، وَلا يَبْغُونَ مُضْنِيهَا
وَلا يَرُومُونَ إلا أنْجُماً كُسِفَتْ
وَيَهْجُرُونَ شُمُوساً فِي أَعَالِيهَا
كَمْ أُمَّةٍ سَمَقَتْ فِي عِزِّهَا لَغَةٌ
وَضَيعَتْ لُغَةٌ أَخْطاءُ أَهْلِيهَا
♦ ♦ ♦ ♦
منْ لِلْعُلُومِ تَجَلَّى فَي مَرَابِضِهَا
وَأُمَّة ُالعَرَبِ العَرْبَاءِ تَحْمِيهَا؟
هَذا "ابْنُ رُشْدٍ" وَهذِي أُمَّة ٌعَمَرَتْ
مَسَالِكَ الأَرْضِ إحْيَاءً وتَنْوِيهَا
يرُودُ لِلْعِلْمِ بُسْتَاناً بِهِ حَفلَتْ
عَنَاقِدٌ مِنْ ضِيَاءٍ رَاحَ يُبْدِيهَا
فِي كُلِّ فنٍّ لهُ دَرْبٌ، يُشَاطِرُهُ
فرَائِدٌ عَادَ بِالتَّجْدِيدِ يُوحِيهَا
وذا "ابنُ سينا" طبيب في إشارته
قَدْ أَشْرَقَ اللَّفظُ وَالمَعْنَى بِمُغْنِيهَا
وَذَا "الْغَزَالِيُّ" يَزْهُو فِي مَعَالِمِهَا
مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ رَاحَ يُعْطِيهَا
فِي كُلِّ مُرْتَبع ٍمِنْ أَرْضِهَا عَلَمٌ
يُعَلِّمُ النَّاسَ قَاصِيهَا وَدَانِيهَا
لَكِنهَا اليَوْمَ قَدْ صَارَتْ مَرَابِعهَا
خِلْواً مِنَ العِلْمِ تَبرِيهِ وَيَبرِيهَا
تَزْهُو طَوَاوِيسُهَا بِاللفظِ مُغْتَرِباً
وَتَقتُلُ اللَّغَةَ الْغَلْباءَ تشوِيهَا
وَلا تُحَاوِلُ تَعْرِيبَاً لِوَافِدِهَا
حَتَّى تُكَفْكِفَ مِنْ غَرْبٍ أَعَادِيهَا
يَا أُمَّة ًعَادَ سُمُّ العُجْبِ فِي دَمِهَا
يَجْرِي وَيَجْرِي الوَنَى فِيهَا لِيُرْدِيهَا
هَلْ يَقْظَةٌ؟ فَالأفَاعِي اليَوْمَ فِي صَلَفٍ
تَبْدُو، وَيَبدُو فَحِيحُ المَوْتِ فِي فِيهَا
مُسْتَقبَلُ اللُّغَةِ العَلْياءِ فِي يَدِكُمْ
وَأَنْتُمُ اليَوْمَ فِي عَزْمٍ مَوَاضِيهَا
إِنْ كَانَ مِنْ عَزْمَةِ الفُرْسَانِ مَوْقِفُكُمْ
فَاسْتَشْرِفُوا لِلَّذِي يُعلِي أَيَادِيهَا
جِدٌّ وَإِبْدَاعُ تَارِيخ وَمَنزَلَةٌ
بِكُلِّ صَادِقِ حُبٍّ سَوْفَ يُغْنِيهَا
وَلَّى زَمَانٌ الذِي يَبْغِي مَنَازِلَهُ
فوْقَ النُّجُوم ِوَلا يَرْتادُ عالِيهَا
♦ ♦ ♦ ♦
هذِي صَحَائِفُهَا بِيضاً مُجَلَّلَةً
بِالفَخْر وَالخُيَلاءِ اليوْمَ أَرْوِيهَا
بِأَسْطُرٍ مِنْ ضِيَاءٍ خَطَّهَا قَدَرٌ
وَأَنْجُمٍ فِي سَمَاءِ الحُسْنِ أُبْدِيهَا
وَمَا ارْتوَتْ لَهَوَاتِي مِنْ مَفَاتنِهَا
وَلا اشْتَفَتْ صَهَوَاتِي مِنْ مَغَازِيهَا
لَكِنَّ حَسْبِيَ أَنِّي مِنْ فَوَارِسِهَا
وَأَنَّنِي قَدْ عَشِقْتُ السِّحْرَ فِي فِيهَا
قَضَّيْتُ عُمْرِيَ مُرْتَادًا شَوَاطِئَهَا
وَقَدْ أَمُوتُ شَهِيِداً فِي أَعَالِيهَا.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة