• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

رثاء الخلائق ( قصيدة )

رثاء الخلائق ( قصيدة )
أحمد كمال زكي


تاريخ الإضافة: 17/11/2013 ميلادي - 13/1/1435 هجري

الزيارات: 6708

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رثاء الخلائق

 

ذَهَبَ السَّنَاءُ بِمَوْتِهِ وَاسْتَوْطَنَتْ
قِمَمَ الْحَيَاةِ سَفَاسِفُ الآَياتِ[1]
وَخَبَا سَنَاهُ فَأُغْرِقَتْ مِنْ بَعْدِهِ
كُلُّ النُّجُوْمِ بِحُلْكَةِ الظُّلُمَاتِ
وَرَثَتْهُ بِالدَّمْعِ الْحَرُوْرِ خَلاَئِقٌ
شَهِدَتْ بِمَوْلِدِهِ جَمَالَ الآَتِيْ
حَتَّى الْمَلاَئِكُ أُمْطِرَتْ عَبَرَاتُهَا
فَتَلَوَّتِ الدُّنْيَا مِنَ الأَنَّاتِ
وَبَكَى عَلَيْهِ النَّخْلُ فِي عَلْيَائِهِ
وَبَكَى الْجَمَادُ بِأَبْلَغِ العَبَرَاتِ
وَعَلاَ نَحِيْبُ الكَائِنَاتِ جَمِيْعِهَا
فِي الأَرْضِ، أَوْ فِي الْمَاءِ، وَالسَّمَوَاتِ
وَرَمَى الذُّهُوْلُ سِهَامَهُ فِي الكَوْنِ حَتَّ
ى لَمْ يَعُدْ أَثَرٌ مِنَ الضَّحِكَاتِ
بِئْسَ النَّهَارُ نَهَارُ حُزْنٍ جَاثِمٍ
فَوْقَ النُّفُوْسِ يَمُوْرُ بِالْمَأْسَاةِ
جَاءَتْ غَرَابِيْبُ الكَآَبَةِ بَغْتَةً
فَابْيَضَّتِ الأَحْدَاقُ بالآَهَاتِ
وَتَهَدَّجَ الصَّوْتُ الْجَلِيْلُ مُرَدِّدًا:
ذَهَبَ الرَّسُوْلُ مُوَزِّعَ الرَّحَمَاتِ!
♦ ♦ ♦ ♦
ضَرَبَ الأَسَى كَبِدَ السَّمَاءِ فَأَظْلَمَتْ
مَنْ مِنْ نِصَالِ الْحُزْنِ سَوْفَ يُجِيْرُ؟
وَالطَّيْرُ نَاحَتْ فَوْقَ آَكَامِ الأَسَى:
يَا لَلثَّكَالَى! كَيْفَ ذَاكَ يَصِيْرُ؟
أَيَمُوْتُ ضَوْءُ الْحَقِّ، يَا وَيْحًا عَلَى
قَوْلٍ كَهَذَا؟ إِنَّهُ التَّتْبِيْرُ!
وَالشَّمْسُ قَالَتْ لِلسَّحَابِ بِشَهْقَةٍ
حَرَّى: لِمَنْ بَعْدَ الْحَبِيْبِ أُنِيْرُ؟
قَدْ كُنْتُ عُمْرًا أَسْتَنِيْرُ بِوَجْهِهِ
وَأَتِيْهُ إِذْ بَيْنَ اليَدَيْنِ أَسِيْرُ!
كَانَ الْحَبِيْبُ يَمُدُّنِي مِنْ نُوْرِهِ
وَبِنُوْرِهِ قَمَرُ السَّمَاءِ يُنِيْرُ
وَاليَوْمَ وَجْهِيَ أَسْحَمٌ مِنْ حُزْنِهِ
وَالقَلْبُ يَمْلَؤُهُ لَظًى وَسَعِيْرُ
رَدَّ السَّحَابُ بِدَمْعَةٍ مَسْفُوْحَةٍ:
إِنَّ الرَّحِيْلَ مُحَتَّمٌ، مَقْدُوْرُ
وَاللهُ أَخْبَرَنَا، فَكَيْفَ نَسِيْتِهَا؟
إِنَّ الْمَوَاتَ عَلَى العِبَادِ مَصِيْرُ
حَتَّى مَلاَكُ الْمَوْتِ سَوْفَ يَذُوْقُهُ
فَهُوَ اليَقِيْنُ وَغَيْرُهُ التَخْيِيْرُ!
♦ ♦ ♦ ♦
مَا شَافَ حَيٌّ أَوْ جَمَادٌ سَمْتَهُ
إِلاَّ وَسَبَّحَ رَبَّهُ تَسْبِيْحَا
فَرِحَ التُّرَابُ بِضَمِّهِ لِنَبِيِّهِ
فَبَدَا كَمُنْفَطِرٍ يَسُوْقُ الرِّيْحَا!
وَقَفَ الزَّمَانُ بِدَمْعِهِ مُتَرَقِّبًا
شُهُبَ السَّمَاءِ تَجَرَّحَتْ تَجْرِيْحَا
وَالطَّيْرُ ذَفَّتْ[2] بِالدُّمُوْعِ كَأَنَّهَا
غَنَّتْ فَقُبِّحَ صَوْتُهَا تَقْبِيْحَا
وَحَمَامَةُ الغَارِ الْمُسَوَّمَةُ اكْتَفَتْ
بِالصَّمْتِ، لَمْ يسْمَعْ لَهَا تَصْرِيْحَا
وَالعَنْكَبُوْتُ تَحَسَّرَتْ إِذْ إِنَّهَا
لَمْ تَنْسَ مُنْذُ الغَارِ ذَا التَّلْوِيْحَا
ذَأَفَ الضِّيَاءُ فَأَغْطَشَتْ سُرُجُ النُّهَى[3]
وَانْثَالَ حُزْنُ فِرَاقِهِ تَبْرِيْحَا
نُقِلَ الرَّسُوْلُ مُحَمَّدٌ مِنْ صَفْحَةٍ
طُوِيَتْ فَطَوَّحَتِ النُّهَى تَطْوِيْحَا[4]
وَبَكَى البُكَاءُ مُشَيِّعًا خَيْرَ الوَرَى:
حَضَرَ الغِيَابُ فَزَادَهُ تَوْضِيْحَا!
إِنَّ النَّبِيَّ مُخَلَّدٌ فِيْ جَنَّةٍ
وُعِدَتْ لِمَنْ صَلَّى وَلَيْسَ شَحِيْحَا.


[1] السَّنَاءُ: العُلُوُّ والارتفاعُ. وسَفاسِف: جمع سَفسَاف، وهو: الرَّدئُ الحقيرُ من كل شيءٍ وعملٍ.

[2] ذَفَّ: أسرع.

[3] ذَأَفَ: مَات، والنُّهى: جمع النُّهيةِ، وهي: غايةُ الشيءِ وآخره.

[4] طوَّح: أفنى وأذهب، والنُّهى: العقل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة