قالوا ( قصيدة )

قالوا

أُلقيتْ في النادي الختامي لطُلاب معهد حوطة بني تميم العلْميِّ 91/91هـ

حَدِّثْ عَنِ الْعَلْيَاءِ وَالْعَظَمَاتِ

وَاذْكُرْ جُدُودَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَاتِ

قَوْمٌ أَحَاطُوا الْمَجْدَ مِنْ جَنَبَاتِهِ

وَرَعَوْا حُقُوقَ اللَّهِ وَالْحُرُمَاتِ

انْظِمْ عُقُودَ الشِّعْرِ وَاهْتِفْ مُكْبِرًا

ذَاكَ الزَّمَانَ الرَّافِعَ الرَّايَاتِ

سَلِّ الْقُلُوبَ بِنَغْمَةٍ عَرَبِيَّةٍ

مِنْ عَذْبِ شِعْرِكَ وَانْعَشِ الْمُهْجَاتِ

هَذَا حَدِيثُ الصَّحْبِ فِيمَا بَيْنَهُمْ

مُسْتَوْعِبِينَ ذَخَائِرَ الصَّفَحَاتِ

مُتَذَكِّرِينَ وَفِي التَّذَكُّرِ سَاعَةٌ

تَدَعُ الْحَزِينَ يَهِيمُ فِي الْفَلَوَاتِ

قَالَ الْكَبِيرُ لِحُبِّهِ مُسْتَرْسِلًا

مُتَضَاحِكًا فِي حِشْمَةٍ وَثَبَاتِ

إِنَّ الشَّرَاذِمَ أَلَّفُوا أُسْطُورَةً

قَصَدُوا بِهَا تَحْطِيمَ مَجْدِ أُبَاةِ

عُنْوانُهَا هَذِي الدِّيَانَةُ ضِحْكَةٌ

وَهُمُ مَثَارُ الْهُزْءِ وَالضَّحِكَاتِ

رَاحُوا يُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَمَا دَرَوْا

أَنَّ الدِّيَانَةَ تَحْفَظُ الْحُرُمَاتِ

قَالُوا: حَرَامٌ قَتْلُ جَانٍ مُجْرِمٍ

سَفَكَ الدِّمَا، لَمْ يَرْتَكِبْ سَخَطَاتِ

لَكِنَّهُ حَدَثُ الْعَوَاطِفِ غَيَّرَتْ

مِمَّا يُرِيدُ فَكَانَ فِي هَفَوَاتِ

هَلَّا تَبَدَّلَ حُكْمُهُمْ سِجْنًا لَهُ

السِّجْنُ أَرْأَفُ، فَادْرَؤُوا الشُّبُهَاتِ

قَالُوهُ دُونَ تَعُقُّلٍ مِنْهُمْ فَفِي

وَضْعِ الْحُسَامِ إِبَادَةُ الثَّوْرَاتِ

قَالُوا: يَجُورُ الدِّينُ فِي قَطْعٍ وَفِي

ضَرْبِ السِّيَاطِ فَضَاعِفُوا الرَّحَمَاتِ

وَالشَّرْعُ يَرْحَمُ سَارِقًا فِي قَطْعِهِ

يَدَهُ لِيُعْفَى جِسْمُهُ الْوَعَكَاتِ

فَالدَّاءُ إِنْ أَعْيَ الطَّبِيبَ يَجُذَّهُ

خَوْفَ انْتِشَارِ السُّقْمِ وَالعِلَّاتِ

وَيُعَدِّدُونَ مَسَاوِئًا عَنْ شِرْعَةٍ

كَذَبُوا فَمَا فِي الشَّرْعِ مِنْ سَوْءَاتِ

قَالَ الَّذِي قَطَعَ الْحَدِيثَ مُصَارِحًا

مُتَثَاقِلًا مِنْ لَوْعَةِ الزَّفَرَاتِ

مَا ضَرَّ قَوْمٌ قَدْ سَعَوْا فِي حُكْمِهِمْ

وَبِمَا أَتَوْهُ حِمَايَةُ الدَّرَجَاتِ

هُمْ يَتَّقُونَ - بِظُلْمِهِمْ دَرَجَاتِهِمْ

فِي الْحُكْمِ - قَتْلَ مُشَرَّفِ الْغَايَاتِ

قَالَ الصَّغِيرُ صَغِيرُهُمْ فِي سِنِّهِ

وَالْعَقْلُ عَقْلُ مُمَارِسِ الْخِبْرَاتِ

ظَلَمُوا، وَعُقْبَى الظُّلْمِ عَيْشٌ عَلْقَمٌ

ذُلٌّ وَخُسْرَانٌ وَبُؤْسُ حَيَاةِ

أَفَلَا تَرَوْنَ مَصِيرَ أُمَّتِكِمْ غَدًا

مِنْ جَوْرِ أَنْفُسِكُمْ رَهِينَ طُغَاةِ

لَهُمُ الْقُشُورُ رَضُوا بِهَا وَاسْتَسْلَمُوا

لِعَدُوِّهِمْ فِي دَالَةِ الْوِصَمَاتِ

وَتَقَسَّمُوا فِي كُلِّ شَعْبٍ أُمَّةٌ

تُمْسِي وَتُصْبِحُ لَمْ تَفُزْ بِنَجَاةِ

تِسْعُونَ مِلْيُونًا تَخِرُّ لِعُصْبَةٍ

هَذَا وَرَبِّكَ مُنْتَهَى الْحَسَرَاتِ

رَبِحَ الْيَهُودُ فَهَلْ لَكُمْ مُتَنَفَّسٌ

مِمَّا تَرَوْنَ لِتَدْفَعُوا الْآفَاتِ

يَا رَبِّ إِنْ هَبَّتْ شُعُوبٌ فَانْتَصِرْ

وَأَغِثْ عِبَادَكَ وَاكْشِفِ الْغُمَّاتِ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي