• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

الخيانة (قصيدة تفعيلة)

د. محمد علي الرباوي


تاريخ الإضافة: 7/1/2013 ميلادي - 24/2/1434 هجري

الزيارات: 6274

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخيانة[1]

 

1

خَانَكَ الأَهْلُ، فَكَانَ النَّخْلُ يَنْسَلُّ إِلَى صَدْرِكَ. يَرْمِي فِيهِ حَبَّاتٍ مِنَ الصَّبْرِ فَيَحْمَرُّ مُحَيَّاكَ تَحُجُّ الطَّيْرُ وَالزَّهْرُ إِلَى كَعْبَتِهِ تَنْبُعُ لَيْلاً مِنْ رَمَادِ البِيدِ أَسْرَابُ القَطَا. تَغْسِلُ أَسْرَارَكَ بِالْفَجْر وَبِالْكَوْثَرِ يَبْقَى قَلْبُكَ الْمَجْرُوحُ مَفْتُوحاً لِكُلِّ الأَهْلِ. مَا أَجْمَلَ هَذَا النَّخْلَ إِذْ يَنْمُو بِهَذَا الصَّدْرِ! إِذْ يُعْطِي إِذَا حَلَّ الدُّجَى أَجْمَلَ جَمْرَهْ!

 

2

مُمْتَدٌّ هَذَا الشَّارِعُ خَلْفِي وَأَمَامِي

مُمْتَدٌّ فِي ظِلِّي وَعِظَامِي

لَيْسَ بِهِ شَجَرٌ

لَيْسَ بِهِ بَشَرٌ

لَيْسَ بِهِ حَجَرٌ أَوْ دَارُ

كُنْتُ بِهِ عَدَداً

تَصْحَبُ يُسْرَاهُ أَصْفَارُ

تَمْشِي كَالنُّورِ عَلَى

جَسَدِي الْمُفْرَدِ وَالْمُتَعَدِّدِ أَنْهَارُ

صَوْتِي كَانَ يُحَدِّثُنِي

عَنْ فَرَحِي الْمُنْهَارِ، وَعَنْ أَحْلاَمِي

ضَوْضَاءُ الشَّارِعِ

كَانَتْ تَنْبُعُ مِنْ أَضْلاَعِي

تَحْجُبُ هَذَا الصَّوْتَ وَتَمْنَعُنِي

مِنْ أَنْ أَحْمِلَ لِلْقَيْصَرِ

أَدْغَالاً مِنْ أَوْجَاعِي

فِي هَذَا الشَّارِعِ

مَا عَادَتْ أَقْدَامِي

تَقْدِرُ هَذَا اليَوْمَ عَلَى جَرِّ عِظَامِي

لَكِنَّ لَظَى فِي جَوْفِي/ تَتَأَجَّجُ.. لاَ تَخْبُو..

تَدْعُونِي أَنْ أَنْهَضَ.. أَنْهَضُ

ثُمَّ أَسِيرُ بِهَذَا الشَّارِعِ

كَالأَشْجَارِ. أَقُضُّ مَضَاجِعَ قَيْصَرَ

بِالأَشْعَارِ أُبَشِّرُهُ بِزُهُورِ النَّيْرُوزِ

سَتَأْتِي ذَاتَ صَبَاحٍ

سَيُزَيِّنُهَا إِذْ يَنْهَارُ

دَمُهُ الفَوَّارُ

 

3

خَانَكَ الصَّحْبُ. وَخَانَ الدَّرْبُ. خَانَ الزَّمَنُ الصَّعْبُ. وَمَا دَبَّ إِلَى جَوْفِكَ رَمْلٌ شَارِدٌ. مَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكَ شِعْراً. كُنْتَ صَخْراً انْبَجَسَتْ مِنْكَ ﭐثْنَتَا عَشْرَةَ زَهْرَهْ

 

4

خِرْقَةٌ جَسَدِي

خَاطَهَا البَحْرُ يَوْماً إِلَى

جُزُرِ الرُّعْبِ وَالْكَبَدِ

اَلرِّيَاحُ مُحَمَّلَةً بِصَقِيعِ الشَّمَالِ

تَهُبُّ عَلَى بَلَدِي

وَتَصُبُّ لَظَاهَا مِرَاراً عَلَى كَبِدِي

لَعَلَّ عِظَامِي أَمَامِي

تُشَتَّتُ بَيْنَ الْمُرُوجِ

تَهُبُّ الرِّيَاحُ

فَتَمْلأُ صَدْرِي الْجِرَاحُ

تَهُزُّ بِجِذْعِي إِلَيْهَا

فَيَلْتَقِطُ الدَّمَ هَذَا الصَّبَاحُ

يَقُولُ لِقَلْبِيَ: كُنْ

فَأَكُونُ جِبَالاً تَظَلُّ تُطِلُّ عَلَى البَحْرِ

تَبْقَى مَدَى الْعُمْرِ

مُزْدَانَةً بِالثُّلُوجِ

فَيَا أَنْتَ خُذْنِي إِلَى مَلَكُوتِكَ

طَهِّرْ فُؤَادِيَ بِالرَّعْدِ أَوْ بِالْبُرُوجِ

 

5

خَانَكَ الْقَفْرُ الَّذِي مَرَّتْ بِهِ خَيْلُكَ لَيْلاً خَانَكَ البَحْرُ ﭐلَّذِي مَارَسْتَ يَوْماً جَمْرَهُ وَحْدَكَ. خَانَتْكَ مِرَاراً نَفْسُكَ الشَّارِدَةُ الظَّمْأَى فَقَاوَمْتَ لَظَاهَا بِجَلاَلِ اللَّيْلِ أَوْ بِالشُّعَرَاءِ.

 

6

تَأَبَّطَنِي جَسَداً مُثْخَناً بِالشَّجَا الْمُرِّ هَذَا الزَّمَانُ. وَرَاحَ يَقُصُّ عَلَى النَّهْرِ تَارِيخَ جَمْرِي وَتَارِيخَ جُرْحِي فَخَبَّأَ بَيْنَ ثَنَايَا الرُّبَى مَاءَهُ النَّهْرُ. ثُمَّ إِلَى الأَطْلَسِ الْوَعْرِ عَادَ؛ لِيَسْمَحَ لِي بِالنُّزُولِ إِلَى الْبَحْرِ. إِنِّي نَزَلْتُ.. نَزَلْتُ إِلَى عُمْقِهِ جَمْرِهِ فَغَرِقْتُ وَمَا مَسَّنِي الْمَاءُ. صِرْتُ أَنَا الْبَحْرَ أُعْطِي الكَوَاكِبَ سِرِّي وَأُعْطِي مَحَارِي وَمِلْحِي

 

7

خانَكَ الأَهْلُ مِرَاراً. خانَكَ الصَّحْبُ مِراراً. خانَكَ الدَّرْبُ، وَهَذَا الزَّمَنُ الصَّعْبُ. وَهَذَا القَفْرُ. هَذَا البَحْرُ هَذِي النَّفْسُ هَذَا الْبَلَدُ الْمَحْبُوبُ. لَكِنْ أَنْتَ أَعْلَنْتَ عَلَيْهِمْ حُبَّكَ الْفَيَّاضَ. كُنْتَ الفَارِسَ النَّشْوَانَ بِالنَّصْرِ تَسِيرُ الطَّيْرُ فِي مَوْكِبِكَ الْجَذْلاَنِ يُمْسي رِيشُهَا الرَّطْبُ غَمَاماً يَدْفِنُ الْحَرَّ بَعِيداً عَنْ جَبِينِ الصَّحَرَاءِ.

 

8

هَذِهِ وَرْدَتُكَ الْيَوْمَ تَخُونُكْ

مَنْ يُعِينُكْ؟

مَنْ يُعِينُكْ؟

مَنْ؟.

 


[1] دم كذب





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة