• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

الهاتف (قصيدة تفعيلة)

الهاتف (قصيدة تفعيلة)
د. محمد علي الرباوي


تاريخ الإضافة: 29/11/2012 ميلادي - 15/1/1434 هجري

الزيارات: 26252

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الهاتف[1]

(1)

مَا زَالَتْ يَا رَبَّاوِي أَقْدَامُكَ فِي هَذَا الْغِيسِ تَسُوخُ. كَأَنِّي بِكَ لاَ تُبْصِرُ فِي  هَذَا الْحَيَّ الْمَسْكُونِ بِأَنْفَاسِ الصَّحْرَا فَرَساً مُسْرَجَةً تَلْتَهِمُ الأَرْضَ حَوَافِرُهَا ﭐلسَّبْعَةُ. تدْنُو مِنْ هَذَا الْبَابِ  الْمُغْلَقِ. يَفْتَحُهُ مَنْ جُمِعَتْ كُلُّ حَقَائِبِهِ وَأعَدَّ قَلِيلاً مِنْ زَادِ الرِّحْلَةِ. مَاذَا أَعْدَدْتَ أَيَا أَنْتَ وَ أَنْتَ تُطِلُّ عَلَى الْفَلَوَاتِ السِّتِّينَ لِرحْلَتِكَ الْمُرْتَقَبَهْ.

 

مَاذَا أَعْدَدْتَ أَيَا أَنْتْ؟

مَاذَا أَعْدَدْتْ؟

 

(2)

يَا صَاحِبِيَ الأَمْرَانِي.. أُوصِيكَ، إِذَا مَسَّتْ قَدَمَايَ رِكَابَيْ هَذِي الْفَرَسِ الشَّهْبَاءِ فَدَثِّرْنِي بِقَصِيدَةِ دَمْعٍ تَغْسِلُنِي وتُطَهِّرُنِي مِنْ صَحْرَائِي.

 

(3)

أنْتَ بِهَذِي الْمَقْهَى، فِي هَذَا الصُّبْحِ الشَّارِدِ، يَشْرَبُ عُمْرَكَ هَذَا الْكُرْسِيُّ الْمُغْبَرُّ، وَهَذِي الطَّاوِلةُ ﭐلْمُبْتَلَّةُ بِالشَّجَنِ الْغَامِقِ. يَقْطِفُ فِنْجَانُ القَهْوَةِ مِنْ هَذَا العُمْرِ ﭐلْمَعْدُودِ النَّرْجِسَ وَالسَّوْسَنَ، تَنْشُرُ عَيْنَيْكَ بَعِيداً عَنْ هَيْكَلِكَ ﭐلعَظْمِي، تَرْتَطِمُ العَيْنَانِ بِجِلْبَابٍ، قَلِقاً  يَدْخُلُ. أَوْ جِلْبَابٍ، مُكْتَئِباً يَخْرُجُ. أَوْ جِلْبَابٍ يَقعُدُ قُدَّامَكَ مُخْتَبِئاً فِي كَلِمَاتٍ غَابَاتٍ مُتَقَاطِعَةٍ. يَسْترْجِعُ قَلبُكَ  بَعْضَ جَدَاوِلِهِ  ﭐلْبَيْضَاءِ فَتَخْضَرُّ الأَشْجَارُ وَيَحْضُرُ عَبْدُ اللَّهِ "عَبْدَ اللهِ! آهَاتٌ مَرَّتْ.. لَمْ أرَ وَجْهَكَ.. مَرَّتْ لَمْ أَمْسَحْ حُزْنَكَ.. لَمْ أَسْمَعْ صَوْتَكَ". عَبْدُ اللهِ يَحْضُرُ فِي قَلْبِكَ. تَسْتَسْلِمُ لِلشِّعْرِ ﭐلسَّارِحِ في صَدْرِكَ. تَحْضُنُ كَفُّكَ فِي أَلَمٍ أَوْ فَرَحٍ هاتِفَكَ ﭐلْمَحْمُولَ. يُلاَعِبُ كُلَّ  مَلاَمِسِهِ الْهَشَّةِ إبْهَامُكَ. تَفْتَحُ خَطَّ خَلِيلِكَ  عَبْدِ اللهِ. تُصْغِي.. تُصْغِي.. كَالطِّفْلِ السَّابِحِ فِي رَيْعَانِ الْحُلْمِ إِلَى رَنَّاتِ  الْهاتِفِ. تُصْغِي.. تُصْغِي.. مُدَّة آهٍ أَوْ آهَيْنْ.

 

تُصْغِي.. تُصْغِي..

.................

لاَ رَدّْ!..

يَنْفَتِحُ الْخَطُّ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمنِ

يَدُقُ الْقَلْبُ عَلَى خَفَقَانِ الْهَاتِفِ

تُصْغِي..

..............

لاَ رَدّْ!..

تَطْلُبُ عَبْدَ  الْجَبَّارْ..

...........

لاَ رَدّْ!...

عَبْدَ الْغَفَّارْ..

.........

لاَ رَدّْ!..

كُلُّ عَبِيدِ الله

هَلْ رَكِبُوا؟!..

هَلْ رَحَلُوا؟!

...................

فِي رَمْشَةِ عَيْنٍ يَنْقَشِعُ النَّقْعُ فَتَخْطُرُ أَنْتَ  بِبَالِ صِحَابِكَ  مَنْ حَطَّكَ فِي عَيْنَيهِ وَأَطْبَقَ جَفْنَيْهِ قَدْ يَتَذَكَّرُ رَسْمَكَ أَوْ اِسْمَكَ أَوْ رَقمَكَ..

فَيَرِنُّ الْهَاتِفُ

فِي زَاوِيَة مُعْتِمَةٍ مِنْ مَكْتَبَتِكْ.

سَيَرِنُّ.. يَرِنُّ

يَئِنُّ.. يَئِنُّ.. يَرِنُّ

يَرِنّْ.. رِنْ.. رِنْ.. رِنْ

حَتَّى يُدْرِكَ هَذِي الرَّنَّاتِ الأَنَّاتِ

صَبَاحٌ شَارِدْ.



[1] أناشيد على مقام الصبا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة