• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

العاشق الملحاح (قصيدة تفعيلة)

د. محمد علي الرباوي


تاريخ الإضافة: 21/11/2012 ميلادي - 7/1/1434 هجري

الزيارات: 5058

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العاشق الملحاح[1]


تُرِيدِينَ (...) يُؤْلِمُنِي أَنْ تَظَلِّي هُنَا

عَلَماً لَيْسَ يَلْتَفُّ مِنْ حَوْلِهِ الْجُنْدُ

يُؤْلِمُنِي أَنْ تَظَلِّي هُنَا فِي السَّمَا

قَمَراً يَتَلأْلأُ نُوراً وَلَيْسَ يُشَارِكُهُ فِي السَّمَا

حُزْنَهُ نَجْمَةٌ وَاحِدَهْ

• • •

كَمْ أَنَا مُثْقَلٌ بِشُجَيْرَاتِ هَذَا الْحَزَنْ

كَمْ أَنَا فِي شَوَارِعِ هَذَا الشَّجَنْ

ضِعْتُ.

مِثْلَكِ صَلَّيْتُ أَنْ تَجِدِي

فِي الْحَدِيقَةِ عُصْفُورَةً

مَعْكِ تَدْخُلُ فِي وَصْلَةٍ لِلْغِنَاءْ

• • •

عَجَباً... هِيَ فَاكِهَةُ الصَّيْفِ تُزْهِرُ

فِي شَفَتَيْكِ صَبَاحَ مَسَاءْ

وَمَا زَالَ فِي حَقْلِنَا يَتَسَكَّعُ عَرْشُ الشِّتَاءْ!

فَمِنْ أَيْنَ جَاءَتْكِ هَذِي الفَوَاكِهُ

مِنْ أَيْنَ يَا طِفْلَتِي الرِّزْقُ جَاءْ

وَهَذَا الْجَفَافُ يَمُدُّ أَصَابِعَهُ فِي ٱتِّجَاهِ القُرَى

• • •

أَرْسَلْتُ دُمُوعِي آهٍ كَمْ أَرْسَلْتُ خَمَائِلَهَا،

وَأَنَا فِي الْمِحْرَابِ، إِلَى مَحْبُوبِي

كَمْ أَرْسَلْتُ خَمَائِلَهَا

كَمْ كُنْتُ وَقَفْتُ ذَلِيلاً قُدَّامَهْ

إِذْ أَعْلَمُ: رَحْمَتُهُ سَابِقَةٌ غَضَبَهْ

فَأَنَا يَكْفِينِي عِزًّا بِهَوَاهُ ذُلِّي وَخُضُوعِي

هُوَ مِنِّي بِيَ أَوْلَى

لَكَ فِي أَمْرِي الْحُكْمُ

فَمَا شِئْتَ ٱصْنَعْ يَا مَوْلاَيْ

أَحْيَاناً يَتَسَلَّقُنِي الضَّعْفُ

فَتَسْتَسْلِمُ ذَاتِي لِغَلاَئِلِهِ الْعَذْبَهْ

فَأَقُولُ: أَيَا مَحْبُوبِي لاَ تَذَرِ العَاشِقَ فَرْدَا

أَنْتَ وَعَدْتَ وَوَعْدُكَ مُتَّسِعٌ

أَلْمَحُ سَاحِلَهُ الأَخْضَرَ فِي ذَاتِي

• • •

مَا كَلَّمْتُ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ رَمْزاً وَإِشَارَهْ

مَا كَلَّمْتُ النَّاسَ حَبِيبِي فَابْعَثْ لِي مِنْكَ بِشَارَهْ

مَا كَلَّمْتُ النَّاسَ حَبِيبِي

هَلْ فِي بَلَدِي مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَتَكَلَّمْ

لَكَ عِنْدَ النَّاسِ شَرِيكٌ وَأَنَا لاَ أُشْرِكُ بِكْ

سُبْحَانَكَ مَا كَلَّمْتُ النَّاسَ

وَلَكِنِّي بَيْنَ النَّاسِ أَمُدُّ عُرُوقِي

تَكْبُرُ أَشْجَارِي فَتُغَطِّي كُلَّ رُؤُوسِ النَّاسِ

حَبِيبِي... كَيْفَ أُكَلِّمُ مَنْ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ

فِي زُرْقَةِ هَذَا البَحْرِ وَيَبْقَى عِنْدَ الشِّطِّ مَحَارَهْ

مَا كَلَّمْتُ النَّاسَ حَبِيبِي فَابْعَثْ لِي مِنْكَ بِشَارَهْ

• • •

صَغِيرتِي...

بَيْنِي وَبَيْنَ وَجْهِ مَحْبُوبِي خَمَائِلُ الرَّصَاصْ.

أَنَا الَّذِي ٱبْتَعَدْتُ يَا صَغِيرَتِي

حِينَ اتَّخَذْتُ امْرَأَةً

- قَدْ خَرَجَتْ مِنْ جَسَدِي - صَاحِبَةً

اسْتسْلَمْتُ لِلنَّارِ الَّتِي تَأَجَّجَتْ فِي صَدْرِهَا

اسْتسْلَمْتُ لِلْبَرْدِ الَّذِي

كَانَ عَلَى عِيدَانِ ذَاتِي يتَّكِئْ

أَنَا الَّذِي نَصَّبْتُ أَشْجَارَ الرَّصَاصْ

وَهَا أَنَا أَبْحَثُ عَنْ جَزَائِرِ الْخَلاَصْ

قَدَّمْتُ عِنْدَ الْمَدِّ لِلْبَحْرِ قَرَابِينِي

وَلَكِنْ مَعَ جَزْرِهِ

يَظَلُّ كُلُّ قُرْبَانٍ مُحَاطاً بِالصُّخُورِ وَالرِّمَالْ

فَكَيْفَ مِنِّيَ الْخَلاَصُ
كَيْفَ مِنِّيَ الْخَلاَصُ
كَيْفَ مِنِّيَ الْخَلاَصْ
• • •

صَغيرَتِي... قَابِيلُ كَانَ جُثَّةً تُزْهِرُ فَي ذَاتِي

وَكَانَ العَنْكَبُوتُ يَرْتَمِي بَيْنِي وَبَيْنَ وَجْهِ مَحْبُوبِي

فَكَيْفَ مِنْ جَنَاحِ هَذَا العَنْكَبوتِ يَا صَغِيرَتِي الْخَلاَصْ؟

• • •

عَلَى يَمِينِكِ الْمَلاَئِكْ

وَوَرْدَةُ الصَّدَى تَفَتَّحَتْ عَلَى شِمَالِكْ

هَيَّا.. تَوَضَّئِي بِيَنْبُوعِ دَمِي ادْخُلِي كَمَا الْهَوَاءِ

فِي بَنَفْسَجِ الْمِحْرَابْ

مِلْحَاحَةً كُونِي فَمَحْبُوبِي يُحِبُّ العَاشِقَ الْمِلْحَاحْ.

• • •

مُتَشَابِكَةٌ أَغْصَانُ ذُنُوبِي

لَكِنِّي أَطْمَعُ أَنْ تَمْتَدَّ إِليَّ عُيُونُ حَبِيبِي

تَسْقِي بِسَوَاقِيهَا البَيْضَاءِ حَدَائِقَ ذَاتِي.

أَطْمَعُ (...) هَذَا الطَّمَعُ الرَّقْرَاقُ الوَاسِعْ

هُوَ سِرُّ حَيَاتِي

أَطْمَعْ

- وَحَدائِقُ هَذَا العُمْرِ يَدِبُّ إِلَيْهَا الثَّلْجُ الدَّاكِنُ -

أَنْ يَنْزِلَ ضَيْفُ الْمَحْبُوبِ عَلَى قَلْبِي الْمَحْزُونِ

فَيَأْتِينِي بِالْبُشْرَى

أَطْمَعُ أَنْ تَأْتِيَنِي الْبُشْرَى

إِنِّي الآنَ أَشُمُّ رَوَائِحَهَا مِنْ عَيْنَيْكِ الضَّاحِكَتَيْنِ

فَهَلْ يَبْقَى العَاشِقُ فَرْداً

أَبَداً... وَعْدُ حَبِيبِي مُتَّسِعٌ

أَلْمَحُ سَاحِلَهُ الأَخْضَرَ فِي ذَاتِي

• • •

يَا مَحْبُوبِي أَطْلُبُ مِنْكَ إِلَيْكَ وُصُولِي

هَا ذُلِّي يَظْهَرُ بَيْنَ يَدَيْكْ

هَا حَالِي لاَ تَخْفَى يَا مَوْلاَيَ عَلَيْك ْ

بِكَ أَسْتَنْصِرُ فَانْصُرْنِي لاَ تَتْرُكْنِي

طَرْفَةَ عَيْنٍ يَامَوْلايَ إِلَى نَفْسِي

لاَ تَجْعَلْهَا أَكْبَرَ هَمِّي

لاَ تَجْعَلْهَا أَكْبَرَ هَمِّي.

 

وجدة: 2/ 3/ 1986



[1] الأحجار الفوارة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة