• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

تائية من بهو الروح (قصيدة تفعيلة)

تائية من بهو الروح (قصيدة تفعيلة)
أ. طاهر العتباني


تاريخ الإضافة: 20/9/2012 ميلادي - 4/11/1433 هجري

الزيارات: 14051

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تائية من بهو الروح

 

في مَلَكوت الكَلماتْ

لا ذِكرٌ للأمواتْ

فالكلُّ هنا صادٍ، واللفظُ فُراتْ

وظماءُ الأرواح كثيرونَ...

وفي مَيعةِ أصداءِ الذاتْ

ينسابُ النهرُ جنيناً...

وَرديَّ البسَماتْ

ويلُفُّ على شُطآنِ البهجةِ...

حَيرتَهُ...،

يَستجدي وجعَ الوَردِ...،

ويوقظُ سجعَ الخضرةِ في الإنباتْ

والروحُ نبيٌّ أنكرَهُ القومُ...،

ومَدُّوا كفَّ الإيذاء إليهِ...،

وجَرُّوا بعض رُفاتِ الأَتباعِ...

على قيظِ الرَّملِ...،

وأبدَوا ما في نفسِ الشكِّ...

من الحسَكِ المرِّ...،

ولم يرعَوا مَرحمةً...،

لم يرعَوا لجنينِ الذاتِ...

وُعوداً وحِكاياتْ

•   •   •

قالوا:

يَمشي في الأسواقِ ويَستجدي،

لو كانَ نبيًّا حقًّا،

هذا الصخرُ يحاصرُنا

فلْيرفَع عنَّا

كلَّ صخور الشظَفِ الخرساءْ

وليُلزِمنا نُذُراً وبشاراتْ

وليأتِ إلينا بكتابٍ

يذكرُ فيه العنبَ الأحمرَ

والزيتونَ الأخضرَ...

والتينَ وبُرقوقَ الوعدِ...

ووَشيَ الحُورياتْ

وليَسكُب في خطراتِ الشكِّ لدَينا

صَبَّارَ يقينٍ لا نملكهُ... إلا لمَّاتْ

إلاَّ يفعلْ

ما نحنُ بمتَّبعيهِ...،

وما نحنُ سوى حربٍ لذويهِ...،

ما نحنُ سوى أُذُنٍ..

تتجاهلُ عطرَ المَعنى...

من ألفاظِ الوحيِ لديهِ...

تخلِّيها محضَ حكاياتْ

كلماتْ

كلماتْ

كلماتْ

هل يملكُ إلا كلماتْ؟

هل يملكُ من شجرِ الفستقِ شيئاً؟

أو من نارنجِ الشرفِ الموروثِ...

بساتينَ وحاناتْ؟

هل يملك ماءَ مزارعنا؟

والسحبَ الطوَّافةَ...

في أطواءِ سماواتْ؟

ترشحُ في كفَّينا الحكمةُ...

تسكن فيها من أصداءِ الكلماتْ

أسرابٌ وتهاويلُ وإشراقاتْ؟

هل يملكُ مِن عبق السجعِ...

حضورَ الصاداتِ...

ورقصَ النُّوناتِ

وإطرابَ الهاءاتْ؟

لا شيءٌ يملكُهُ...

ذاك الرابضُ في حلْق الوَحشةِ...

إلا وحشتُهُ...

والخيلُ العُجْفُ...

وإلا الطلَّسماتْ

هل يملك بعضاً مما

يتناثرُ حول موائدِنا

من رُطبِ الحظوةِ...

أو تفاحِ التشبيهاتْ؟

•   •   •

هاتْ

وهاتْ

وهاتْ

الكلُّ اندفَعوا نحوَ ملاذٍ...

يتخفَّى فيهِ...

ليسكنَ جأشُ الرُّوعِ...

ليطَّلبوه فما وجَدوهُ...

وجدوا جَسداً يتقافزُ فيه العَظمُ...

وصوتاً...

يهمسُ - في سَجدتهِ - لِلذاتْ

وجَدوا جلباباً رثَّ الهيئةِ...

ساقَينِ نحيلَينِ...

وعينينِ مغمَّضتينِ...

وبعضَ عصافيرٍ هادئةٍ...

في شرفةِ هذا الكوخِ...

وسَجَّادةَ بُوصٍ...،

وحَمَاماتْ

لم يشعُر بالقَومِ...

وظلَّ يخايلُ حُلْماً

ينقشهُ فوقَ جدارِ سَكينتهِ...

ويحاكي في خَشعتهِ...

مَن ماتْ

لمَّا وجدُوهُ كَذا سكَتوا...

سكَتوا يكتشفونَ رثاثةَ ملبَسهِ

و لمَ الساقانِ نحيلانْ؟

لمَ كلُّ عصافير الشُّرفةِ هادئةٌ؟

ودويُّ الصمتِ

لماذا...

ينهمر الصمتُ فُراتاتْ؟

ولماذا أيقوناتُ الوجدِ...

على جبهتهِ تتنادى؟

ولماذا في حضرتهِ...

يَخفُتُ صوتُ القنديلِ..

وتطوي الريحُ بساطَ اللَّذاتْ؟

ولماذا تتدفأُ في صُقعِ الوحشةِ...

حمَّى الإشراقاتْ؟

لا قَعبَ ليشرب فيهِ الماءَ...

ولا بعض الأحجارِ السُّودِ...

ليُنضجَ فيها خبزَ سَكينتهِ...،

واللمَّاتْ

أكذا كلُّ مجانين الأرضِ...؟

وهل مرَّ الزمن الأرمدُ...

دونَ تخادعهِ؟

وتوارتْ في رحم الأرضِ...

حفائرُ من ماتْ؟

كي تولدَ في الليلِ الصَّلواتْ؟

•   •   •

لا يمتلكونَ سوى دَهشتهمْ...

والأسئلةِ المرتاباتْ

• هل يمتلك البشرُ الغيبيَّاتْ؟

أو يعرف وَردٌ أن يعطيَ إلا العطرَ؟

وينزلَ من عرشِ المخبوءِ...

إلى طين الجهرةِ...؟

هذي بعضُ الأُحجيَّاتْ

• إن كنتَ مريضاً عافيناكْ

وسكبنا في القِنِّينةِ...

ما نملكُ من شجرِ الريحِ...

ومن ذهبٍ...

(مخبوءٍ في أفواه الجَوعى)

أو ما يلقُطهُ الصاحونَ...

من الخمرِ المخبوءةِ...

في أحلام السَّكرى كل مساءْ

حين تراودُهم في الليلِ الجنِّياتْ

• أو كنت مليكاً بايعناكْ

وسكَبنا أوجُهنا تحت سريركَ...

وارتدْنا مجلسكَ النورانيَّ...

وأجلَسْنا فوق أرائكِ عرشِكَ...

جلبابَ البهجةِ...

واشتَقنا عصفور إشاراتكَ...

واحتَبست فينا التَّنبيهاتْ

يكفينا في ليلِ مُلماتِ الفتنِ...

وصُبحِ التَّهويماتْ

أنَّك فينا الأوحدُ...

والأنقى عِرقاً...

والمكتوبُ على أبواب بيوتٍ...

أعطَتك مقالِدَها...

صفقةَ يدِها...

من ثمَرِ القلبِ...

ومن تهويمِ الأُسطوراتْ

حينئذٍ أنتَ الملهمُ...

وعليك انعقدَ الإجماعُ...

ولا بأس بمَن خرجوا...

فهمُ خسروكَ...

وأنت عليهم أحنَى مِن أمٍّ...

وعليهم تبكي حَسراتْ

يا مهمومَ القلب ويا بكَّاء الخلَواتْ

أوْ كان رئيُّكَ من جنٍّ...

أبرَأناكْ

وسكَبنا ما نملكُ من وجعِ القلبِ..

عليكَ...

وأدَّينا حق الرحِمِ علينا...

وخبَأنا في ليل الغمِّ دموعاً...

تبكيكَ...

وأذرَينا بالمضنونِ على غيرك..

لنعافيْكَ... ولا نُرديكْ

فاستعتِب ما شئتَ...،

فُتاتك فينا بَركاتْ

• أو كنتَ صُويحبَ مالٍ أغنَيناكْ

وملأنا بيتكَ من جرَّاتِ الصَّفَرينِ...

وأتخمناكَ...

أعدناك نضيرَ الوجهِ...

فتيَّ الضحكاتْ

أسرفنا في ملء قوافلكَ الشَّتَويَّاتْ

والصَّيفياتْ

بجرارِ الحنطةِ... واللُّبَّانِ...

ومسكِ الصينِ...

ووشيِ اليمنِ...

وبَخُّور الهنديَّاتْ

هذي بعضُ الأعطيَّاتْ

• أما إن كنتَ صويحبَ شِعرٍ...

أمَّرناكْ

وسكَبنا بين قوافِيكَ...

عطورَ نشاوَتِنا...

واستقرَيناك على مهَلٍ...

وأعدناكَ...

على مسمعِ دهرِ الإنشادِ...

وكرَّمناكْ

وضربنا قبَّتك بوسطِ السوقِ...

وجاءتكَ العُذريَّاتْ

واصطرعَت فوق بساطكَ...

مُحتكِماتْ

كلُّ الملَكاتْ

فخُناساتكَ محظيَّاتْ

•   •   •

لم ترتجفِ الشَّفتانِ بما قالوا

لكنْ جالت في الروحِ الخطَراتْ

وهوَ صَموتٌ...

تزدادُ الهَدأةُ في عينَيهِ...

ويزدادُ القلبُ فتوحاتْ

وهو صموتٌ...

ملتحفٌ بعضَ فَطانَتهِ...

وبعينيهِ بُكائياتْ

وانطلقَ الصوت المحبوسُ..

بأطواءِ الذَّاتْ:

الكلمةُ تفعلْ

والكلمة قد لا تفعلْ

لكن قُولوها في صدقٍ...،

واسترسَلْ:

لكن قولوها...

فالكلمةُ بعضُ حروفٍ...

لكن في كلٍّ طيرٌ أخضرُ..

وبمنقارِ الطير غُصَينٌ أخضرُ...

وبكلِّ وريقات الغصنِ الخُضرِ...

رؤًى تتبختَرُ...

وعرائسُ مشتهَياتْ

لكن قولوها...

وانتفِعوا بالقول...

ولا تتكِلوا في أطواءِ الكلِماتْ

ملتحفينَ سماواتٍ من ذهبٍ...

أو مفترشِينَ الأسمالَ...

ومفتئتينَ على المعنَى...

فالمعنى إذ يَسكنُ في اللفظِ...

يحاورُ أفئدةً حرَّى...

زنداً إذ يتعرَّى لا يَعرَى

روحاً إذ تقرأُ لا تتقرَّى

المعنى - إذ يختبئُ وراء اللفظِ -

يحاورُ أسرى

لا يمتلكون الدُّنيا

لا يمتلكونَ الأُخرى

وعباداً لا عُبداناً...

وحياتيِّينَ بشكلِ الأمواتْ

لكن قولوها...

واتهِموا أنفسَكم...

وأقيلُوا عثرةَ أرواحِ العذراواتْ

لمعةَ روحٍ..

وخشونةَ جسمٍ...

رفةَ وجدٍ...

ورهافةَ حسٍّ...

وثباتاً فوق ثباتْ

تمتلكوا كلَّ أعنَّتها...

وتُرِيحوا النفسَ على العتَباتْ

•   •   •

هاتْ

وهاتْ

وهاتْ

خشَعَت كل الأصواتْ

وابتدأت في الفردوسِ الصَّلواتْ

أمَّا من لم يتَّبعوا أحسنَ ما قالَ...

فما أكلوا إلاَّ من شجر الزقومِ...

وفي قعرِ جهنَّمِهم...

تتراءى صُوَرُ الحيَّاتْ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة