• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

ويا أبتي تلاشى ذلك التعب (قصيدة تفعيلة)

مصطفى قاسم عباس


تاريخ الإضافة: 20/6/2012 ميلادي - 30/7/1433 هجري

الزيارات: 38866

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ويا أبَتِي تلاشى ذلك التَّعَبُ

 

ويا أبَتِي، تلاشى ذلك التَّعَبُ

كشمسٍ خلف تلك القمَّةِ الشمَّاءِ تَحتجِبُ

سنونَ العمرِ قد ذهبتْ

وأبقتْ في مُخيِّلتِي

طيوفاً من مرارتها بكَتْ في جَفْنِيَ الْهُدُبُ

أتذكُرُ يومَ أنْ كُنا

على الأبواب نرتَقِبُ؟!

نرى ظِلاًّ على الدربِ

ولهفتُنا تزيدُ، تزيدُ لَمَّا كنتَ تقتربُ

لأنكَ سوفَ تحملنا على كتفيكَ في حُبِّ

على عينيك والقلْبِ

وكنتُ أظنُّ يا أبتي

بأنِّي حين تحملُني تناجيني نجومُ الليل والشُّهُبُ

لقد كُنا نرى ظِلاًّ

فلم نكُ مرَّةً نرنو

لوجهك في النهار ضُحًى

ولا ظهراً ولا عصرا

ولا عند المغيب مَسا

فإنك دائماً تَمضي

إلى عملٍ معَ الفجْرِ

تُقَبِّلُنا, تُودِّعُنا..

ودمعةُ أُمِّنا تجري

وإنك كنتَ في حَلَكِ الدُّجى تأتي

تُطِلُّ كطلعةِ البدْرِ

وفي عينيك نَوحُ أسى

وجسمكَ هَدَّهُ التَّعَبُ

ويبسِمُ ثغرُكَ الوضَّاءُ في شغفٍ

وتضحكُ كي تُخبِّئَ عن صغارِك كل آلامٍ تُعانيها

ولكنْ كنتُ من صِغري

أرى الآلام تبدو من ثنايا البسمةِ الْحُبلى بآهاتٍ وأشجانِ

وأنَّاتٍ وأحزانِ

فمهما كنتَ - يا أبتي - تُواريها

بنورِ جبينكَ الأَسنى

وبسمةِ وجهكَ الأسمى

وثغرُك باسماً يبدو

وبلبلُ دَوحِهِ يشدُو

فكنتُ أرى ضلوعَ الصَّدْرِ تلتَهِبُ

ومقلةَ عينِكَ الوسْنى

تُكَفْكِفُ عبرةً حَرَّى

وتنفثُ زفرةً أُخرى

ومنكَ القلبُ ينتحِبُ

.. ومَرَّ العُمْرُ طيفَ كَرى

كبَرقٍ في الظلام سَرى

وأنت اليومَ قد جاوزتَ سِتِّيناً من العُمْرِ

مضَتْ.. لكنها كانت كحمْل الدَّينِ والصَّخْرِ

وتبقى أنتَ نبراساً لنا – أبتي -

تُنِيرُ حَوالكَ الدَّهْرِ

تُعلِّمنا وتُرشدنا

بعلمٍ منكَ لا تأتي به الكُتُبُ

وكنتَ تقول: أولادي

مع التَّقْوى

مع الإيمانِ بالقَدَرِ

يعيشُ المرءُ في الدنيا بلا ضنْكٍ ولا قهْرِ

وحُبُّكَ كان يُمطرنا بتحنانٍ

مدى الأيامِ لا تأتي به السُّحُبُ

نظمتُ قصيدةً لأبي

بدمعِ الحب والإخلاصِ والياقوتِ والذهبِ

ومِنْ عَرَقٍ لِجَبْهتِهِ

أخذتُ مِدادَ قافيتي

مداداً مُثقَلاً بالْهمِّ والآلام والنَّصَبِ

نظمتُ قصيدةً لأبي

ببحرٍ سوف أملؤُهُ

بمهجة قلبيَ الْمُضنى

بأوردتي

قوافيها هي الشُّهُبُ

وذي كلماتِيَ الخجلى

تقول اليوم: يا أبتي

تلاشى ذلك التَّعَبُ

تلاشى ذلكَ التَّعَبُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- الواقع الأليم
عبدالمجيد الشملاني - السعودية 26-01-2019 01:29 PM

رائعة لامست شغاف القلب ... تهمس واقعا عشناه .. ياله من إبداع ينساب رقراقاً .. لم أستطع ترك قراءتها ... عاودت القراءة مرارًا

2- قصدة رائعة
أمينة - الكويت 18-06-2018 06:44 PM

السلام عليكم
وأنا أقرأ ابتسمت مرة ومرة حبست دمعي جاهدة ولم أفلح
قصيدة أكثر من رائعة
وكأنها كلمات عبرت عن حال كل طفل مرَّ بتلك الظروف ولم يعرف كيف يبوح بما يشعر به

1- ما شاء الله
حلا - فلسطين 10-09-2014 11:53 AM

ما شاء الله تبارك الله
قصيدة رائعة جدا يملؤها الاحساس , ولغة متقنة
زادكم الله من فضله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة