• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

نجيع الزمن (قصيدة)

نجيع الزمن (قصيدة)
محمد نادر فرج


تاريخ الإضافة: 7/3/2012 ميلادي - 13/4/1433 هجري

الزيارات: 5647

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ها هو الزمن يعود مرة أخرى، وتظهر وحشيتهم من جديد، فهل من حسٍّ يتحرك في الأمة. لقد خرجتْ من تحت أنقاض الماضي، وركام الذكريات، لأن الواقع المأساوي يتكرر:

 

يا شامُ، إني قدْ تركتُكِ مُرغَماً
ونأيتُ أحْمِلُ فوقَ ما أتَحمَّلُ
قلبي هناكَ ومُهجتي مَرهونةٌ
وأنا بلا قلبٍ هُنا أتَعَلَّلُ
ما كنتُ أعلمُ إذْ غَدَوتُ مُوَدِّعاً
أني سَأُحْجَبُ عنكِ أو سَأُرَحَّلُ
أنا لَمْ أُقارِفْ في هواكِ خَطيئةً
لكنْ بأطرافِ الحِمى أتَغَزَّلُ
أنتِ الغرامُ وأنتِ طَرْفٌ ساحِرٌ
جَلَبَ الهوى لِمُتَيَّمٍ لا يَغْفُلُ
أرِقٌ عليكِ يكادُ يُرْديهِ النَّوى
وإليكِ لو أُذِنَ اللِّقا يَتَعَجَّلُ
أفلا يُعَلَّلُ بالتَّحيةِ إنْ بدا
أنَّ اللقاءَ جَريرَةٌ لو تَحْصَلُ
يا شامُ، ثاكلةٌ تَنوحُ وأيِّمٌ
جَمَدَتْ مَحاجِرُها فلا تَتَحوَّلُ
لمْ يَذكرِ التاريخُ مِثْلَ فَجيعها
بأبَرِّها اِبناً يُهانُ ويُقتلُ
أَخَوانِ شَرُّهُما يبوءُ بأمْثَلٍ
وأخوهُ لا يَطغى ولا يَتذلَّلُ
قالَ الشَّقيُّ: لأقتلنَّكَ، ظالماً
فأجابَهُ: لكنني لا أفعلُ
ستبوءُ في إثْمي وإثْمِكَ كاملاً
وأنا إلى دارِ السَّعادةِ أُنْقَلُ
ولِسوءِ طالِعِهِ تُسَوِّلُ نفسُهُ
قَتْلَ الأخِ البرِّ الرَّحيمِ، فَيَفعلُ
والأمُّ ثاكلةٌ تنوحُ فقيدَها
ومنَ الفجيعةِ طَرْفُها يَتَهَدَّلُ
ومِنَ الأسى يَنهارُ كلُّ كِيانِها
وتَخورُ مِنْ هَولِ المُصابِ الأرجُلُ
ماذا ستفعلُ؟ هلْ سَتُؤوي مُجرماً؟
أمْ للقَصاصِ فؤادُها يَتحمَّلُ؟
مَثَلانِ ذاقا في الحياةِ مرارةً
لم تَشْهَدِ الدنيا أشدَّ فَتَنقُلُ
حَوَّاءُ والشامُ التي تَبكي دَماً
ذَرَفتهُ مِنْ مُقَلٍ بها يُتَغزَّلُ
ذَرفتهُ في حَجمِ الفَجيعةِ فارتوى
منهُ التُّرابُ الغضُّ فهوَ مُخَضَّلُ
تبكي على أكبادِها، فَفَجيعُها
أدهى مُصاباً في الخلائقِ يَنْزِلُ
أبكيكِ يا حَوراءُ، يا أمَّ التُّقى
يا غادةَ المَجدِ الأسيلِ، وأسألُ
ماذا سأكتبُ عنكِ في تاريخِنا
أمْ أنَّ مَنْ قالَ الحَقيقةَ يُقتلُ؟
لا بأسَ إنْ كانتْ منيَّةُ شاعرٍ
بِحُشاشَةٍ أفضى بها يتأمَّلُ
ما أجْملَ الموتَ النبيلَ، فَطَعمُهُ
حُلوُ المَذاقِ وشَأنُهُ لا يُغفَلُ
إني لأستافُ التُّرابَ على الوَنى
إنْ كانَ لي في البُرِّ ما يُتقوَّلُ
وأموتُ صَبراً لو تُسامُ كَرامتي
أو أنْ أذِلَّ أمامَ مَنْ يَتَطوَّلُ
وأصونُ نفسي أن أذلَّ لمالكٍ
غَيرِ الإلهِ، فعندَهُ أتذلَّلُ
سأقولُ ما أبغي وأنصَحُ جاهداً
فَلعلَّ مَنْ فَقَدَ الصوابَ سَيعقلُ
يا شامُ فيما تَمكُثينَ على الضَّنى
والنَّذْلُ في ثَوبِ الخيانةِ يَرْفُلُ؟
أوَ ليسَ قالَ بكِ النبيُّ مُحمدٌ
في أنَّ فيكِ الخَيرَ لا يُستأصَلُ
فعلامَ تُحنى للأراذلِ جَبهةٌ
يَزهو بها المَجدُ التَّليدُ ويَرفُلُ؟
وعلامَ يؤوى في رُبوعِكِ مُجرمٌ
وعصابةٌ، بلْ هم أَخَسُّ وأنذلُ؟
يا شامُ هلْ سَتُباركينَ صَنيعَهم؟
أمْ أنَّ أرضَكِ تَحتهم تَتَزلزَلُ؟
قالَ النبيُّ بأنَّ فيكِ جَماعةً
بالحقِّ ناطقةً فلا تَتَحوَّلُ
هُمْ ثُلَّةٌ وَسْطَ الزِّحامِ قَليلةٌ
مِنْ حَولِها جَهلاً تُلامُ وتُعزلُ
لا لنْ يَضُرَّ بهم تَربُّصُ فاجرٍ
وعَدوُّهم مَهما تَمرَّدَ يُخذلُ
إنَّ المبادئَ لنْ يُضيِّعَ رَسْمَها
قَهْرٌ، ولا الأغلالُ فيها تَعملُ
إنَّ المبادئَ لا يَحدُّ سُموَّها
قَيدٌ ولا الأقفالُ حينَ تُقَفَّلُ
فالضَّغطُ يَجلوها ويُحسِنُ صَقْلَها
ولَعلَّها تَغدو أجلَّ وتكمُلُ
فَتَزيدُ إصراراً إذا زِيدَتْ أذًى
ومناعةً، فالعقلُ ليسَ يُكبَّلُ
وتَمورُ كالبركانِ في جوفِ الثرى
فإذا الطُّغاةُ عروشُهم تَتَزلزلُ



الرياض 2/1/1410هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة