يا شعر قل لي: كيف أجتاز المدى؟ (قصيدة)

يا شعر قل لي: كيف أجتاز المدى؟

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

إِنِّي قَرَأْتُ وَفِي القِرَاءَةِ دَعْوَةٌ

فِيهَا التَّنَافُسُ فِي مَدَى الآفَاقِ

بِالشِّعْرِ أَوْ بِالقَوْلِ أَوْ مِنْ قِصَّةٍ

أَوْ مَطْلَبٍ مِنْ بَحْثِكَ الدَّفَاقِ

فَكَّرْتُ حِينًا فِي أَمَارَاتِ العُلاَ

وَالْمَرْءُ يَهْوَى وَثْبَةَ التَّسْبَاقِ

ثُمَّ انْثَنَيْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ خَوَاطِرِي

مَاذَا أَقُولُ بِحَلْبَةِ السُّبَّاقِ؟!

هَلْ زُرْتَ يَوْمًا وَسْطَ آسِيَةَ الَّتِي

فِي قَوْمِهَا القِرْغِيزُ وَالقَازَاقِي

وَرَأَيْتَ كَيْفَ النَّاسُ تَحْيَا أُمَّةً

تُرْكِيَّةَ العَادَاتِ وَالأَعْرَاقِ

طَالَتْ بِهِمْ أَزْمَانُ حِقْدٍ مُلْحِدٍ

وَالْجِيلُ يَمْضِي ذَاهِلَ الإِطْرَاقِ

الْمَجْدُ وَالتَّارِيخُ أَيْنَ فُتُوحُهُ

يَا ضَجَّةَ الأَفْكَارِ فِي الأَعْمَاقِ

الصَّبْرُ أَثْمَرَ وَالثَّبَاتُ فَضَائِلاً

وَالْحَقُّ عَادَ بِمَوْئِلِ الإِشْرَاقِ

وَيْكَ انَّهَا مِنْ بَعْدِ مَا زَالَ الَّذِي

يَشْتَطُّ فِي الإِرْهَاقِ وَالإِزْهَاقِ

تَرْنُو إِلَى حَيْثُ العُرُوبَةُ مَوْطِنٌ

وَالْحُبُّ مِنْهَا مَالِكُ الأَعْنَاقِ

القَوْمُ قَوْمِي وَالغَرِيبُ طَوَارِئٌ

لَكِنَّهُ قَدْ جَدَّ فِي التَّسْبَاقِ

حَتَّى أَقَامَ وَقَدْ أَقَامَ مُكَابِرًا

مَنْ ذَا الَّذِي يَرْتَابُ بِالْحُذَّاقِ؟!

كَمْ مِنْ سُهُولٍ فِي الْجِبَالِ تَؤُمُّهَا

فِي كُلِّ حِينٍ طَلَّةُ العُشَّاقِ

وَالْمَاءُ يَجْرِي فِي مَسَارَاتِ الدُّنَى

مُخْضَرَّةً مِنْ دَافِقٍ رَقْرَاقِ

وَالْخَيْرُ يَرْبُو وَالْجِنَانُ مَفَاتِنٌ

يَا لَهْفَ قَلْبِ الوَالِهِ الْخَفَّاقِ

الْجَنَّةُ الوُسْطَى تَئِنُّ وَأَهْلُهَا

قَدْ أُوصِدَتْ بِالطَّوْقِ وَالأَغْلاَقِ

قُلْ لِي بِرَبِّكَ هَلْ رَأَيْتَ مَفَاتِنًا

تَجْرِي بِهَا الأَنْهَارُ بِالغَيْدَاقِ

الشَّرْقُ أَرْغَدَ بِالْجِنَانِ وَبِالْجَنَى

وَالعُرْبُ قَوْمِي حَالَةَ الإِطْرَاقِ

يَا لَيْتَ لِي فِي كُلِّ حَيٍّ عِنْدَهُ

مَنْظُومَةَ الإِحْسَانِ وَالأَخْلاَقِ

يَا شِعْرُ قُلْ لِي كَيْفَ أَجْتَازُ الْمَدَى

كَيْمَا أَفِيهِمْ بَعْضَ مَا اسْتِحْقَاقِ

هَذَا جَنَاحٌ لاَ نَطِيرُ بِغَيْرِهِ

هَذَا مِلاَكُ الشَّرْقِ وَالإِشْرَاقِ

الفَقْرُ وَالتَّشْرِيدُ بَيْن بَنَاتِنَا

وَالبَابُ مَفْتُوحٌ عَلَى الأَسْوَاقِ!

يَا رَبُّ عَوْنًا لِلضِّعَافِ وَآوِهِمْ

مِنْ قَسْوَةِ الأَنْذَالِ وَالأَحْدَاقِ

يَا رَبُّ كَمْ ذَا نَسْتَعِيبُ وَنَشْتَكِي

بِالقَوْلِ لاَ بِالفِعْلِ وَالإِنْفَاقِ

إِنَّ الصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

تَفْرَاجُ كُلِّ مُكَرَّبٍ خَفَّاقِ

وَالْحَمْدُ مِنِّي فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَا

للهِ رَبِّي الوَاحِدِ الرَّزَّاقِ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي