• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

عندما توقف الزمن (قصيدة)

عندما توقف الزمن (قصيدة)
سامي السيد أبو بدر


تاريخ الإضافة: 23/11/2011 ميلادي - 26/12/1432 هجري

الزيارات: 13586

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عندما توقف الزمن

في إحدى ليالي الخدمة بالجيش الثاني الميداني

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية )

 

مَاذَا أَقُولُ وَقَدْ هَوَى بُنْيَانِي؟!
وَتَكَاثَرَتْ فِي قَسْوَةٍ أَحْزَانِي
قَلْبِي يَئِنُّ فَمَا اسْتَطَعْتُ تَجَاهُلاً
وَتَمَاسَكَتْ إِذْ مَا تَئِنُّ بَنَانِي
فَلَكَمْ تَخُطُّ مِنَ السُّطُورِ جَرِيحَةً
تَرثِي بِهَا عُمُرًا بِلاَ عُنْوَانِ
وَالدَّهْرُ صَوَّبَ سَهْمَهُ مُتَعَمِّدًا
قَلْبِي وَلَمَّا قَدْ ضَعُفْتُ رَمَانِي
مِنْ كُلِّ لَوْنٍ لِلْجِرَاحِ يُذِيقُنِي
وَبِكُلِّ كَأْسٍ لِلْهُمُومِ سَقَانِي
فَكَأَنَّنِي لِلدَّهْرِ مَعْمَلُ عَالِمٍ
وَكَأَنَّ أَحْزَانَ الزَّمَانِ أَمَانِي
لَوْ يَشْعُرُ الْحَجَرُ الأَصَمُّ بِحُرْقَتِي
لَتَحَرَّكَتْ أَحْشَاؤُهُ وَبَكَانِي
يَا رَبُّ لاَ أَرْجُوكَ رَدَّ مُقَدَّرٍ
لَكِنَّ لُطْفَكَ بِالْوَرَى سَلاَّنِي
فَالْكَائِنَاتُ تَشَابَهَتْ فِي نَاظِرِي
حَتَّى كَأَنِّي قَدْ صُلِبْتُ مَكَانِي
وَتَوَقَّفَتْ عِنْدِي عَقَارِبُ سَاعَتِي
وَالأَرْضُ لاَ تَهْفُو إِلَى الدَّوَرَانِ
وَاللَّيْلُ يَعْجِزُ عَنْ بُلُوغِ نَهَارِهِ
فَالصُّبْحُ أَبْعَدُ مِنْ مَنَالٍ دَانِ
وَظَلاَمُ هَذَا اللَّيْلِ يَحْجُبُ رُؤْيَتِي
فَكَأَنَّهُ سِجْنٌ بِلاَ قُضْبَانِ
لَكِنَّهُ تَرَكَ الْعِنَانَ لِخَاطِرِي
لِيَطِيرَ فَوْقَ مَشَاعِرِ الْوِجْدَانِ
فَأَرَاهُ يَسْبَحُ فِي الْفَضَاءِ وَلَوْ دَنَا
مِنِّي لَعَايَنَ ثَوْرَةً بِكِيَانِي
ثَارَتْ تُحَدِّثُ مَا بِهِ لَكِنَّهَا
لَمْ تَلْقَ إِلاَّ وَحْشَةَ الْوِدْيَانِ
تُلْقِي حَدِيثَ الرُّعْبِ فِي نَفْسِي وَلَمْ
تَرْفُقْ بِحَالِ فُؤَادِيَ اللَّهْفَانِ
لَمَّا سَأَلْتُ عَنِ الأَحِبَّةِ أَيْنَ هُمْ؟
إِنِّي أَتُوقُ لِرُؤْيَةِ الْخِلاَّنِ
قَالَتْ: وَكَيْفَ لَنَا بِهِمْ يَا صَاحِبِي؟!
أَخْطَأْتَ فِينَا سَاحَةَ الإِحْسَانِ
وَطُمُوحُكَ الْمَهْزُومُ أَنْ تَلْقَاهُمُ
يَا صَاحِبِي، ضَرْبٌ مِنَ الْهَذَيَانِ
فَرَجَعْتُ مَطْعُونًا بِخَنْجَرِ وَحْدَتِي
أَبْكِي وَأَرْقُبُ شَافِيًا لِطِعَانِي
هَمَسَ السُّكُونُ بِخَاطِرِي أَوَلاَ تَرَى
أَنَّ الشِّفَاءَ بِرَوْضَةِ القُرْآنِ؟
أَسْرَعْتُ مَدْفُوعًا بِلَهْفَةِ ظَامِئٍ
وَبَدَأْتُ أَقْرَأُ سُورَةَ (الرَّحْمَنِ)
فَرَأَيْتُنِي فِي جَنَّةٍ قَدْ أَنْبَتَتْ
نَخْلاً وَفَاحَتْ نَسْمَةُ الرَّيحَانِ
وبِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ قَاعٌ زَاخِرٌ
بِاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ وَالْمَرْجَانِ
وَعَلَى الشُّطُوطِ مَلاَعِبُ الْغِلْمَانِ قَدْ
حُفَّتْ بِنُورِ مَلائِكٍ وَحِسَانِ
وَبَصُرْتُ عَنْ جُنُبٍ بَنِيَّ فَهَاهُمَا
قَصَدَا أَمَامِي مَرْتَعَ الْغِلْمَانِ
وَعَلَى جَبَيْنِهِمَا ابْتَسَامَةُ آَمِلٍ
وَبَرَاءَةُ الأَطْفَالِ تَلْتَقِيَانِ
تَنْسَابُ مِنْ بَيْنِ الأَنَامِلِ فِيهِمَا
شِيَمُ الْمَكَارِمِ صُورَةً وَمَعَانِ
(عُمَرٌ) يُقَبِّلُ مِنْ (أُسَامَةَ) رَأْسَهَ
سُبْحَانَ مَنْ حَلاَّهُمَا بِحَنَانِ
هَلاَّ تَعَلَّمَ مِنْ صَغِيرِي عَالَمٌ
أَمْسَى يُعَانِي جَفْوَةَ الإِخْوَانِ
وَأَرَاكِ يَا أُمَّاهُ قَلْبُكِ دَامِعٌ
وَتُسَائِلِينَ الْخَلْقَ عَنْ عُنْوَانِي
هَمْ يَعْلَمُونَ وَأَنْتِ أَعْلَمُ مِنْهُمُ
أَنِّي نَزَلْتُ مَنَازِلَ الْحِرْمَانِ
لاَ شَيْءَ آلَفُهُ فَيَأْلَفُنِي هَنَا
فَأَنَا وَهَذَا الْوَضْعُ مُخْتَلِفَانِ
لَكِنَّهُ قَدَرُ الإلَهِ وَحُكْمُهُ
أَنَّا إِلَى الْمَجْهُولِ مُفْتَرِقَانِ
وَيَدُ النَّوَى رَاحَتْ تُشَتِّتُ شَمْلَنَا
وَتَحُولُ بَيْنَ الفُلْكِ وَالرُّبَّانِ
فَتَقَاسَمَتْنَا لَوْعَةٌ مِنْ فِعْلِهَا
وَغَدَتْ تُهَدِّدُ عِصْمَةَ البُنْيَانِ
وَتَمَزَّقَتْ أَوْصَالُنَا وَتَباعَدَتْ
وَالصَّرْحُ بَاتَ مُهَلْهَلَ الأَرْكَانِ
فَسَلِي الأَحِبَّةَ كَيْفَ كَانَ صَبَاحُهُمْ
فِي (الْعِيدِ) حِينَ أَصَابَهُمْ فُقْدَانِي
كَيْفَ اسْتَطَابُوا (العِيدَ) مِنْ دُونِي؟ وَمَنْ
فِي (مَجْلِسِ الإِفْطَارِ) حَلَّ مَكَانِي؟
أَمْ كَيْفَ طَابَ طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ؟!
أَوَلاَ يَدُورُ بِخَلْدِهِمْ حِرْمَانِي؟!
وَسَلِي الْعُيُونَ وَرَقْرَقَاتِ دُمُوعِهَا
وَهَلِ اسْتَبَاحَتْ لَحْظَةً نِسْيَانِي؟!
وَأَنَا الْغَرِيبُ فَلَيْسَ يَعْرِفُنِي هَنَا
إِلاَّ أَوَامِرُ جَيْشِنَا الْمَيْدَانِي
أَنَا لَنْ أُفَسِّرَ فِيهِ قَوْلاً إِنَّنِي
أَخْشَى انْتِقَامًا مِنْ فَصِيحِ بَيَانِي
وَلَذَاكَ خَيْرٌ مِنْ كِتَابَةِ أَحْرُفٍ
تَقْتَادُ صَاحِبَهَا إِلَى القُضْبَانِ
أَسْرَارُهُ تَبْقَى أَسِيرَةَ خَاطِرِي
وَأَخُونُ إِنْ هَمَسَتْ بِهَا الشَّفَتَانِ
فَأَنَا أَصُونُ الْعَهْدَ وَالْقَسَمَ الَّذِي
أَقْسَمْتُ أَنْ أَرْعَى حِمَى الأَوْطَانِ
جَيْشُ العُبُورِ وَإِنْ قَسَا حِينًا هُنَا
لَكِنَّهُ حَقًّا عَظِيمُ الشَّانِ
يَمْضِي يَصُونُ تُرَابَنَا وَأَمَانَنَا
وَيَرُدُّ عَنَّا بَطْشَةَ العُدْوَانِ
هُوْ حِصْنُ إِسْلامِي وَدِرْعُ عُرُوبَتِي
يَفْدِيهُمَا بِعَزِيمَةٍ وَتَفَانِ
وَبِخَيْرِ أَجْنَادِ البَرِيَّةِ سَابِقٌ
فِي سَاحَةِ النُّبَلاءِ وَالفُرْسَانِ
سَنَظَلُّ جُنْدَ الْحَقِّ فِي مَيْدَانِهِ
نَغْزُو فَنَصْرَعُ هَامَةَ الطُّغْيَانِ
فَهُنَا أَرَانَا لاَ تَنَامُ عُيُونُنَا
وَالْفَخْرُ وَالإِيمَانُ يَمْتَزِجَانِ
حَسْبِي هُنَا أَنِّي أَتَيْتُ بِنِيَّةٍ
تَصْبُو إِلَى فَضْلٍ مِنَ الْمَنَّانِ
وَإِذَا الْعِبَادُ تَآلَفَتْ نِيَّاتُهُمْ
وَالدِّينُ، ذَابَتْ حُرْقَةُ الأَحْزَانِ
فِيهِ شِفَاءُ النَّفْسِ مِنْ هَمٍّ بِهَا
وَبِهِ تَتِمُّ نَضَارَةُ الأَبْدَانِ
وَلَهُ اسْتَقَامَ الْكَوْنُ يَطْلُبُ مَخْرَجًا
للنَّاسِ مِنْ مُسْتَنْقَعِ الأَوْثَانِ
فَهَدَاهُمُ سُبُلَ الرَّشَادِ عَزِيزَةً
وَأَذَاقَهُمْ عَيْشَ الْحَيَاةِ الْهَانِي
فَتَرَاهُ بِالشَّرْعِ الْحَكِيمِ وَفَضْلِهِ
يَسْمُو بِهِمْ فِي وَاحَةِ الإِيمَانِ
وَيُقَابِلُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ بِتَوْبَةٍ
وَيُقَابِلُ الإِحْسَانَ بِالإِحْسَانِ
طَرَقَتْ عَلَى أُذُنِي هُنَالِكَ بَغْتَةً
أَصْوَاتُ أَقْدَامٍ فَقُلْتُ لِجَانِ
وَالْجِنُّ وَيْلٌ مِنْ فِعَالِ شِرَارِهِمْ
إِنْ هُمْ أَرَادُوا السُّوءَ بِالإِنْسَانِ
وَاسْتَيْقَظَتْ فِيَّ الجَوَارِحُ رَهْبَةً
مَنْ ذَا الَّذِي اسْتَرَقَتْ خُطَاهُ أَمَانِي؟
رُحْمَاكَ رَبِّي إِنَّمَا هِيَ نَفْحَةٌ
أَنْجُو بِهَا مِنْ بُغْيَةِ الشَّيْطَانِ
لَوْلاَ اكْتِسَاءُ النَّفْسِ مِنْ أَسْرَارِهَا
لاَنْهَارَ فِي الرَّيْبِ الْمُخِيفِ جَنَانِي
وَإِذَا بِهِ بَشَرٌ فَقُلْتُ: أَيَا تُرَى
أَمُبَشِّرٌ هُوَ؟ أَمْ نَذِيرُ هَوَانِ؟
أَلْقَى التَّحِيَّةَ ثُمَّ قَالَ: أَيَا أَخِي
لاَ تَأْخُذَنَّكَ رَوْعَةُ الْحَيْرَانِ
أَبْشِرْ وَدَعْ عَنْكَ الْهُمُومَ فَإِنَّهَا
لاَ تَصْحَبَنَّ مُرَتِّلَ الْقُرْآنِ
سَتَنَالُ مَا يَرْضَى فُؤَادُكَ فَارْتَقِبْ
وَاشْكُرْ لِرَبٍّ وَاهِبٍ مَنَّانِ
فَتَنَاثَرَتْ عَنِّي الْقُيُودُ كَسِيرَةً
وَسَرَى شُعُورُ الْحُرِّ فِي وِجْدَانِي
وَتَزَحْزَحَ اللَّيْلُ الكَئِيبُ وَهَفْهَفَتْ
نَسَمَاتُ فَجْرٍ مُؤْنِسٍ بِأَذَانِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- عندما تصدق المشاعر
هشام محمد إمام - مصر 02-12-2011 03:02 PM

قصيدة بمجرد قرائتها فإنها تلج إلى القلب وتسكن الفؤاد لما تحويه من صدق العاطفة والمشاعر الجياشة التي تملأ جوانب القصيدة فلا يمر بيت إلا وتشعر فيه بالشوق والحنين والذي استطاع الشاعر أن يعبر عنهما ببراعة باختيار الصور وتطويع اللغة وحسن اختيار اللفظ ونرجو من المولى أن يوفق هذا الموهوب إلى ما فيه الخير.

4- شاعر مبدع
حمدي محمد الدوماني - مشرف لغة عربية - مصر 27-11-2011 10:11 AM

ماأعظم إبداع الشاعر وما أصدقه فقد استطاع أن ينسج من حبات اللغة درة فريدة صادقة المشاعر وعاطفة جياشة وألفاظا تحاكي صدق التجربة وخيالاواسعا محلقا في سماء الزمن
أكثر الله من أمثاله ونتمنى أن نقرا لهذا الشاعر الفريد من نوعه في زمن توقف فيه الإبداع الشعري !!!!!!!!!!!!!

3- عندما يبدع الشاعر
ابو القاسم عبد الرحيم - السودان 26-11-2011 10:39 PM

القصيدة سلسة وعذبة وتتسم معانيها بالقوة والوضوح كما يظهر ذلك في الفاظها وأعتقد أن الشاعر أبدع في التعبير عما يختلج بداخله بعناية فائقة في المعاني والألفاظ واتسمت أيضا بصدق عاطفة الشاعر
مع تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح

2- درة خالدة
د/حمد عباس - مصر 26-11-2011 11:23 AM

تعد هذه القصيدة – من وجهة نظري – درة خالدة في عالم الشعر المعاصر لما تميزت به من صدق التجربة وحسن وبراعة النسج ,وقوة المعنى وتسلسل الأفكار والمشاعر الجياشة وجمال الصورة الفنية
فهي تضاهي المعلقات الجاهلية في قوتها وخلودها رغم بساطة لفظها فهي تناسب الذوق العام لدى عامة الناس وأروع بالشعر حينما يعبر عن التجربة الحقيقة لصاحبه

1- التجربة الصادقة
أيمن القاضي - السعودية 25-11-2011 03:24 PM

تتميز قصيدة الشاعر سامي أبوبدر بصدق التجربة الشعرية والذي تجلى بوضوح في المشاعر الجياشة التي تحويها القصيدة والتي يشعر بها القارئ وأتمنى أن يثابر في مجال قرض الشعر بالفصحى لأن الساحة الشعرية تحتاج لمثل موهبته وأدعو الله أن يوفقه وأن يأخذ مكانه الذي يناسب موهبته النادرة في هذه الأيام التي عز فيها الشعر الفصيح.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة