نفحات رمضانية (قصيدة)

يا ربِّ، هذا مَوسِمُ الرَّحَماتِ

وهِلالُ بِشْرٍ بِالمَثُوبَةِ آتِ

ضَيفٌ كظِلِّ الطَّيفِ جاءَ مُشرِّفاً

مُتَسَربِلاً بالخَيرِ والبَرَكاتِ

فُتِحَتْ لهُ كُلُّ القُلوبِ، وَهَلَّلتْ

بِشْراً، وَفاضَ النُّورُ في الطُّرُقاتِ

تَستَقبِلُ الشَّهرَ الكَريمَ، فَيَا لَهُ

مِنْ مَوسِمٍ لِلجَنْيِ وَالثَّمَراتِ

شَهرٌ بهِ لَبِسَ الوُجُودُ وَقارَهُ

وَسَرَتْ بهِ قُدْسيَّةُ النَّفَحاتِ

وَتَفِيضُ فِيهِ معَ العِبادَةِ وَالرِّضا

رُوحُ الرَّجاءِ بأَصدَقِ الدَّعَواتِ

شَهرُ العَطاءِ.. فَلا يَهِلُّ هِلالُهُ

إلاَّ تَهِفُّ نَسَائمُ الرَّحَماتِ

فَتَفُوحُ أَطْيافُ البُطُولةِ وَالنَّدى

وَتَهِيجُ بالذِّكرَى الرُّؤى عَطِراتِ

يَطوِي بهِ التَّاريخُ مَجْداً مُشرِقاً

صَفَحاتُهُ مِنْ أَنصَعِ الصَّفَحاتِ

مِنْ بَدْرٍ الكُبرَى وَمِسْكِ دِمَائِها

وَعَبيرِها الآتِي مِنَ الجَنَّاتِ

يَومٌ هوَ الفُرقانُ حَقًّا.. كَيفَ لا

وَبِهِ الإلهُ مُسَدِّدُ الرَّمْيَاتِ

يومٌ، وأَشرَقَتِ المَهامِهُ وَالرُّبَى

مِن بَعدِهِ تَزهُو عَلى الأَكَماتِ

لِيَجُوبَ أَرجاءَ الزَّمانِ إلى رُبَى

حِطِّينَ عَبْرَ مَواقعٍ زَهِراتِ

أيَّامَ يَغفُو الدَّهرُ في آصَالِها

نَشْوانَ، يَزهُو خَافِقَ الرَّاياتِ

شَمَخَتْ بهِ لِلنَّصرِ أَلْوِيَةُ الأُلَى

حَمَلُوا الهُدَى في مُحْكَمِ الآياتِ

نَشَروا علَى الدُّنيَا وِشاحَ عَدَالَةٍ

عَبِقٍ يَفُوحُ بأَطْيَبِ النَّفَحاتِ

وَإلى غَدٍ حَيثُ الرَّجاءُ يَقُودُنا

لِلفَرْحَةِ الكُبرَى بِجَمْعِ شَتاتِ

شَهرٌ بهِ تَهفُو النُّفُوسُ إلى العُلا

وَتَطِيبُ فِيهِ مَقاصِدُ الطَّاعاتِ

لَكَ - يا إلهَ الكَونِ - نَحجُبُ أَنْفُساً

تَوَّاقَةً لِبَدائعِ اللَّذَّاتِ

طَوعاً لأَمْرِكَ جَاهدِينَ نَصُدُّها

فَاغفِرْ لنَا ما فاتَ مِنْ زَلاَّتِ

وَلِمَن نُحِبُّ وفي رِضاكَ يُحِبُّنا

وَدَعا لنَا بِالخَيرِ وَالبَرَكاتِ

وَاجعَلْ لنا في بَابِ فَضْلِكَ فُسْحَةً

وَاكتُبْ لِقانَا في رُبَى الجَنَّاتِ

وَاجعَلْ لَنا شَهْرَ الصِّيامِ مَبَرَّةً

وَسَبِيلَ هَدْيٍ وَاسِعَ الرَّحَماتِ

الرياض - فجر الثالث من رمضان 1428هـ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي