همسة شاعر (قصيدة)

مَا بالُ عَينِكَ لا تَنامُ، أَقَضَّ مَضْجَعَها السُّهادْ؟

كَانَتْ إِذَا هَجَعَ الأَنَامُ تَؤُوبُ فِي كَنَفِ الرُّقَادْ

قَالُوا بِأَنَّكَ عَاشقٌ عِشْقاً تمكَّنَ فِي الفُؤادْ

أَوَهَمَّكَ الفَقرُ الذِي يَطْوِي البِلادَ مَعَ العِبادْ؟

أَمْ قَد فَقدتَ أَعزَّ مَنْ تَهوَى فَصبرُكَ فِي نَفادْ؟

قُلتُ الذِي قَد قُلتُمُ.. لا يَمنَعُ الْعَينَ الرُّقادْ

العِشْقُ لا يَهْوَى المَشِيبَ، وشَيبُ رأْسِي فِي ازْدِيادْ

وَالفَقرُ لَيسَ يَرُوعُنِي، فَالرِّزقُ مِنْ رَبِّ العِبادْ

وَالمَوتُ حَقٌّ فِي الوَرى، فَانْظُرْ لِمَنْ سَبَقوا كَعادْ

قَد هالَنِي مِنْ أُمَّتِي حُبُّ الغِوايَةِ لا الرَّشادْ

بُعْداً عَنِ الخُلُقِ الكَرِيمِ، تَقرُّباً نَحوَ الفَسادْ

عَمَّ البَلاءُ بِأَرضِنا، وَطَغَى السَّوادُ عَلَى السَّوادْ

ها هُمْ شَبابُ بِلادِنا عَشِقُوا المُيُوعةَ وَالطِّرادْ

وَسَعَى الشَّبابُ لِلَذَّةٍ مَحْمُومَةٍ وَلَها ازْدِيادْ

مُتَزوِّدِينَ مِنَ الحَضارةِ، إِنَّما مِنْ سُوءِ زَادْ

هَتَفَتْ بِهمْ: يَا حَسرةً، أَسَفاً عَلَى مَجدٍ يُبادْ

يَا أُمَّتِي، إِنِّي أَخافُ عَلَيكُمُ يَومَ التَّنادْ

إِنْ قَامَ فِيكُمْ مُصْلِحٌ أَضحَى التُّرابُ لهُ وِسادْ!

الظُّلمُ بَاتَ شَرِيعةً، وَالعَدلُ يَهْوِي فِي ابْتِعادْ

أَينَ الذِينَ بِعَدلِهِمْ عَمَّ الرَّخاءُ بِكُلِّ وَادْ؟

أَنَعُودُ للعَهدِ الذِي نَشَرَ الرَّخاءَ عَلَى البِلادْ؟

يَا ربِّ، وَفِّقْ أُمَّتِي، وَاغفِرْ لَنا رَبَّ العِبادْ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي