• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

مملكة الظلم (قصيدة)

محمد الغرباوي


تاريخ الإضافة: 28/6/2011 ميلادي - 26/7/1432 هجري

الزيارات: 7166

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

 

الظُّلمُ رَفرَفَ في البِلادِ كَما يَرِفُّ ظَلامُ

ضُربَتْ لهُ في كُلِّ ناحِيةٍ بِمِصرَ خِيامُ

أَضفَى عَلَينا ثَوبَهُ وَثِيابَهُ الإظْلامُ

مَلكَ البِلادَ فَإنَّها لَمَّا تَراهُ قِيامُ

حُكمٌ عَتِيٌّ جَائرٌ مُتسَلِّطٌ هَدَّامُ

يَفرِي الجُلودَ جِلاَدُهُ وتُشَقُّ مِنهُ عِظامُ

وَعِظامُهُ تَعرَى عنِ الخَدشِ الصَّغيرِ سَلامُ

خَنقَتْ أَيادِيهِ العِبادَ، وَداسَهُمْ أَقْدامُ

كاللَّيلِ لَيلِ العِشقِ طُولاً لَيسَ فِيهِ مَنامُ

أَو راحَةٌ أَو سَلْوَةٌ، فالخَلقُ فِيهِ صِيامُ

دَمعٌ يَسِيلُ على شَجٍ يَحتَزُّ مِنهُ غَرامُ

لمْ يَثنِهِ دَمعٌ جَرى أو إنْ صَرخْتَ: حَرامُ

لَم يَعنِهِ نَوحُ النِّساءِ ولا صِباً وَفِطامُ

ظُلمٌ يَرُشُّ المُوبِقاتِ كمَا يَرُشُّ غَمامُ
ولَهُ جُنودٌ في خَواصِرِها مُدًى وَسِهامُ

تَترَبَّصُ العَدلَ الذي شَاخَتْ بهِ الأَيَّامُ

وَالعَدلُ شَيخٌ أَعرجٌ يَكبُو وَليسَ يُقامُ

سَحَبتْهُ، ثُمَّ رَمَتهُ في السِّجنِ الظَّلِيمِ يَنامُ

جَعلَتهُ يَكرَهُ عَيشَهُ، وَيَلَذُّهُ الإعدَامُ

وَيقولُ: مَا لكَ غَافلاً عَنْ مُهجَتي أَحِمامُ؟!

لَولاَ نَزَعتَ فَلَمْ يَجِئْنا مَرَّةً إِكرامُ

وَتباعَدَتْ عنَّا بِأعلامِ السَّلامِ حَمامُ

لا عَيشَ في بَلَدٍ بهِ للمُفْتَرينَ زِحامُ

فَكأَنَّما النُّطَفُ افتِراءٌ تَحتَوِي الأَرْحامُ

وَكأنَّ نَهْرَ النِّيلِ مَورِدُهُ هوًى وَخِصامُ
مَا للحِسَانِ تَبيعُنِي مَا فَوقَهُ الأَقْدامُ

وَتُدِلُّ فيهِ، وَيَستلِذُّ بِخَمرِهِنَّ لِئامُ..

مِن غَيرِ مَا ثمَنٍ؟ فَبِئسَ الظُّلمُ وَالظُّلاَّمُ

أَوَمَا تَرقرَقَ فِي عُرُوقكِ مِن يدَيَّ مُدامُ؟

وَجزَيتِني لَعْقَ الثَّرَى، لا كُنتِ وَالإكْرامُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أنَّ مِثلِي في البِلادِ يُقامُ

وَيُقِيمُ للظُّلمِ المَرَاسِمَ وَهْوَ كانَ يُضامُ

يَنسَى ابْنُ آدمَ أَهلَهُ إنْ شفَّهُ إنْعامُ

يَنسَى ابنُ آدمُ قَومَهُ إنْ تَضحَكِ الأيَّامُ

وَيقُولُ: أَفدِي مُهجَتِي وَلْيَغرَقِ الآنامُ
لَهْفِي على قَومٍ هُمُ لِلمَكرُماتِ صِمَامُ

المَالُ خَاصٌ فِيهِمُ، وَالفَقرُ فِيهِمْ عَامُ

وَالظُّلمُ يَحكُمُ فِيهِمُ عاماً وَرَاءَهُ عَامُ

وَالعَدلُ أَصبحَ كَعبَةً مِن دُونِها الأَصْنامُ

الظُّلمُ يَأكُلُنا كأنَّا مِن لَدُنْهُ طَعامُ

وَطعامُكمْ - يا قَومِ - ذُلٌّ وَافْتِرًا وَرَغامُ

يَتعَشَّقونَ الأَرضَ.. لَو أبْصَرتَ قُلتَ: نَعامُ!

وَإذا نَدَهْتَ تبلَّدُوا وكأَنَّهمْ أَعْجامُ

لَو يُدرِكُ الإنسانُ أنَّ سُكوتَهُ أَورَامُ

تَحتَلُّ فِيهِ حَياتَهُ والعَزمُ فِيهِ يُرامُ

ورِضاكَ ذَلكَ مِيتَةٌ، وَحياتُكَ الإقْدامُ

لَن يَهدِمَ الجُبنُ الذي تَجرِى بهِ الأَقلامُ

فَدَعِ التَّخَوُّفَ تَنتصِرْ وَيَعِزُّ فِيكَ الهَامُ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة