• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

فرعون (قصيدة)

أ. طاهر العتباني


تاريخ الإضافة: 6/2/2011 ميلادي - 3/3/1432 هجري

الزيارات: 15353

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر


"أَلَيسَ لِي مُلكُ مِصْرا"
وَالنِّيلُ بَرًّا وَبَحْرا
وَلِيْ الأُلُوهَةُ فِيكُمْ
وَلِيْ الهَوَا حَيثُ مَرَّا؟
أَنَا عَلَيكُمْ وَفِيكُمْ
أُرَاقِبُ النَّاسَ طُرَّا
وَأَجعَلُ الحُرَّ عَبْداً
وَأَجعَلُ العَبْدَ حُرَّا

 

 

إنْ شِئتُ فَالنِّيلُ يَجْرِي
أوْ شِئتُ جَفَّ المَجْرَى
هذِي فَرَادِيسُ مُلْكِي
وَذِي الشَّوَاهِقُ تَتْرَى
اللَّيلُ يَعبُدُ وَجْهِي
وَالصُّبحُ يَشتاقُ أَمْرا
إنْ شِئتُهُ مُسوَدًّا
يَسوَدُّ سِرًّا وَجَهْرا
وإنْ أَمَرتُ أَطَعتُمْ
وَمَن تأَبَّى، فَقَهْرا
السِّحرُ عِندِي صُنُوفٌ
بِهِ أُزِيلُ السَّحْرا
وَالمَكرُ عِندِيَ دَوماً
لَيلاً وَصُبحاً وَعَصْرا
مَن لَمْ يَجُزْ فِيهِ سِحْرِي
نَفَّذتُ فِيهِ الأَمَرَّا
وَمَن أَرادَ خِلافِي
عَرَفتُ فِيهِ المَكْرا
وَمَن تَماكَرَ عِندِي
يَمُوتُ بَينَ الأَسْرَى
فَللسِّياطِ رَنِينٌ
يُنْسِي الحَلِيمَ الفِكْرا
وَللزَّنازِينِ لَيلٌ
يُنسِي الزَّمانَ الفَجْرا
وَمِن جُنُودِيَ مَن لاَ
يَرَى سِوَايَ بِمِصْرا
وَيَحسَبُ الكُلَّ غَيْرِي
أَشبَاحَ لَيلٍ تَجَرَّا
أَنَا الإلهُ، أَنا الرَّبُّ
قَدْ مَلَكْتُ الدَّهْرا!!
يَظَلُّ طَوعَ بَنَانِي
إذَا أَشَرتُ اسْتَمَرَّا
وإنْ أَشَرتُ: تَوقَّفْ،
لَمْ يَملِكِ الدَّهرُ عُذْرا

 

 

أَهَبْتُ بِالنِّيلِ يَوماً
أَلاَّ يُجِيبَ البَحْرا
ألاَّ يَقُصَّ عَلَيهِ
أَسرارَ مِصرَ الكُبرَى
فَخَانَني وَحَكاهَا
يَوماً، وَأَفشَى السِّرَّا
وَأخبَرَ البَحرَ أَنِّي
أَعْدَمْتُ عَشْراً فَعَشْرا
أَنِّي سَجَنتُ أُلُوفاً
مِن غَيرِ ذَنْبٍ غَدْرا
فَأَصبَحَ الكَونُ يَحكِي
عَصْراً فَعَصراً فَعَصْرا
فَلا الحِكايةُ مَاتَتْ
وَلا الزَّمانُ اسْتَقَرَّا
حتَّى إذَا طَالَ صَبْرِي
وَمَا أَطَقتُ الصَّبْرا
أَتَيتُ بِالنِّيلِ يَمشِي
بَيْنَ السَّلاسلِ قَسْرا
وَجِئتهُ بِقُضاةٍ
لاَ يَعرِفُونَ الطُّهْرا
قَضَوا عَلَيهِ بِسِجنٍ
فيهِ يُقَاسِي المُرَّا
لِكَي يَكُونَ لِشَعبِي
عِبْرةَ مَن يَتَجَرَّا

 

 

لكِنَّنِي ذَاتَ يَومٍ
رَأيتُ طِفْلاً غِرَّا
عَلى شَواطِئِ نَهْرِي
يَصِيحُ في النَّاسِ جَهْرا
لا تَسمَعُوا لِشَقِيٍّ
وَلا تُطِيعُوا الأَمْرا
وَلا تَخافُوهُ حَتَّى
يُحَاوِلَ العَدْلَ شَهْرا
وَجاءنِي يَتَحدَّى
مُذكِّراً بالأُخرَى
وَقالَ، وَالنَّاسُ حَولِي:
أَعِدْ لنَا النِّيلَ حُرَّا
أَعِدْ رَوابِيهِ تَشدُو
أَعِدْ لهُ الطَّيرَ طَيْرا
أَعِدْ لَهُ المَاءَ يُجرِي
لنَا السَّنابِلَ خُضْرا
أَعِدْهُ بَعْدَ زَمانٍ
قَضاهُ فِي السِّجنِ عُسْرا
أعِدْ إلَيهِ أَمانِي
هِ، قدْ غَدا مُكْفَهِرَّا
لأنَّهُ مِن زَمانٍ
لَمْ يَستَمِعْ أَيَّ بُشْرَى
لكِنَّنِي قُلتُ: هيَّا
وَلْيُحْشَرِ النَّاسُ حَشْرا
لِكَي أَقُومَ خَطِيباً
فِيهمْ وَأُصدِرَ أَمْرا:
أنْ يُسجَنَ الطِّفْلُ أيضاً
حتَّى يَرَى الخَيْرَ شرَّا
وإنْ أَبَيتُمْ فإنِّي
يَوماً سَأَسْجُنُ مِصْرا

 

 

لا تَحلُمُوا بِمَماتِي
إنْ مِتُّ خَلَّفْتُ عَشْرا
لكَي يُعِيدوا إلَيكُمْ
ذِكرَايَ عَصراً فعَصْرا
أنتُمْ صَنَعتمْ حَياتي
بِصَمتِكُمْ لِلصُّغرَى
حتَّى قَهَرتُ بِلاداً
مِن دَائها لَيسَ تَبْرا
فَصِرتُ فِيكُمْ شُجاعاً
وَخَوفُكُمْ يتَعَرَّى
لَو تَملِكُونَ نُفُوساً
فيهَا الإباءُ استَقَرَّا
ما عِشتُ فيكُمْ طَوِيلاً
وَلا حَنَيتُمْ ظَهْرا

 

 

وَبينَما هُوَ يَعلُو
في الأَرضِ، يَزدَادُ فُجْرا
وَالنَّاسُ حَوْلَيهِ تَمشِي
والقَهرُ فِيهَا اسْتَشْرَى
إذا بِلَيلِ الحَيارَى
وقَدْ تَبدَّلَ فَجْرا
فذلِكَ البَحرُ يَحكِي
وَذلِكَ النِّيلُ يَقْرا
وَذلكَ الدَّهرُ يَروِي
وفِي الرِّوايَةِ بُشْرَى

 

 

إنَّ أَنِينَ الضَّحَايا
يَغْدُو وَبَالاً وَخُسْرا.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة