• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

قميص عثمان – قصة شعرية

أ. محمود توفيق حسين


تاريخ الإضافة: 17/3/2008 ميلادي - 9/3/1429 هجري

الزيارات: 10436

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
حركةٌ بركةْ. رجلٌ كهلٌ داعبَ شَجرةْ:

خلعَ قميصهْ..

ألقاهُ في مجرى مياهٍ. ثم اعتصرهْ.. تحتَ الشجرة.  

ضحِكا.. ضحِكا..

شَكَر اللهَ؛ فألقَتْ ثَمَرةْ

واسترجَعَ ساعاتٍ عَسِرَة. حين تقمَّصَ بالإيمان..

بالإيمان؛ فكان السُّترة. 

والضربةُ التي لمْ تقصمْ ظهرهْ.. قد قوَّتْهُ

والآن تملَّكَ بُستاناً لا يُحصيْ خيرَهْ

بستانٌ.. بعد التعب الأولِ باليومِ الأول في شتلةِ رمَّان..

شتلةُ رمَّانٍ لا غير!

وسويَّا كَبرا..

جريانٌ، جريانٌ.. للماء وللعُمرْ.

والصبرُ الصبر.

أنصتْ وتقرَّب إلى عثمانَ فقد يحكي خَبرَهْ:

واليوم الأول يومٌ مِن أيام الدَّهرْ

بكَّر وتوكَّلَ، حفر الحفرةَ، غرس الشتلةْ

والماء بعيدٌ عند النهرْ

أخذ القِربةَ، ركبَ البغلةْ

وتقدَّمَ نَحوَ الماءِ الوفرْ

- هوناً هوناً -

في نصفِ مَسارهِ لِصّان.. أخَذا عثمانَ على غِرَّةْ

وأصاب المسكينَ الذعرْ

شهرَ سلاحاً فوق الرقبةِ.. سرقا البغلةَ..

حسرةْ.. حسرةْ

واختلجتْ شفتاه، وارتبكت قدماه..

لكنْ لم يتشكَّك أبدًا في وَعدِ الله؛ لن يخذله في عاقبة الأمرْ  

وتقدَّم لا ينظرُ حولهْ

وانكفأَ هناك، وغطَّس قربةْ

وتحمَّلها.. وإذا بالماء يخرُّ يخرّْ

هرول مذعوراً للشتلةْ

والقربةُ كانت ترسم خطًّا مِن ماءٍ ، يتمددُ فوق الرملِ.

يجري، والحِملُ يقِلّ.. يجري، والحمل يقلّ

حتى نفِدَتْ مِنهُ السُّقيا، وبفارقِ شبرْ!

هذا الشيطانُ يخذِّلهُ، ويوسوسُ في يُسراهُ:

وحدَكَ أنتَ وذاك القفر..

لن تزرع إلا حَسَكًا، لن تحصدَ إلاَّ المرّْ.

وتعوَّذَ عثمانُ كثيراً، حتى انخسأَ الصوتُ الشرّْ ؛

إذ لم يتشكَّك في وعد الله.. لن يخذلهُ في عاقبة الأمرْ

..جاءت فكرةْ!

قحمتْ فكرهْ

دفعت ساقَيهِ إلى النهرْ

خلع قميصهُ.. ألقاهُ في مَجرى مياهٍ

وارتدَّ إليها مِثلَ الطَّيرِ يعصرهُ هُنالكَ بِضراوَةْ:

عصرةْ، عصرة.. قطرة، قطرةْ

دبَّت فيها روحُ حياةٍ.. بِشرٌ بِشرْ

وتراجع تلقاءَ النهرِ يُعيد الكَرَّةْ

طولَ نهارهِ يردُ ويسقيْ..

جولةْ، جولة. حتى ضحكتْ تلك الشتلةْ

والرجل الآنْ

يتملَّكُ ذاك البستانْ

نضرةٌ نضرة.. وجداولُ ماءٍ مِن عندِ النهرْ

تسقي التربة..

شتلة رمَّانٍ وتقوَّتْ.. قد صارت شجرةْ

الآن أمامي يُداعبُها مِن بعد الفجر يُثيرُ الذِّكرى:

خلعَ قميصهْ..

ألقاهُ في مجرى مياهٍ. ثم اعتصرهْ..

تحتَ الشجرة.  

ضحِكا.. ضحِكا..

شَكَر اللهَ؛ فألقَتْ ثَمَرةْ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- اعجبتني
حسيب الروح - الاردن 20-03-2008 06:58 AM
لا رد فيك .... جميلة بكل ما في الكلمة من معنى
3- ثق فى اللة
مروان محمود توفيق - مصر 19-03-2008 02:44 PM
فيها من الايمان الكثير وفيها من الثقة بالله درس انت بارع فى سرد الفكرة بطريقة سهلة يسيرة غير متكلفة انت متميز واسلوبك فية براعة من خلال التنقل من مشهد لاخر بطريقة مميزة ورائعةولك فى ان تجعل القارىء يقراء وبداخلة المشهد التصويرى للقصة وقد نجحت فى ذلك00اتمنى لك مزيد من الخيال الواسع الاخاذ
2- إيقاع
عبد الله - السعودية 19-03-2008 12:32 PM
قصة تنساب أحداثها كالنهر

جميلٌ تلك القطع الموسيقية

والإيقاع المنسجم / المتغير ..


جميلٌ جداً ..


ود

..
1- تربوية
نجم سهيل - السعودية 18-03-2008 12:47 PM
قصة قصيرة تربوية
تركز على معنى سليم للتوكل على الله ، والصبر على الشدائد ، والشكر على النعم

شكر الله فألقت ثمرة تعبير مختصر وجميل وتربوي

لتعديل بعض كلماتها مثل ( قحمت ) التي لن يفهمها الكل ، يمكن استخدامها كقصة للنشء .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة