• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

ودعت أولادي (قصيدة)

ودعت أولادي (قصيدة)
عامر الخميسي


تاريخ الإضافة: 20/7/2023 ميلادي - 3/1/1445 هجري

الزيارات: 1865

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ودعت أولادي


ودعت الليلة أولادي لحظةَ عزموا المسير إلى اليمن، فأدركت حينها أن روحي تُنتزَع من داخلي، ولما عدتُ إلى البيت، بقِيت أفتش عنهم في كل زاوية، غير مصدقٍ أني فارقتهم، وأن الطائرة التي حملتْهم قد غابت بين السحب على مرأى عيني، فتذكرت أدب الطفولة الماتع اللذيذ في شعر الأميري، ومحمود غنيم، وبدوي الجبل؛ فثارت مشاعري، وانثالت خواطري، وسالت محابري، وقمتُ أجاريهم وأحاكي كل من ودَّع أطفاله، وقال شعرًا؛ وكان مما قلت:

لما طرقتُ البابَ لم يفتح أحدْ
وبقيتُ مذهولًا أنادي دون ردّ
أدري بأني اليوم قد ودَّعتُهم
لكنَّ قلبي دون وعيٍ أو رَشَدْ
ودخلت بيتي مثل مقبرةٍ غَدَتْ
في صمتِها لا حسَّ يُسمع من أحدْ
أين الصراخُ العَذَبُ دوَّى ها هنا
أين التسابقُ كي أضمهما بودّ
أين التضاحُك والتباكي والنِّدا
من كل زاويةٍ يموجُ ويرتعدْ
أين التعلقُ في النوافذِ تارةً
والقذف منها بعض قشر إن وُجِدْ
أين القتالُ إذا قعدتُ بمجلسي
أين التصارع من عليَّ هو الأشدّ
أين التزاحم حول منضدتي وكم
كسروا الزجاج وحطموه بدون قصدْ
أين التسارع للطعام وحربهم
قد فاز منهم من على فخذي قَعَدْ
أين التسلق فوق ظهري تارةً
وإذا ركعتُ أرى مُعاجِلهم سَجَدْ
♦♦ ♦♦ ♦♦
وإذا دخلتُ البيت بعد متاعب
أجدُ الحُدَاء العَذَب يقطُر كالشَّهَدْ
فإذا سمعتُ يطير ذيَّاك العنا
وأعود أقوى مثل صخر أو وتدْ
قد كنتُ قبلهما أسيرًا محطمًا
والهمُّ يعصفُ كل صبر قد نفِدْ
فأعود للإيناس أهتف ضاحكًا
غصبًا يعانقني الرضا من دون حدّ
أطفالك الأقمار نور ساطع
يهب الضياء ويُغطش الليل الأشدّ
وهُمُ الحياة نضيرة بجمالها
وهم الهناءة في حُشاشات الكبدْ
وهُمُ المسرَّة عند كل شديدة
وهُمُ الشفاء لكل ضيق أو نكدْ
لكن أجرتُ أنينَ طفل في الدُّجى
يبكي من الضر المزلزل للجسدْ
لا يعرف الإفصاح عن آلامه
فقط البكاء هو الحديث المعتمَدْ
♦♦ ♦♦ ♦♦
حين الوداع انهار قلبي شاكيًا
وبحثت عن ركن لكيما أستندْ
ولقد شعرت بأن نصفي راحل
وبأن روحي شفَّها سُقْمٌ وشدّ
لما غَدَوا في الجو ساحت أدْمُعي
فكأنني العصفور محبوسًا وئدْ
قال الأحبة: ما لقلبك ذاهلًا
أنت الصبور وفيك قد عُرِفَ الجَلَدْ
قلت: الحياة أنيسة بهم وإن
رحلوا فلا أُنْسٌ ولا عيش رَغَدْ
رحلوا وقد أخذوا فؤادي يا تُرى
مَن سوف يرجع ما ترحَّل من يردّ
إن الطفولة جنة معطاءة
بل جنة الدنيا وزينتها فقدْ
جاء البيان بذاك في التنزيل من
رب الأنام البر خالقنا الصمدْ
إن الطفولة جنة بظلالها
فيها تشم الزهر تقطف كل وردْ
تهمي عليك غصونها مياسة
وتسيح فيها بين أفياءٍ ووردْ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة