شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد

علامة باركود

حزن البلابل (قصيدة)

حزن البلابل (قصيدة)

عبدالله بن عبده نعمان العواضي

تاريخ الإضافة: 22/1/2022 ميلادي - 18/6/1443 هجري

الزيارات: 3133

حزن البلابل

نارُ التذكُّرِ في عينيه تلتهبُ

وصوتُه في لظى الآلام يَنتحبُ

يبكي على غصنه المسلوبِ ملتحفًا

حُزنًا يولِّده التَّذكار والكربُ

ويلاه ويلاه من غمٍّ يطاردُه

ومن همومٍ غدتْ تدنو وتقتربُ

أشواقُه بعد أيك الحُب تحرقه

وسعده لو هفا ينأى ويحتجبُ

في قلبه من لهيب البينِ سُحْبُ عَنا

تنحو إلى عيشه النائي فتنسكبُ

وروضُه قد ذوت أزهارُه ألمًا

كأنها أُشعلت في وجهها الشُهبُ

فخيَّمَ الحُزن في الأرجاء وانبعثت

دجى المآسي فكان الغيظُ والجلبُ

وأَسبلت دمعَها الأفنانُ واتشحت

ثوبَ الذبولِ وغطّى نورَها السببُ

وكلما نظرت من بعده طللًا

هاجت صبابتها والقلب يضطربُ

يا بلبل الدوحِ والأيامُ عن قدَرٍ

تأبى البقاءَ على حالٍ فتنقلبُ

قد كنتَ في أفق الأغصان في جذلٍ

يزهو بك المجد والآمال والرتبُ

وصوتُك العذبُ يكسو النفسَ راحتها

حتى يهون به التبريحُ والوصبُ

والروض مبتسمُ الأنحاء مبتهجٌ

إذ أنت فيه سنا الأيامِ والسحبُ

والطيرُ في فرحٍ ما دمتَ تنشدها

ولو توالى عليها الضيق والنُّوَبُ

حتى دنا القدر المكتوبُ واجتمعت

جيوشُه فذوى الإسعادُ والطربُ

وفارقَ البلبلُ الصدّاحُ أيكتَه

وليس منه إلى هذا النوى رغبُ

بل كان في قَدَر التفريق في ألمٍ

يستلُّ من قلبه الدنيا ويستلبُ

فروضُه لم يعد يؤوي ابتسامته

ولحنُه غاله التنعابُ والرهبُ

فأصبح الوجدُ مشطورًا هنا وهنا

الروض يأسى وذو الألحان ينتحبُ

وسلوة المرء في الدنيا تَقلبُها

وأن خالقه المولى له الغلبُ

وكل شيء جرى فيها فعن قدرٍ

وليس يعصم منه الكَيْسُ والهربُ

وخَلْقُه لن يزيدوا فوق ما رسمتْ

يد القضا ومضت في سطره الكتبُ

والبعدُ إن طال في الدنيا وآلمنا

فللقاء زمانٌ سوف يقتربُ

محرم 1443ه

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك