• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

هيا؛ بنا نفشل! (قصة قصيرة)

هيا؛ بنا نفشل! (قصة قصيرة)
شرف إبراهيم الدسوقي إسماعيل


تاريخ الإضافة: 25/12/2021 ميلادي - 20/5/1443 هجري

الزيارات: 10402

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هيا؛ بنا نفشل!

(قصة قصيرة)

 

نظر حامد إلى غلاف القرآن الكريم؛ ثم جلس أمام كتاب الله يتأمل؛ ويُذكّر نفسه بأيامِ كان طفلًا؛ ثم فتى؛ ثم شابًا؛ فبدا وكأنه يُخرج مكنون الذات لرجلِ دين ورع عالم صادقٍ لا يخشى في الحق لومة لائمٍ...

 

نعم؛ تمنى حامد ذلك كثيرًا؛ لكنه لم يفعل ذلك الأمر حتى كتابةِ هذه السطور.

 

تحسس حامد غلاف كتاب الله؛ وقطرات من الدمع تذرف من عينيه:

• أنت أيها القرآن كلام الله؛ بين دفتيك 114 سورة؛ و6236 آية؛ كلها ترغيب وترهيب وشرح وتفصيل...

 

صمت عن الحديث الداخليّ؛ بفعل صدمة كهربية هبت ريحها على المخ؛ فغاب عقله وضاع إدراكه لدقائق؛ ثم عاد إثرها ليكمل الحديث...

 

• وقفت في المدرسة أردد النشيد للوطن مذ عرفت معاني الكلام؛ وقبلها سمعت الأذان؛ والله أعلم كيف كنا أجنَّة. ورددت أعضائي كلمة ( الله ). احترت في اختيار الطريق مذ وعيت؛ وقبلها كنت بعيدًا عن متناول الحساب.

 

اعتدل حامد في جلسته؛ وترك المصحف؛ حين تراءت له صورة معلمه؛ وهو يشرح أبيات من شعر الغزل الصريح، والعفيف؛ فنزت بداخله مشاعره الأدبية؛ فأعطى قليلًا ثم أكدى... في مثال للصراع الداخلي الذي تقاذفه في عمره الفائت؛ فنظم أبياتًا؛ ثم همَّ بأن يبوح بها؛ ثم مزقها؛ بعد أن قرأ سورة الشعراء.

 

قام حامد من مكانه؛ وأثقال التفكير تكاد تصرعه؛ واتجه بخطواتٍ وئيدة إلى مرآته المُثبتة في جدار غرفته المشبوهة؛ التي اشتملت على صور للكثير من توجهات البشر؛ فاجتمعت فيها صور الممثلين ولاعبي الكرة والفلاسفة؛ وقرّاء القرآن؛ وأعلام رجال الدين... ما دل على تنوع روافد ثقافته؛ وتصارع أفكاره.

 

حدَّق في المرآة؛ وأطال النظر؛ حتى تفحص كل معالم التقدم في السن بعقله وقلبه؛ وبالفطرة قفزت إليه آيات من القرآن؛ ثم تلتها أبيات من الشعر؛ ثم أقوال لفلاسفة ومشاهير؛ عبرت عن الكِبَرِ ونبأت بالشيخوخة؛ ثم الموت؛ فارتعدت فرائصه؛ وافترسته النفس اللوامة.

 

بينما كثرت أحاديثه الداخلية ثم تصارعت، استأذن ثم دخل ابنه سالم الغرفةَ ثم حلقةَ ذلك الصراع:

سالم: يا أبي؛ هذه دعوة من المدرسة.

حامد: خيرًا؛ إلام تدعونا؟

سالم: عندنا حفل يوم الخميس؛ إن شاء الله.

ترك سالم الدعوة؛ وأباه الذي تذكر، حفلات مدرسته أيام كان شابًا؛ فتراءت له مشاهد: قراءة القرآن الكريم؛ ثم فقرات إلقاء الشعر؛ ثم فقرات مدح الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ثم فقرات الغناء؛ ثم...؛ فعاد إلى صراعه الداخلي... إلى أن قرر أن يحسم أمره؛ وذهب إلى ابنه سالم وسأله عن فقرات الحفل؛ ولما لم يجد هناك تغييرًا؛ قضى جلَّ يومه يقنع ابنه بعدم الذهاب إلى المدرسة يوم الخميس؛ أما سالم فقد ملَّ من حديث أبيه؛ ولما اشتد ضيقه؛ ولم يجد مفرًّا سأل والده:

سالم: لماذا تريد مني عدم الذهاب إلى الحفل.

 

حامد: حتى لا تعتاد مشاهدة أحداث تنافي الدين؛ إنها مدرسة مختلطة فيها الفتيات والبنون؛ والزي المدرسي ليس شرعيًّا؛ وأنتم شباب في المرحلة الثانوية.

 

تعجب سالم من كلام أبيه؛ وسأله:

سالم: لماذا ألحقتني بمدرسة تقدم لنا ما يتعارض مع الدين؟ إن لم أحضر الحفل فسوف أفشل في التعامل مع زملائي في المدرسة.

 

لم يجب حامد؛ وانصرف إلى غرفته الخاصة؛ وبعد يومين حضر الحفل رفقة ابنه سالم؛ وفي الأسبوع الجديد؛ اصطحب حامد ابنه إلى مدرسة جديدة؛ فدخل حامد الصف؛ وجلس في مقعده يقرأ فاتحة الكتاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جزاكم الله خيرًا
شرف إبراهيم الدسوقي - مصر 25-12-2021 08:15 PM

جزاكم الله خيرًا، وجعله الله في ميزان حسناتكم، ونفع به

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة