إلى الشهيد المبتسم (قصيدة)

إلى الشهيد المبتسم

(قصيدة على نغم الكامل)

هذه القصيدة - أو المقطوعة - استوحيتها من قول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 169 - 171]، صحيح أن الصورة معبرة ولكنها داعمة للفكرة مثيرة للتجربة الشعورية وهي تصور فرحة أي شهيدٍ بشهادته دفاعًا عن الحقِّ.

يا باسمًا في وجه موتٍ أرْبَدِ أتُراك تبصرُ ما وراءَ المشهدِ؟! هل حُطَّ حزنُ الأمسِ عنك وثقلُه فالآن تَبْسِم إذ ترَى فرحَ الغدِ؟! فارقتَ دنياك الطويلَ جحودُها فاهنأ بأخراك التي لم تجحدِ لله صورتُك المضيئةُ زَيَّنتْ صُحفًا تَضِجُّ من الكلامِ الأسودِ لله بسْمتُك الوديعةُ سرُّها خافٍ فلا يهدى إليه مهتدِي دومًا ستبقَى في القلوبِ ركيزة ليظل جيلٌ بعد جيلٍ يقتدِي مثل المنارة في الظلامِ شعاعها يهدي السفائنَ في الخضم المزبد روح من الرحمنِ حلَّ جمالُها في الوجه لم تصنع ولم تتعمد حتى تزيح الظلمَ عن أوطاننا وتفرَّ هالكةً فلولُ المعتدِي