• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

ليالي كورونا (قصيدة)

ليالي كورونا (قصيدة)
عبدالله بن عبده نعمان العواضي


تاريخ الإضافة: 31/3/2020 ميلادي - 6/8/1441 هجري

الزيارات: 6569

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ليالي كورونا

 

دُهشَ الورى والخوفُ هَرَّ وكَشَّرا
وتقدَّمَ الموتُ المُخيفُ وزَمجرا
جازَ الصفوفَ إلى الحتوفِ بِنهْمةٍ
وغزا البسيطةَ برَّها والأبحُرا
وأتى ليختصرَ الحياةَ ويبتني
بين المقابرِ للبقيِّة مَقبرا
وتوقَّفتْ كلُّ القُوى مبهورةً
تُبدي من الضعف المسيطر مَظهرا
وترجَّلتْ قُدراتُ أربابِ النُّهى
عجْزاً لِمَا دهمَ الأنامَ وقُدِّرا
هُرِعتْ إلى الدُّورِ الجموعُ تَحصُّنًا
والخوفُ لم يدعِ الشريدَ المُدْبِرا
تركوا الحياةَ ضجيجَها ونشاطَها
فغدا مكانُهمُ يَبابًا مُقفِرا
والكونُ آلَ إلى السكونِ فجاءةً
والصمتُ أضحى حينَها متبخترا
وتعيثُ في صمتِ الشوارع وحشةٌ
تُنبيكَ عن هولٍ أقامَ فبَعثرا
فأوَوا على أملِ النجاة وعلَّ ما
يَلِدُ المخاوفَ أن يمرَّ ويَعبُرا
ووباءُ كورونا يَروحُ ويغتدي
بين النفوسِ ولم يُمَسَّ ولم يُرَ
والسرعةُ القصوى مراكبُه التي
يمضي بها نحوَ المدائن والقُرى
جاسَ الديارَ فلا حدودَ تصدُّه
أبداً ولم يدعِ المسيرَ ويفْتُرا
والعالَمُ الّلاهي تَصفّدَ خطوُهُ
فبداْ بأغلالِ الوبا متعثِّرا
ورياحُ كورونا تصرصرُ فارتخى
حبلُ الحياةِ وكان أقوى في العُرى
تتساقطُ الأعدادُ والأخرى على
رعْبٍ يمزِّقُ أمنَها المتبعثرا
وفمُ المنيِّة والإصابةِ لم يَزل ْ
مِنهُ على جسد البريّة أفَغَرا
كم أهرقَ الباكون منه دموعَهمْ
وتمرَّغوا فوقَ اللهيب تحسُرَّا
ورأوا عليهِ من الكآبة والعَنا
وهجًا يزيدُ مع الزمان تَسعُّرا
وقفوا على جمْر النحيبِ ولم يَروا
بين الدموع إلى السلامة مَعبرا
فرَّ الحبيبُ من الحبيبِ كأنما
عِشنا بأهوالِ الفِرارِ المحشرا
يرنو إليه بلا مساسٍ والهوى
يبكي الوصالَ فينتحي متذمِّرا
كم من أبٍ يشتاقُ لمسةَ طفلهِ
وتخوّفُ العَدوى يصيحُ مُحذِّرا
فيفارقُ الدنيا وفي أحشائهِ
شوقٌ إلى مسٍّ نأى وتعذّرا
والناسُ في غرف البيوت كأنهمْ
سجناءُ يَقضون الزمانَ تضجُّرا
يرجون أن يلدَ الأمانُ فِكَاكَهمْ
حتى يعودوا للحياةِ كما جرى
وهنا نقول لكل لُبٍّ مشرقٍ:
أفهمتَ من هذي الرسالة أسطُرا؟
وقرأتَ من وجه المصيبةِ عِبرةً
ووعيتَ أن الله يرسل منذِرا؟
يا أيها الناس ارجعوا عن غيِّكمْ
ودعوا الضلالةَ والسلوكَ المنكرا
واستقبلوا جهةَ المتاب ويمِّموا
بابَ الكريم لكي يتوبَ ويَغفرا
وتواضعوا لله لا تتكبَّروا
تيهًا بما صنعَ الحِجا وتطوّرا
وتذكّروا غضبَ الحليم فإنه
يُردي فيُهلِك مَن عصى وتجبّرا
ولتعلموا -والعلمُ ينفع أهلَه-
أن الهدى أضحى الطريقَ الأخضرا
وتفاءلوا إن أشرقتْ أرواحُنا
وامتدَّ فيها الخيرُ عَذْبًا كوثرا
فوباءُ كورونا سيرحلُ ليلُهُ
فيُرى سطوعُ الفجرِ يُقبِلُ مُزهِرا







 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة