• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

زيارة للصامت الناطق

عبدالله بن عبده نعمان العواضي


تاريخ الإضافة: 15/1/2019 ميلادي - 8/5/1440 هجري

الزيارات: 4135

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زيارة للصامت الناطق


وقفتُ على صمتِ القبور شَجيَّا
أُقلِّبُ طَرفي في السكون مَليَّا
وأقرأُ في ذاك الصُمات زواجرًا
وأسمع في تلك العظات نَجيَّا
يخاطبني أنْ سِرْ إلى الله مسرعًا
فما فازَ مَن قضَّى الحياةَ بطيَّا
نظرتُ إلى تلك البيوت فما أرى
عليًّا غشَى من بينهنَّ دنيَّا
وما ميَّزتْ عيني فقيرًا ببيتِه
ولا أبصرتْ بالشامخاتِ غنيَّا
ولا وجدتْ قصرًا لسيد قومه
ولا كوخ زرَّاعٍ بهنَّ قصيَّا
سواءٌ قبورٌ الساكنين ولم يَفز
عدا ساكن أضحى هناك تقيَّا
قبورٌ تنادي الغافلين بصمتها
وتَخطب فيهم بكرةً وعشيَّا
تقول لهم حسبُ اللبيب تذكُّرًا
بمن صار منكم في التراب طويَّا
فكم عاش فيهم سادرًا في ذنوبه
وفارق دنيا الفانيات عصيَّا
وكم أسرجَ الأهواءَ في كل باطل
وعانق في كل المنازل غيَّا
وكم طال في حُضن الحياة غطيطُه
وأمسى له عيش الضلال رخيَّا
وكم نال من عرض الحياة وطولها
وظلَّ لأجداث الأنام نسيَّا
فلمَّا حسا مُرَّ الممات فحينَها
صحا من سبات عاش فيه مليَّا
فحاصره غمُّ المصير وكَربُه
وكان بلُقيا المزعجات حريَّا
يقول له بعد المنية قبرُه
أما كنتَ تخشى أن تصير إليَّا؟
أما مرَّ ذكري في خيالك مرةً
فأُبتَ به بعد الإباق زكيَّا؟
أما في سماع الموت والمشيِ خلفَه
نداءُ عظاتٍ لا يزال عليَّا؟
ودنياك لو فكرتَ يا صاح دفترٌ
ستُجزى بما فيه ويصبح طيَّا
فما زرعتْ كفَّاك في العمر إنما
ستحصده بعد الحياة لديَّا
أنا روضة فيحاءُ تهتز راحةً
لكل تقيٍّ حلَّ فيَّ رضيَّا
ونافذةُ الجنات قبل ولوجها
أشعُّ ضياءً للهُداة وريَّا
ولكنني نارٌ وضيْق وحسرة
لكل نزيل كان أمسِ شقيَّا
سمعتُ وعيتُ اليوم وعظًا مؤثِّرًا
تخلّلَ أكنافَ الضمير فأحيا
سلامٌ على تلك الديار فقد جَلَتْ
فؤادي فأضحى بالجلاء بهيَّا
فعدتُ إلى داري وفي العين عبرةٌ
ودمعيْ على خدي يفيض سخيَّا
فما أبلغَ الصمتَ الفصيح بوعظه
لِمن زارَ سكَّان القبور خَلِيَّا




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة