الزوجة الثانية

الزوجة الثانية

• قلتُ يومًا:

يقولونَ لي: هلا تزوَّجتَ ثانيهْ فتُوقِظَ مِنْ لذّاتِ نفسِك غافِيهْ فقلتُ لهم: كفُّوا فعنديَ واحدهْ وإني بها يا قومُ في ألفِ عافِيهْ

• فأرسلَ إليَّ الأخُ الشيخُ محمد عبدالله ابن التمين الشنقيطي قائلًا:

(قلتُ إجازةً لبيتيك العاقلين:

عقِلتَ، فلا تسْمَعْ لقولِ مُحرِّضٍ أتى قائلًا: "هلاَّ تزوَّجتَ ثانيهْ" فحسبُك مِنْ كلِّ النساءِ كريمةٌ ودعْ فتنةَ اللذّاتِ يا شيخُ غافِيهْ).

♦♦♦♦♦

• وقلتُ أيضًا:

يقولونَ لي: هلا تزوَّجتَ ثانيهْ فتغدو شهورُ العُمْر بالحُبِّ ثانيهْ فقلتُ لهم: كفّوا فعندي عزيزةٌ (ثَنَتْ) مُهجتي عنْ غيرها فهْيَ ثانيهْ

• فأرسلَ إليَّ فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبدالعزيز الحدّاد[1]قائلًا:

(ما أبدعَ هذا الجناس التام! لكنه تضحيةٌ بالمحبين، وضعفٌ عن مسايرة المشمِّرين، وما إخالُك تخذل الراغبين، فأغثهم بما يجبرُ كسرَهم، وإلا كانت الطامّة عليهم، فاللهَ اللهَ فيهم!

بلى يا أخي إنَّ التزوَّجَ " ثانيهْ" "بغانيةٍ تأتي فتَجليكَ "ثانيهْ" وما أحوجَ الإنسانَ في كلِّ "ثانيهْ" يُجدِّدُ أُنْسًا قد دَعَتْهُ "مَثانيَهْ"[2])

♦♦♦♦♦

• فقلتُ استجابةً لرغبة الشيخ المفتي:

إذا كنتَ في روضٍ تألّقَ عاطرٍ وفيه ورودٌ جمّلَتْ كلَّ زاويهْ فحسبُكَ منها وردةٌ ثم إنْ تَشأْ فدونَكَ أُخرى يا أخا الودِّ ثانيهْ

• وقلتُ:

إذا دخَلَ الإنسانُ روضًا مُكلَّلًا وفيهِ مِنَ الوردِ الجميلِ عجائبُ فليس مِنَ العقلِ اكتفاءٌ بوردةٍ وإنْ شَمَّ أخرى فهْوَ لا شَكَّ صائبُ