• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

أرض الميعاد

عبدالحكيم فرحي


تاريخ الإضافة: 19/4/2017 ميلادي - 22/7/1438 هجري

الزيارات: 4056

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أرض الميعاد


على حافَة الطَّريق

رشقَتنا عيونُ المارة

ألقَوا علينا التحية

تحية أبرد من شهر تشرين الثاني

رمينا بأنفسنا في اللامجهول

لا ندري متى نصل إلى أرض الميعاد

المهم أن نسير

ألا نتوقف

الأهم أن نرسم طريقاً حتى ولو كان يبساً

يبساً من كل شيء

حتى من الظل، والماء

الوحشة سكنتنا

الطيور المهاجرة ما مرت

العصافير المزقزقة ما زقزقت

إن في الأمر لسرًّا

أَهُوَ وادي الجن

حتى يعم هذا الصمت المطبق؟

أَهِي أرض غير الأرض التي نطؤها؟

نتلفت يمنة ويسرة

نبحث عن الخلاص

لاح الليل بظلامه

كانت ليلة حالكة الجلباب

بل فاق سوادها سواد الغراب

نسمع صوت الصمت

وهمس الهمس

ألقينا الأسماع علَّنا نحظى بإشارة

لكن عبثاً

فقد كان الرعب حليفنا

والخوف أنيسنا

لا ندري لِمَ كل هذا الخوف

يسكننا ويسكن كل ذرة فينا

نمضي نحن الأربعة

نتحسس كل شبر

كل بقعة

ربما يكون ثعبان، ربما كمين

تباطأنا في المسير

نَدِبُّ على الأرض كالنمل

بل هو أسرع منا

الْتَحَفْنا بالحذر

وتَدَثَّرْنا بالحَيْطَة

لا نكاد نرى أي شيء

حتى القمر قد تنكر لنا هذه الليلة

أمسك بعضنا ببعض

شكلنا سلسلة

حتى إذا وقع أحدنا أقمناه

حتى إذا همَّ بالسقوط رفعناه

تنفسنا الصعداء

رأينا ربوة على مرمى حجر

رأيناها حتى وإن تنكر القمر

هنا بداية لا كالبدايات

هنا، من يدري؟ ربما نافذة

نحو عالم آخر

نحو أرض الأحلام

نفرُّ من حتفنا

وها هي ذي نافذة ستفتح على مصراعيها

ها هي ذي سَتُقِلُّنا وننسى جراحات الماضي

سننسى ما ألم بنا ونغص عيشنا

سنفر من وطن حرمنا من كل شيء

حتى من الكلام

كمَّمَ أفواهنا

حرمنا من العيش

ينتشي بجلدنا

يتلذذ بموتنا ..

غمسة واحدة في هذه الرياض

ورشفة من معينها

وهبوب نسيم عليل في ربيعها

ينسيك آلامك

تنفرج أساريرك

وتنسج أحلامك الوردية

ستُقبل على الحياة

وترتقي في معراج السعادة

قصدنا الربوة على عجل

وقلوبنا يتسارع خفقانها

نريد أن نرتاح من هذا السفر المضني

نريد أن نسترجع أنفاسنا الخائرة

كلنا أمل في أن ننعم ببعض الراحة

دنونا منها، تحسسنا المكان

كاد شعر رؤوسنا أن يقف

أعيننا كادت أن تخرج من محاجرها

قلوبنا غادرت مكانها، كادت أن تتوقف

رأينا الموت يحوم حول المكان

بل شممنا رائحته

كاد أن يُغمى علينا لولا أن الله سلم

رأينا الرعب بأم عينه

وصلنا إلى الربوة، نافذة أرض الأحلام

لكننا ذُعرنا بجماجم البشر

العظام تناثرت في كل الأرجاء

الأشلاء مبعثرة

رائحة الدم تفوح

تُزكم الأنوف

ازداد الرعب نريد أن نصيح بأعلى الصوت

لكن ألسنتنا قد خرست

جمدنا في مكاننا بلا حراك

حتى أنفاسنا صرنا نعدها

تبخرت أحلامنا

وتلاشت في الفضاء كالدخان

تبعثرت وضاعت في زحمة حظنا التعيس

أُحيط بنا من كل جانب

أَهي مقبرة الأحياء

تمشي على الأرض

أُيُعقل أن نكون قد حفرنا قبورنا بأيدينا

وساقتنا أقدامنا إلى حتفنا

لنلفظ أنفاسنا الأخيرة؟.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة