• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / مع الشعراء


علامة باركود

طاقة من فن الدوبيت

أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 10/12/2016 ميلادي - 10/3/1438 هجري

الزيارات: 20485

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طاقة مِنْ فنِّ الدوبيت

 

أورد الإمامُ أبو الفرج ابنُ الجوزي في كتابه "الخواتيم"[1] (خواتيم مجالس الوعظ) (35) رباعية مِنْ فن الدوبيت[2]، منها في كتابه "المُدهش" (20) رباعية، وانفرد "الخواتيم" بـ (15) رباعية، وهي رباعياتٌ رقيقةٌ مؤثرةٌ، نثرَها في فصول الكتاب الأربعين.

 

وقد بدا لي استخراجُها، وترتيبُها على الحروف[3]، ونشرُها مجموعةً، بين يديْ نشرِ الكتاب قريباً بإذن الله تعالى.

 

وقد بحثتُ عن قائل هذه الرباعيات فلم أجدْ سوى رباعيتين، وهما لابن الخل البغدادي (المتوفى سنة 552هـ)، ومن المُحتمل أن يكون بعضُها لابن الجوزي نفسه. وأقول: من المُحتمل، لأننا لا نملك دليلاً على ذلك، ومردُّ الاحتمال إلى أنه أوردَ مِنْ شعر نفسهِ في هذا الكتاب، ومنه مِنْ فنّ "كان وكان".

وهذه هي الرباعيات، وما كان في "المُدهش" بينتُهُ:


لو قطَّعني الغرامُ إرْباً إرْبا
ما ازددتُ على المَلام إلا حُبَّا
لا زلتُ بكم أسيرَ وجدٍ صَبَّا
حتى أقضي على هواكمْ نَحْبا[4]

♦ ♦ ♦

يا يوسُفُ صِلْ فإنني يعقوبُ
دمعي ودمي كلاهُما مَسْكوبُ
والنومُ إذا هجرْتَني مَسْلوبُ
ما أصبرَني كأنني أيوبُ؟!

♦ ♦ ♦

باللهِ عليكَ يا فتى الأعرابِ
إنْ جُزْتَ على مواطنِ الأحبابِ
فاشرَحْ سقَمي وقلْ لهم ممّا[5]
بي: ذاكَ المُضْنى يمُوتُ بالأوصابِ[6]

♦ ♦ ♦

ما للبَيْنِ سادتي يُغرَى بي
قد قطَّعَ مِنْ وصالِكم أسبابي
الهجرُ أمرُّ مِنْ جميعِ الصَّابِ
الموتُ ولا قطيعةُ الأحبابِ

♦ ♦ ♦

يا لفؤادِ وامقٍ ما يَصحو
قد طالَ لعُظْمِ ما عناهُ الشرحُ
والعينُ لها دمٌ ودمعٌ سحُّ
ذا[7]يكتُبُ شجوَهُ، وهذا يَمْحو[8]

♦ ♦ ♦

ما أشوقَني إلى نسيمِ الرَّندِ؟
يشفي كمَدي إذا أتى مِنْ نجدِ
والشِّيحِ فإنهُ مُثِيرُ الوجدِ
شوقي شوقي له ووجدي وجدي[9]

♦ ♦ ♦

الجسمُ يذيبهُ الأسى والسهدُ
والقلبُ ينوبُهُ الجوى والكَمَدُ
قد وَجدوا وهكذا ما وَجدوا
ما جُنَّ بهم مثلَ جنوني أحَدُ[10]

♦ ♦ ♦

ساروا وأقام في فؤادي الكَمَدُ
لم يلقَ كما لقيتُ منهم أحَدُ
شوقٌ وجوىً ونارُ وجدٍ تقدُ
مالي جلَدٌ ضعُفتُ ما لي جلَدُ[11]

♦ ♦ ♦

إنْ كان بكائي في هواكمْ يُجْدي
أقرحتُ بما يَفيضُ منهُ خدِّي
أو كنتم ترضونَ بالجفا والصدِّ
سلَّمتُ لأمركمْ وهذا حدِّي

♦ ♦ ♦

كم أكتمُ حبَّكُمْ عن الأغيارِ
والدمعُ يُذِيعُ في الهوى أسراري؟
هبني غالطتُ رؤيةَ الأبصارِ
هل يخفى في الحشا لهيبُ النارِ؟

♦ ♦ ♦

أين الصبحُ هل أرى مِنْ فجرِ
أين الصلحُ كم نُرى في الهجرِ؟
يا مَنْ يَبري سهامَهُ كم تَبري؟
سهمٌ يكفي لنحْرِ هذا النَّحرِ

♦ ♦ ♦

إنْ كان عهودُ وصلكمْ قد دَرَسَتْ
فالرُّوحُ إلى سواكمُ ما أنِسَتْ
أغصانُ هواكُمُ بقلبي غُرِسَتْ
مُنُّوا بوصالكمْ وإلا يَبِسَتْ[12]

♦ ♦ ♦

يا مَنْ لحشا المُحبِّ بالشَّوق حَشا
ذا سِرُّ سُراك في الدجى كيف فَشا
هذا المولى إلى المماليكِ مشى
لا كان عَشاءٌ يُورِثُ القلبَ عَشا

♦ ♦ ♦

بالجسمِ مِنَ السقام ما يُحْرِضُهُ
والقلبُ يذوبُ مِنْ جوىً يمرضُهُ
ما قدْ حكَمَ الإلهُ مَنْ ينقضُهُ؟
قد أعوزني الصبرُ فمَنْ يُقْرِضُهُ؟[13]

♦ ♦ ♦

مِنْ أجلكَ قد جعلتُ خدِّي أرضا
للشامتِ والحسودِ حتى ترضى
مولاي إلى متى بهذا أحظى؟
عُمْري يفنى وحاجتي ما تُقضى[14]

♦ ♦ ♦

مَنْ يُرجِعُ دهرَنا بأرضِ الجِذعِ
بين الأَثَلاتِ والرُّبا في سَلْعِ؟
قالوا: صبرٌ وليس ذا في وُسْعي
يا حُزنُ أقِمْ، وأنتَ سِرْ يا دَمْعي

♦ ♦ ♦

واهاً لزمانِنا الذي كان صفا
أبكِي مرَضي وليسَ ليْ منه شِفا
ذَابَتْ روحي وَمَا أرى غيرَ جَفا
هَذَا رمَقي تَسَلَّموهُ بِوفا[15]

♦ ♦ ♦

مِنْ أجلِ هواكمُ هويتُ العشقا
قلبِي كلِفٌ ودمعتي مَا ترقى
فِي حُبِّكمُ يهُونُ مَا قد ألْقى
مَا يحصُلُ بالنعيم مَنْ لَا يَشقى

♦ ♦ ♦

واشوقي إلى الحِمى واشوقي
تحتي نارٌ، وحرُّها مِنْ فوقي
محرومٌ مُعَذَّبٌ بالتوقِ
واضعفي وكلُّ ذا في طوقي؟

♦ ♦ ♦

يا مَنْ بحبالِ وصلهِ أمْتَسكُ
صبري مفتضحٌ وسترهُ منهتكُ
هذا قلبي أعزُّ ما أمتلكُ
عذِّبْهُ فما عليكَ فيه دَرَك

♦ ♦ ♦

ما زُرتُ حماكَ والدُّجى مُشتبكُ
إلا ضلَّ البدرُ و[16]طاحَ الفلكُ
ما مثلُ هواكَ للمنايا شرَكُ
عشَّاقُك قبلَ سلِّ سيفٍ هلكوا

♦ ♦ ♦

هذا جزَعي وما خلا مغناكمْ
ما أصنعُ يومَ بينِكم؟ حاشاكمْ
أقسمتُ بكمْ لكمْ وحسبيَ ذاكمْ
لا أذكُرُ غيرَكُمْ ولا أنساكمْ[17]

♦ ♦ ♦

وجدي بكمُ وصفوُ ودِّي لكمُ
والقلبُ فمذْ نأيتمُ عندكمُ
عيني عينٌ لبُعْدكمْ بَعْدَكمُ
شَقُّوا قلبي فما رأَوْا غيرَكُمُ[18]

♦ ♦ ♦

دعنيَ فالعيشُ بعدَهمْ ما يحلو
والوصلُ لهمْ بمُهجتي ما يغلو
قلبي مِنْ طُولِ ذكرهمْ ما يخلو
هيهاتَ محبُّ مثلهمْ ما يسلو

♦ ♦ ♦

لا أقبَلُ نُصْحَكم فخلُّوا عَذْلي
ما أطيَبَ في الغرامِ طعمَ القَتلِ؟
إنْ طُلَّ دمي فكَمْ محبٍّ مثلي
قد ضُرِّجَ باللحاظ لا بالنَّبْلِ؟[19]

♦ ♦ ♦

قد لجَّ بِيَ الغرامُ حَتَّى قَالُوا:
قد جُنَّ بهمْ وَهَكَذَا البَلبالُ
الْمَوْتُ إِذا رَضِيتَه سلسالُ
فِي مثل هَوَاك ترخُصُ الْآجَالُ[20]

♦ ♦ ♦

حُبّي والوجدُ أورَثاني سُقْمَا
هذا جسمي يُعَدُّ عَظْماً عَظْما
دعنيَ والشَّوق قد كفاني خَصْما
يا سهمَ البَيْنِ قد أصبتَ المرمى

♦ ♦ ♦

يا مَنْ أشكو إليهِ ما يَعْلمُهُ
والدمعُ يُذِيعُ كلَّ ما أكتمُهُ
هذا المسكينُ مَنْ تُرى يَرْحمُهُ؟
قد هانَ عليكَ كلُّ ما يُؤلمُهُ[21]

♦ ♦ ♦

عزِّي ذُلِّي وصحتي في سَقَمي
يا قومُ رضيتُ في الهوى سَفْكَ دمي
عذّاليَ كُفُّوا فمِنْ ملامِي ألمي
مَنْ باتَ على وعد[22] اللقا لم ينمِ[23]

♦ ♦ ♦

هاتيكَ ربوعُهمْ وفيهَا كَانُوا
بانُوا عَنْهَا فليتَهم مَا بانوا
ناديتُ وَفي حشاشتي نيرانُ:
يَا قومِ مَتى تَحوَّلَ السُّكانُ؟[24]

♦ ♦ ♦

يا مالكَ مهجتي ووالي دِيني
كم ينشُرُني الهوى وكم يَطويني؟
هجرانكَ مَعَ محبتي يُضنيني
هَلْ تُدركُني بنظرةٍ تحييني؟[25]

♦ ♦ ♦

يا مَنْ في بحرِ هجرهِ ألقاني
ارحمْ دمعي عليكَ هذا القاني
ألجأني إليكَ أنِّي الجاني
الموتُ ولا تحكُّمُ الهجرانِ

♦ ♦ ♦

ما غرَّدَ طائرٌ على الأغصانِ
إلا أشجاني[26] بذكرهِ أشجاني
يا شدةَ حسرتي ويا أحزاني
هل يَرْجِعُ ذاهبُ الزمانِ الفاني؟

♦ ♦ ♦

هذا ولَهي وكم كتمتُ الولَها
صوناً لحديثِ مَنْ هوى النفسِ لَها
يا آخرَ مِحنتي ويا أوَّلَها
أيَّامُ عنائي فيكَ ما أطولَها؟[27]

♦ ♦ ♦

كمْ كمْ أشكو وأينَ نفعُ الشكوى؟
قد قلَّ تصبُّري وجَلَّ البلوى
ما لي جَلدٌ على جفاكُمْ يَقوى
أهوى قلَقي إذا جفا مَنْ أهوى[28]



[1] وصل إلينا هذا الكتاب بخط المؤلف. انظر: "بين يدي كتاب "الخواتيم" لابن الجوزي البغدادي" منشور في هذه الشبكة.

[2] يُنْظر عن هذا الفن: "ديوان الدوبيت في الشعر العربي في عشرة قرون" للدكتور كامل مصطفى الشيبي. وقد رجَعَ المؤلفُ إلى كتاب "المدهش" لابن الجوزي، ولو رأى "الخواتيم" لأفاد منه ما لم يُذكر فيه.

[3] ولم أذكر ما هو من مجزوء الدوبيت.

[4] وهما في "المدهش" الفصل (11).

[5] في "المدهش": عما.

[6] وهما في "المدهش"، الفصل (57).

[7] في الأصل: هذا!

[8] وهما في "المدهش"، الفصل (24). والتصحيح منه.

[9] وهما في "المدهش"، الفصل (6).

[10] وهما في "المدهش"، الفصل (11).

[11] لمحمد بن المبارك البغدادي المعروف بابن الخل. انظرْ: خريدة القصر –القسم العراقي (ج3مج1ص384)، ووفيات الأعيان (4/228).

وقد أورد ابنُ الجوزي البيتَ الثاني فحسب، وكذلك في "المدهش"، الفصل (11)، فزدتُ الأول من المصدرين المذكورين.

[12] وهما في "المدهش"، الفصل (6).

[13] وهما في "المدهش"، الفصل (13).

[14] وهما في "المدهش"، الفصل (11).

[15] وهما في "المدهش"، الفصل (37).

[16] في الأصل: ثم!

[17] وهما في "المدهش"، الفصل (90).

[18] وهما في "المدهش"، الفصل (30). وفيه: لو شقوا.

[19] وهما في "المدهش"، الفصل (18).

[20] وهما في "المدهش"، الفصل (93).

[21] وهما في "المدهش"، الفصل (13).

[22] في الأصل: مواعد!

[23] وهما في "المدهش"، الفصل (11). والتصحيح منه.

[24] وهما في "المدهش"، الفصل (18).

[25] وهما في "المدهش"، الفصل (50).

[26] كذا.

[27] لابن الخل البغدادي. انظرْ: خريدة القصر –القسم العراقي (ج3مج1ص385)، ووفيات الأعيان (4/228). وهما في "المدهش"، الفصل (70).

[28] وهما في "المدهش"، الفصل (80).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- شكر ودعاء
د.رواء محمود حسين - نيويورك 12-12-2016 08:58 PM

شكرا شيخي الحبيب
جزاكم الله خيرا

3- دعاء
د.يوسف العيساوي - بغداد 12-12-2016 08:57 PM

جعل الله ربعك عامرا

2- رائعة
د.محمد عيد المنصور - سورية 12-12-2016 08:55 PM

رائعة ومطربة وبعضها كان له أطيب الأثر..
جزاكم الله تعالى كل خير على هذه التحف
كانت ليلتي معها مقمرة

1- دعاء
محمدو عبدالله السالم المعلى - نواكشوط 12-12-2016 06:43 PM

جزاكم الله خيراً

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة