• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / مع الشعراء


علامة باركود

الشاعر ابن المعلم الواسطي يرثي ابنه أبا منصور محمدا

أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 7/12/2016 ميلادي - 7/3/1438 هجري

الزيارات: 8561

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشاعر ابن المُعلِّم الواسطي

يرثي ابنه أبا منصور محمداً

(تنشر لأول مرة)


ابنُ المُعلِّم شاعرٌ عراقيٌّ كبيرٌ بارعٌ، مِنْ أهل القرن السادس الهجري (501-592هـ)، قال ابنُ خلكان في ترجمته:

"أبو الغنائم محمد بن علي بن فارس بن عبد الله بن الحسين بن القاسم، المعروف بابن المعلم الواسطي الهُرْثي، الملقب نجم الدين، الشاعر المشهور؛ كان شاعراً رقيق الشعر، لطيف حاشية الطبع، يكاد شعرُه يذوبُ مِنْ رقته، وهو أحد مَنْ سار شعرُه، وانتشر ذكرُه، ونبه بالشعر قدرُه، وحسن به حاله وأمرُه، وطال في نظم القريض عمرُه، وساعده على قوله زمانُه ودهرُه.

وأكثر القول في الغزل، والمدح، وفنون المقاصد.


وكان سهلَ الألفاظ، صحيحَ المعاني، يغلبُ على شعره وصفُ الشوق والحب، وذكرُ الصبابة والغرام، فعلقَ بالقلوب، ولطف مكانُه عند أكثر الناس، ومالوا إليه وحفظوه، وتداولوه بينهم، واستشهد به الوعاظُ، واستحلاه السامعون... وبالجملة فشعرُه يشبه النوح، ولا يسمعه مَنْ عنده أدنى هوى إلا فتنَه وهاجَ غرامَه...

وكانت ولادته في ليلة سابع عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وخمس مئة.

وتوفي رابع رجب سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة بالهُرْث.

والهُرْث: ...قرية من أعمال جعفر، بينها وبين واسط نحو عشرة فراسخ، وكانت وطنه ومسكنه إلى أنْ توفي بها. رحمه الله تعالى"[1].

 

وقد رأيتُ في "ديوانه" هذه القصيدة في رثاء ابنه أبي منصور، فأحببتُ نشرَها، لعذوبتها، ولمعاني الزهد التي بدأ بها وختمَ بها.

وقد استخرجتُها مِنْ نسختين خطيتين من ديوانه: نسخة مكة، ورمزها (م)، ونسخة الظاهرية ورمزها (ظ)[2]، وجعلتُها أربعة مقاطع أخذاً مِنْ مضمونها، وهي هذه:

كلُّ شيءٍ على البسيطةِ يَفنى
فضلالٌ منَّا الذي نَتمنَّى[3]

أبقاءً يؤمِّل المرءُ هيها
تَ بقاءُ الفاني، وكيفَ وأنَّى؟

ما نعيمُ الحياةِ إلا شقاءٌ
إنْ رضينا بعيشِنا أو سَخِطنا

هي دارٌ فيها الصحيحُ من البلـ
ـوى عليلٌ، والمُستريحُ مُعنَّى

عجباً للذي تيقَّن أنَّ الـ
ـمَوتَ يأتيهِ، كيف يَعرِفُ أمْنا!

أي عيشٍ[4] يلتذُّ مَنْ باتَ للأيْـ
ـيامِ نَهْباً، وللحوادثِ رَهْنا

نحنُ ركبٌ ما نستقرُّ على الأر
ضِ مقاماً، متى نزلنا رَحَلنا

مثل طيفِ الخيالِ تسري بنا الآ
فاتُ في مقلةٍ منَ العيشِ وَسْنى

لو عقلنا كنَّا منحناكِ يا دُن
يا اطِّراحاً، لكنَّنا ما عقلنا

ما الذي أرتجيهِ منكِ وقد أس
لمَ كفّي أباً إلى التربِ[5] وابنا!

أحياة مِنْ بعدِ هذينِ؟ ما أشـ
ـقى الذي يرتجي الحياةَ وأعنا!

♦♦♦

لو تُفادَى أو تُشْترى يا أبا من
صور كنَّا عنكَ النفوسَ بذلنا

أو يردُّ الحِمامَ ضربٌ وطَعْنٌ
لملأتُ البيداءَ ضرباً وطَعْنا

يا هلالاً هوى وما تمَّ بدراً
وقضيباً ذوى وما تمَّ غُصْنا

وحُساماً ما سُلَّ منهُ إلى الأعـ
ـداءِ فترٌ[6] و[7]أُودِعَ الأرضَ جَفْنا[8]

وبناءً[9] من العلا مُشْمَخِراً
هدَمَ الدهرُ منهُ رُكْناً فرُكْنا

لم يكنْ بينَ ما تُصُوِّرْتَ لفظاً
غير[10] عامينِ إذْ[11] تَحولتَ مَعْنى

لو تراني ما بين قَصْرٍ يُعَزَّى
بكَ أبكي، وبين قبرٍ يُهنَّا

خلتَ أنّ الذي لجسْمِك أبلى
هو دونَ الذي لجِسميَ أضنى

أنتَ أحييتَ أكبرَ[12] الحُزْنِ وَقْعاً[13]
ليَ مُذْ متَّ أصغرَ النَّاسِ سنَّا

فسواءٌ على[14] المقيمِ على قبـ
ـرِكَ يبكيكَ: عاشَ أو ماتَ حُزْنا

لم يكنْ يَعرفُ الأسى ليَ[15] إذْ[16] خُو
لِسْتَ قلباً، ولا البُكا ليَ جَفْنا

بنتَ بالصبرِ، فالنواظرُ ما تَعْـ
ـرِفُ إلَّا الدموعَ بَعْدك خِدْنا

فلسانٌ يثني[17] عليكَ، وأحشا
ءٌ بأيدي[18] الأسى على الحُزْنِ تُثْنى

♦♦♦

آه مِنْ حادثٍ أعادَ القوى وَهْـ
ـناً، وخطبٍ ردَّ الظهيرةَ دَجْنا[19]

ومصابٍ شقَّ القلوبَ على المَفْـ
ـقودِ حُزْناً، ما شقَّ جيباً[20] ورِدْنا

ألبسَ الصبحَ كالحوامل[21] للثكـ
ـلِ ثياباً[22] مِنْ شقةِ الليلِ دَكْنا[23]

يا فقيداً أثنى العويلُ عليهِ
مُذْ غدَتْ[24] ألسُنُ الفصاحةِ لُكْنا

زلتَ عنَّا، عليكَ منا[25] سلامُ اللهِ (م)[26]
ما ناحَ طائرٌ أو تَغنَّى

وسقى قبرَكَ الإلهُ رحيقَ[27] الـ
ـكوثرِ المَحْضَ، لا حَياءً ومُزْنا[28]

قد بكينا حَوْلاً عليكَ، ولو أغْـ
ـنى "لبيداً" بكاءُ حَوْلٍ لأغنى[29]

وقبلنا بكَ العزاءَ اضطراراً
وندِمنا على الذي ندَّ مِنّا

♦♦♦

خيرُ ما للفتى التصبُّرُ عند الـ
ـرزءِ إذْ بالصبرِ[30] الجميلِ أُمِرنا

ولعمري إنَّ الذي يَعْمُرُ الدنْـ
ـيا على حالتيهِ[31] يَعْمُرُ سجنا

نسِيَ[32] الخيرَ وهْوَ أوفى وأصفى
مِنْ جميعِ الأنامِ عقلاً وذهنا

فهو يَستحسنُ الإساءةَ فعلاً
ثم لا يُتبِعُ الإساءةَ حُسنا

أعربتْ عن مصيرِنا ألْسُنُ الحَتْـ
ـفِ[33]، وما تَعْرِفُ[34] الحوادثُ لَحْنا

وعلمنا بما نُلاقي[35]، ولكنْ
نَا انثنيا كأنَّنا ما عَلِمنا

يتمنَّى الأُمنيَّةَ المرءُ جَهْلاً
وهْوَ مِنها إلى المَنيَّة أدْنى

عملٌ سيئٌ، وعُمْرٌ قصيرٌ،
ورجاءٌ تَفْنى الحياةُ[36] ويَفْنى

♦♦♦

 


[1] وفيات الأعيان (5/5-9).

[2] وللديوان نسخة ثالثة في بغداد، لكنها ناقصة.

[3] في م: فضلال ماذا الذي أتمنى.

[4] في م: أعيش!

[5] في النسختين: التراب!

[6] في ظ: قبرا.

[7] في م: أو.

[8] جفن السيف: غمده.

[9] في ظ: وثناء.

[10] في م: غير.

[11] في النسختين: أو. ولعل الصواب ما أثبتُّ.

[12] في ظ: أكثر.

[13] لم تتضح الكلمة في ظ.

[14] في ظ: لدى.

[15] سقطتْ من ظ.

[16] في م: أو.

[17] في م: تثنى.

[18] في ظ: يدى.

[19] في ظ: وهنا.

[20] في م: جيب.

[21] في م: كالحواصل.

[22] في ظ: بيانا.

[23] كأنه يقصد: جعلَ المصابُ الصباحَ في نظرنا أسودَ بلونِ ثيابِ الثواكل.

[24] في م: مضى. وفي ظ: مضى غدت! ولعل الصواب ما أثبتُّ.

[25] في ظ: مني.

[26] أي البيت مدور، لكني لم أحب فصلَ حروفِ لفظ الجلالة.

[27] في ظ: معين.

[28] في ظ: لا الحيا والمُزنا. والحَياء: المطر. وقد يأتي ممدوداً.

[29] إشارة إلى قول لبيد بن ربيعة لابنتيه عند احتضاره:

إلى الحول ثم اسم السلامِ عليكما ♦♦♦ ومَنْ يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذرْ

[30] في ظ: اذا ما اصبر.

[31] في م: خالفيه.

[32] في م: يقصي!

[33] في ظ: الحيف.

[34] في ظ: يعرف.

[35] في ظ: يلاقي.

[36] في م: يفنى الحياةُ. وفي ظ: تفنى. ولعل الصواب ما أثبتُّ. وربما صح أن تقرأ: ورجاءٌ يُفني الحياةَ ويَفنى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- استفسار .
عبد الرحمن خلف داود - أردني مقيم في دبي 13-12-2016 08:26 AM

بوركتم -فضيلة الدكتور- .
لعلها في البيت ٣٨ :
( انثنينا ) ؟
عذرًا .

4- شكر، إشادة .
عبد الرحمن خلف داود - أردني مقيم في دبي 13-12-2016 08:21 AM

أحسنتَ، وأجملتَ - فضيلة الدكتور - .
اللهم ارحم والِدَيَّ، وأشياخي، وجميع موتى المسلمين .
يا أرحم الراحمين .
اللهم فرجَك القريبَ لأمة الحبيب - صلى الله عليه وسلم -.

3- دعاء
محمد باشا - المغرب 08-12-2016 06:52 PM

حفظكم الله

2- درة
د.محمد عيد المنصور - سورية 08-12-2016 06:51 PM

فعلا شعره لطيف.
سلمت يمناك دكتور على هذه الدرة.
ورحم الله تعالى (أحمدَكم).
وجعله خير شفيع وأنيس لكم.

1- تعليق
د.عمر العاني - البحرين 07-12-2016 07:31 PM

من الروائع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة