شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد

علامة باركود

إذا كان شعرا ما يقال

أ. محمود مفلح

تاريخ الإضافة: 24/11/2016 ميلادي - 23/2/1438 هجري

الزيارات: 9265

إذا كان شعراً ما يُقال

عقيمٌ هو الشِّعرُ الذي يتفلْسَفُ

وقائلُهُ رغْمَ الشعاراتِ أجوفُ

أصابعُنا في النارِ تُكوى وبعضُهُم

على جمرِها المشبوبِ راحَ يُهفْهِفُ

وأطفالُنا ضجَّتْ عَليْهِم جراحُهُم

ولا عينَ من أجلِ الطفولةِ تذرِفُ

يديرُ لهمْ ظَهراً ويزعُمُ أنَّهُ

يُدبِّجُ آياتِ الجمالِ ويرصُفُ

فلا همُّهُ هَمُّ الجياعِ إذا شكَوا

ولا حرفُهُ يحنو عليهم ويعطِفُ

يبعثرُ ألفاظاً مثيرٌ خَواؤُها

وخارجَ آذانِ الفصاحةِ يعزِفُ

ويُنْشِدُ إلا الشعرَ إنْ كانَ مُنشِداً

ويزعمُ أنَّ اللغزَ في الشعرِ موقفُ...

وتسمعُ أنَّاتٍ يُطيلُ أُوَارَها

وتنفخُ فيه الأحجياتُ وتعصِفُ

يقطِّعُ أوتارَ الكمانِ جميعَها

ويهربُ من كُحلِ النساءِ ويأنَفُ

على مثلِهِ آسى، فكيفَ أُقيمُهُ

وها هو في كل الميادين يزحفُ؟

ولسْتُ أرى إلاهُ حينَ يسوطُنا

برائعةٍ فوقَ المنابرِ يقصفُ

يعاتبُنا إنْ قيلَ لسْتَ بشاعرٍ

وينكِرُ أنَّا منه بالشعرِ أَعرفُ

يعتِّق أنماطاً من القولِ كلُّها

غثاءٌ وعن طقسِ الحداثةِ يهرِفُ

تَشرْنقَ حتَّى لا ترى الشمسُ وجهَهُ

وأوغلَ في السردابِ لا يتوقَّفُ

وإنْ قيلَ إنَّ الناسَ ملَّتْ سَماعَهُ

أجابَ بأنَّ الناسَ أدنى وأسخفُ

يَروغُ عن الفصحى ويأبى حِياضَها

ومن كل ِّكأسٍ مُرَّةٍ يترشَّفُ...

فإنَّ قرارَ الشعرِ حقلٌ ومِنجلٌ

وإنَّ جوابَ الشِّعرِ سيفٌ ومُصحَفُ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك