• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

الأديب

يوسف إسماعيل سليمان


تاريخ الإضافة: 9/6/2009 ميلادي - 16/6/1430 هجري

الزيارات: 6135

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأديبُ - عندي - هو الذي يَسبِيكَ برشاقة عِباراته، وجمالِ ألفاظِه، وسحْر بَيانِه، وعُذوبَة كلامِه، وجودة معانيه، دونَ إخلالٍ بسلامة مَبانيه.

هو الذي يُصوِّر لك المعنى لا كما تراه؛ بل بأجملَ مما يُمكنك أن تَراه أضعافًا مضاعفة، إن كان عنه راضيًا، أو كان له عاشقًا.

وهو الذي يَقدِرُ أن يُريَكَ إيَّاه كأقْبَحِ ما يُمكن لك أنْ تَتخيَّلَه، إنْ كانَ عليه ساخطًا، أو كانَ له كارهًا مبغضًا.

هو الذي تَقرأُ له فتُحسُّ لا أنَّك تقرأُ، وإنَّما تَشعرُ وتحسُّ كأنَّك تَطربُ وتفرحُ، إن كان يريدُك أن تفرحَ، وتحسُّ كأنك تستمتعُ وتتنعمُ كلَّما جوَّل بك في رياض عباراته، وأزاهير كلماته الملوَّنة، وبساتين معانيه المُجوَّدة، فأنتَ معه في سعادة روحية عميقة.

وهو الذي إن شاء أبكاكَ لا بالدموعِ، وإنما أبكاك بكاءَ من يَنتزِعُ من أحشائِك قطعةً قطعة، فتذرفُ الدمعَ لا لأنَّه مُنبئٌ عما تُحسُّه؛ ولكن لأنَّ الدمعَ قد يخففُ من آلامِ الرُّوح ما تُعالجُه.

هو الذي تَغدُو بين يديه كالمَسحُورِ بين يدي ساحرِه، أو كالمَفتُونِ بين يدي فاتنِه، أو كالمُريدِ بين يدي شيخِه.

الأديبُ هو الذي إنْ شاءَ سكَب في أذنيك ألحانًا بديعةً، وفي فِيكَ شهْدًا حُلوًا لَذيذًا، هو الذي يَجعلُ حواسَّك ترتعش دونما حَرَكة، ويَجْعلُك تَنتشي دون أن يغيب عقلك، وتَسعدُ وتنعمُ دونَ أن يضعَ في يديك فلسًا ولا قطميرًا.

وهو الذي إن رغب أراك النعيمَ شقاءً، والراحةً غبنًا، والمستحسنَ مُستقبحًا، والمَألوفَ مُستوحشًا، والغَنيَّ فقيرًا، والسعادةَ أوهامًا، والنَّهارَ خطرًا، والليلَ أمانًا، والسماءَ قريبةً، والنُّجومَ عجيبةً، والبياضَ أكلحَ وأشنعَ مِن السَّوادِ، والسَّوادَ أجملَ وأحلى من البياضِ، والبِدايةَ خيرًا من النهاية، والنهايةَ شرًّا لا يمكن احتماله.

هو الذي يُطربُك دونَ أن يعزِف أنغامًا، ويُشجيك دون أن يُؤذيَ لك أركانًا، يَمدُّ لك من الآمال ما كنتَ قد قطعتَ حبالَه، ويُرخي عليك سُدولَ الحُزن كأنهن جبال.

تأتيه وأنت تملكُ نفسَك، فلا تلبثُ أن تَهبَه عقلَك وقلبَك وروحَك، يُقلِّبها كيف يشاء من حالٍ إلى حال، فإن رغب أطربَها، وإن رغب أشجَاها، وإن رغب أحزنَها، وإن رغب أسعدَها، وإن رغب سمَا بها في مَدارجِ الأنَفَةِ والرفْعة، وإن رغب أخلدها في مَراتِعِ الدَّنيةِ والأَثَرَة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- الكلمات
محمد السيسي - مصر 09-06-2009 01:01 PM

عندما تتناغم مع قلمك تلمسه بيدك فتنتقل عبره المشاعر والأحاسيس لتلقي بنفسها في أحضان ورقتك في لحظة إبداع فريدة. هنا تسلم نفسك طواعية إن شئت أو مسلوباً لهذا الإبداع
كما أنه ليس بالغريب، أن يكتب الأديب عن الأديب
تحياتي كلمات جميلة لكاتب أجمل

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة