• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

أسلوب التعبير ومضمونه شيئان لا يستهان بهما

أسلوب التعبير ومضمونه شيئان لا يستهان بهما
د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري


تاريخ الإضافة: 18/9/2012 ميلادي - 2/11/1433 هجري

الزيارات: 21185

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسلوب التعبير ومضمونه

شيئان لا يستهان بهما


إن أسلوب التعبير -سواء بالكلمات أو بالرسم- له قدرة على النفاذ إلى القلوب، والأخذ بألبابها؛ وكما ورد في الحديث الشريف: ((إن من البيان لسحرًا))، أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

 

إن الحب إحساس رائع؛ دعوني أضرب مثلاً بحب الأم، كيف أستطيع أن أوصل شعوري بحب أمي؟

 

"أمي، أنا أحبك كثيرًا".

 

ربما ستقول لي: شكرًا يا ولدي.

 

أشعر بأن ذلك لا يعبر عن كل إحساسي؛ ماذا لوقلتُ لها: "كم أنتِ رائعة، يا أمي!"، ربما أحسن قليلاً، "أنت نبض قلبي، يا أمي"، أفضل قليلاً أيضًا، "يا حبيبة القلب، يا أمي، أنتِ أرق وأعذب وأحلى إنسان رأيتها في حياتي".

 

ربما هنا ستَعجِز أمي عن التعبير عن مشاعرها التي هيجتُها فيها، وستضمني إليها؛ ردًّا على كلماتي.

 

ربما هذا أفضل بكثير مما سبق من عبارات، وبالتأكيد هناك تعبيرات أفضل من كل هذا بدون شك.

 

إن توصيل الأحاسيس والمشاعر أو الأفكار للآخرين هو هدف يسعى إليه كلُّ الناس تقريبًا: السياسيون، والشعراء، والأدباء، والرسامون، والممثلون، والمفكرون، بكل مشاربهم، وغيرهم كثير؛ ولكن من منهم ينجح في مسعاه؟

 

إن مَن ينجح في مسعاه، هو مَن يستطيع أن يأسر القلوب بأسلوبه (و - أو) سمو مضمون حديثه؛ أقول: (و - أو)؛ لأن كلاًّ من الأسلوب والمضمون شيئان مختلفان، برغم تلازمهما.

 

فالأسلوب قد يكون ساحرًا، ولكنه السحر الحرام؛ لأن الأسلوب في حد ذاته -من منطلق إسلامي- ينبغي أن يصاحِبَه مضمونٌ سامٍ، وإلا فهو الخداع الذي لا بد أن يتم كشفه يومًا ما، وهنا يضيع مفعول سحر الكلمات أو غيرها من وسائل التعبير؛ ولذلك يكون اقتران الأسلوب الساحر بالمضمون السامي، هو الذي يأسر القلوب، ويستحق أن يسمَّى السحر الحلال، إن جاز التعبير، وهو ما يدوم عبر الأجيال لقوَّته.

 

وبِناء على كل ما سبق، أقول: لا ينبغي الاستهانة بقوة وأثر أساليب تمرير الأحاسيس والمشاعر والأفكار (بصرف النظر عن كون هذه الأحاسيس والمشاعر والأفكارِ إيجابيةً أو سلبية) في النفوس والقلوب؛ فلا يقال لما يمرر: هذا مجرد كلام، إن كان أسلوب توصيله قويًّا ومضمونه زائفًا؛ فهو وإن كان لا بد من كشف زيفه بعد فترة، يعمل عمله، ويشكل قوة هادمة ولو مؤقتًا، إن لم يكن على المدى الطويل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- شكر
ربا - Syrian 23-03-2015 09:14 PM

لقد استمتعت كثيراً بأسلوبك وأرجو ان أستفيد منك أخي الكريم

2- مصداقية التعبير من بلاغة الأسلوب
محمود السيد مسعود - جمهورية مصر العربيـــــة 18-09-2012 03:53 PM

شكراً دكتور مطيع السروري على هذا المقال وأقتبس من مقالكم " إن توصيل الأحاسيس والمشاعر أو الأفكار للآخرين هو هدف يسعى إليه كلُّ الناس تقريبًا: السياسيون، والشعراء، والأدباء، والرسامون، والممثلون، والمفكرون، بكل مشاربهم، وغيرهم ".
واحب ان أضيف شيئاً له علاقة بالإسلوب أو بالسحر الحلال وهو المصــداقية في التعبير ، وبالرجوع إلى المثال السابق قد تكون جملة ""كم أنتِ رائعة، يا أمي!" أحب إلى قلب الام من القول " "يا حبيبة القلب، يا أمي، أنتِ أرق وأعذب وأحلى إنسان رأيتها في حياتي" فلو ان الام تعرف أن إبنها لا يجيد تنسيق الكلام لشــكت أن ابنها اقتبس تلك الكلمات من رواية ، وأيضــاً لو أن الابن ليست لديه مصداقية قوية تحمل هذا التعبير لفهم من هذا التعبير أمر غير محمود كتهكم أو إظهار المبالغة أو العتاب مثلاً . فحتى الجمل البسيطة في سياقها وغير متكلفة ولا منمقة قد تكون أجمل في للمتلقي من تلك المنمقة ذات الزخارف لكنها بعيدة عن القلب والواقع .
والمصداقية في التعبير من الأساليب البسيطة التي تعطي دلالة عند الآخرين أكبر من هذا الســحر الحرام كما ذكر الكاتب .

1- السحر الحلال
يحي الطيب - اليمن 18-09-2012 01:53 PM

كم هو جميل هذا المصطلح الحديث (السحر الحلال)، فقد وفق كاتبنا في استخدامه كأداه تعبيرية لربط "الأسوب السحري" ب"المضمون السامي" حتى لا يبصبح مجرد خداع ومراوغة ان كان المضمون هابطاَ.

د/ مطيع السروري تميز باسلوبه الأخاذ في طرح الجديد والمفيد، فالرجل معروف بفكره الثاقب الموازن بين تهور التشدد والغلو والتطرف من ناحية وبين لغة التفسخ والانحلال من ناحية أخرى. فما أحوجنا لمثل هذا الكاتب في زمن قل فيه من يعرف المعنى الحقيقي للإبداع.

نشكر موقع الألوكة على اقنائه هذه الأقلام المعبرة عن (حضارة الكلمة).

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة