• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

أيها المؤلف، أنصفنا من نفسك!

أيها المؤلف، أنصفنا من نفسك!
أبو مالك العوضي


تاريخ الإضافة: 25/1/2012 ميلادي - 1/3/1433 هجري

الزيارات: 12557

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التأليفُ فنٌّ وصناعة، وهي صناعة تحتاج إلى علْم، وكذلك فلا تستغني صناعةُ التأليف عن شرط الحكمة عند المؤلف؛ كي يضع الكلام موضعَه؛ لأنه ليس كلُّ ما يُعرف يُقال، وليس كل ما يُقال يقال بطريقة صحيحة، وليس كل ما يُقال بطريقة صحيحة يُوجَّه التوجيهَ الصحيح.

 

وقديمًا كان التأليفُ قليلاً مع كثرة الاحتياج إليه، واليومَ التأليف كثير جدًّا مع قلة الاحتياج إليه!

 

وقديمًا كان المؤلف يَسْتقري مئاتِ المصنَّفات، ويُطالع هنا وهناك، ويُشافِهُ الرجال، ويطيل الأسفار؛ حتى يضَعَ مصنَّفًا واحدًا قد يستغرق من عمره عشراتِ السنين؛ لِيَبقى له ذُخرًا في الحياة، وأجْرًا بعد الممات، فيحمَده العلماء، ويستفيد منه الطلاب.

 

أمَّا اليومَ فلا أبالغ إنْ قلتُ: إنَّ بعض المؤلفين يكتب - إذ هو يكتب - مِن باب الصِّناعة، لا من باب الإفادة، فهي صناعة يَستفيد هو منها أجرًا، ويزداد بها شهرةً، دون أن يَكون عنده - في حقيقة الأمْر - مادَّةٌ تُمِدُّه بما يفيد به القُرَّاء، إلا الغُثَاء الذي يشمَئِزُّ منه العلماء، وإن كان الجهَلَةُ مِن العوامِّ قد يهلِّلون له طربًا.

 

وأنا أعجبُ جدًّا إذْ أجِدُ بعضَ المؤلفين يضَعُ مِن المؤلَّفات أكثرَ مِن الكتب التي قرأها!

 

وأَذْكر أني قرأْتُ لبعض المعاصرين مِن الغَرْب أنَّ تأليفَ كتاب يحتاج إلى قراءة خَمْسِمائة كتاب، أو إلى جَرْدِ نِصْفِ مكتبة!

 

فيا أيُّها الكاتب، أنصِفْنا مِن نفسك!

 

إن كنْتَ تريدنا أن نقرأ لك، فاقرأ أنت أوَّلاً للعلماء، أمْ تظن أنَّ الحياة قد قُسمتْ بيننا؛ فلَكَ التأليفُ، ولنا القراءة؟!

 

أنصِفْنا مِن نفْسِك، ودَعْ عنك التطفيفَ؛ فإنَّ القراءة مِن لوازم التأليف!

 

هل تريد أن يقرأ لك ألوفُ القراء؟ إذًا فلا بد أولاً أن تقرأ ألوفَ الكتب، أمْ تظن أن المشتري يشتري كُتبَك فقط دون كتب غيرك؟

 

القراءة عندنا صارت أداةً للتأليف وفقط، أداةً لكتابة البحوث وفقط، أداةً لوضع الرسائل العلمية، والحصول على الماجستير والدكتوراه وفقط؛ فمعظم مَن تراهم مِن حولك من المؤلفين والكتَّاب إنما يقرؤون لأحد هذه الأهداف فقط!

 

أما مَن يقرأ ليتعلَّم ويعلِّم، من يقرأ ليتثقَّف ويثقِّف، من يقرأ ليزداد حكمةً ويقينًا، من يقرأ ليتقرب إلى الله - عزَّ وجلَّ - من يقرأ ليزيلَ عن نفسِه الإشكالاتِ، مَن يقرأ ليصير عالِمًا، فكل هذا لا يكاد يوجد، ولا تراه بعينك إلا نادرًا، فقد صار هؤلاء تحت التراب، أو في طَيَّات كتاب!

 

فنحن بحاجةٍ حقيقيَّةٍ إلى تحفيز الناس للقراءة، نحتاج إلى تشويق طلبة العلم إلى إدمان المطالعة، نحتاج إلى بَذْل المزيد مِن الجهد في الحثِّ على اقتناء الكتب والاستفادة منها، نحتاج إلى مزيدِ بيانٍ لفوائدِ الكتاب، وتَكرار كلام الجاحظ وما شابهه في ذلك:

• الكتاب وِعاءٌ مُلِئَ عِلْمًا، وظَرْف حُشي ظَرفًا... إلخ.

• وَخَيْرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ... إلخ.

• مِلْتُ لِلكُتبِ وَوَدَّعتُ الصِّحابَا... إلخ.

• أَخِلاَّءُ مَأْمُونُونَ رَأْيًا وَمَذْهَبَا... إلخ.

• لَمَحْبَرَةٌ تُجَالِسُنِي نَهَارِي... إلخ.

• في كل كتاب تقرؤه لذةٌ جديدة... إلخ.

• الكتبُ أصداف الحِكَم... إلخ.

• هي إنْ خلوتُ لذَّتي، وإن اهتممتُ سلوتي... إلخ.

 

وأخيرًا: أنصح بقراءة كتاب "المشوِّق إلى القراءة وطلب العلم"، للشيخ علي العمران.

 

والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- وهل..
عيسى 25-12-2013 11:28 AM

هل أنت متيقن أن المؤلف الذي لديه عشرات الكتب لم يقرأ ضعف ما كتب؟
الفكرة صيد والكتابة قيد, ربما الأفكار التي كتبوها لو أنهم أخروها لفقدت قيمتها!
..
لذلك لا أرى لوم على الكاتب حتى وإن كان ما يكتبه أقل من غيره, فالهدف إيصال الفكرة التي قد تنقذ قارئها وتساهم في تغييره, لكن ما يفترض الإشارة إليه هو أن يبتعد الكاتب عن سفاسف المواضيع ومواضع الإنحطاط حتى لا يكون شعلة للفساد والإفساد.
تحياتي

5- كانوا يبحثون عما يقرأ..ونحن اليوم نهرب من كثرة ما يقرأ !!..
الوميض 19-05-2012 09:03 PM

فعلا..الكتابة أضحت صناعة!!

قرأت قبل مدة للدكتور عبد الكريم بكار نقله عن أحد الباحثين قوله:
أن في فرنسا وحدها نحوا من مئة ورشة تتيح للراغبين في الإنتاج الثقافي تعلُّم الدخول إلى عالم الكتَّاب والكتابة..

ومع ذلك فليت من يكتب عندنا يدخل بعض تلك الورش..فبعض الشر أهون من بعض..

4- شهادة أعتز بها
أبو مالك العوضي - السعودية 12-05-2012 03:29 AM

هذه شهادة أعتز بها يا أستاذنا الكريم، ويكفيني أن يكون ما فيها إحسان ظن منكم، وتشجيعا لأخيكم الصغير.

وأما ما يحملني على تقصير المقالات فسببان:
- الأول: أن أكثر الناس يضيقون ذرعا بطولها مهما كانت جودتها، وقد قيل إن 70% من القراء يتركون المقالات بعد 3 أسطر فقط منها !.
- الثاني: أني لا أرى نفسي في المكان الذي يستحق أن يُقرأ له، لذلك أختصر وأقتصر قدر الإمكان إعانة للقارئ على حفظ وقته للأهم من كلام أهل العلم.

ويسعدني أن أتشرف بلقائكم، وقد عرفتكم من قبل في كتاباتكم الدقيقة وبحوثكم المفصلة في الإملاء وغيره.

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وجزاكم الله خيرا.

3- تحية وشكر وتقدير وإعجاب وموافقة
د. يحيى مير علم - الكويت 11-05-2012 10:51 AM

يسعدني أن أسجل شكري وتقديري وإعجابي بكل ماخطّه ويخطّه الأستاذ العالِم اللغوي الموسوعي أبو مالك العوضي. وأعتقد أن جميع ما أورده في هذه المشاركة صحيح ودقيق ومعجب، أوفى فيه على الغاية، وترجم عمّا يعتقده أهل العلم وطلبته، وأشفى صدورهم بالكشف عمّا يعتلج فيها، ممّا قد لا يمكنهم التصريح به لدواعي المجاملة أو الشهرة أو الوظيفة أو المنصب. ويؤسفني أن أقول: إن هذا الداء العُضال فاشٍ في كثير من حملة الشهادات العُليا ممّن تخرجوا في جامعات أو في دكاكين تبيع تلك الوثائق الموسومة بالشهادات. وددت في كلّ مرة قرأت فيها للأستاذ الشيخ أبي مالك العوضي أن يطول مقاله أكثر، لما فيه من بيان عالٍ، وعلم واسع، وخبرة مديدة، وحكمة بالغة، ورأي سديد، وحرص على نشر العلم والفوائد، مع تواضع جمّ، يندر مثله. أقول هذا بناءً على ما قرأت له، ولا أزكّي على الله أحداً. وإن تعجب فالأستاذ، على كبير شهرته، لم أتشرّف بمعرفة شخصه، ولم أحظَ بلقائه، مع رجائي ذلك. وفقه الله، وبارك في علمه ووقته، وأجزل مثوبته. والله أعلم.

2- ثناء
عبدالماج دمحمد حسن الكانمي - تشاد 25-02-2012 03:09 PM

والله يا أبامالك لقد صدقت فيما فإن أمة إقرأ لا تقرأ أو تقرأ لكي يكتب بحثه، فلقد أجدت وأفدت ونصحت فأسمعت، وأشرت فأوضحت، فجزاك الله كل خير ، وأعلى صيتك ، فإني من المعجبين جدا بمقالاتك فإلى الإمام وشكرا

1- انتهى سريعًا
مروة 29-01-2012 12:32 PM

استمتعت كثيرًا بتلك الأسطر النيّرة, لكنها سرعان ما انتهتْ!
حبذا لو تتحفنا في مقال جديد بسبل تحفيز الناس للقراءة وكيفية إدمانها, وشكر الله لك شيخنا المفضال.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة