• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

لماذا نكتب؟

هشام محمد سعيد قربان


تاريخ الإضافة: 29/5/2011 ميلادي - 25/6/1432 هجري

الزيارات: 11331

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا نكتب؟

هذا سؤال محيِّر تتردَّد أصداؤه بين الفَيْنة والأخرى بين حنايا ضلوعنا، تساؤل يقاطع الصمْتَ ويُباغت الظلام، ويلاحقنا باحثًا عن إجابة مُقنعة.

 

لماذا نكتب؟

هل تعتبر الكتابة واجبًا إنسانيًّا أو مهمة اجتماعيَّة؟ هل يصحُّ ادعاؤنا بأنَّ الكتابة بوْح لآلام الرُّوح وإفصاح عن بعض مُعاناتها؟ هل نكتب لنشعلَ بكلماتنا ومشاعرنا شموعَ الأمل في ليل أُمَّتنا الطويل؟ هل نحاول  - حين نحلِّق بعيدًا بصورنا وأخيلتها واستعاراتها - الإفلات من  سجن الجسد؟  هل نكتب رغبة في الخلود؟  هل نتخيَّل كلماتنا سيفًا مسلولاً في معركة أو رمحًا يسابق الرِّيح أو سهمًا يودِّع كبدَ القوس راحلاً إلى هدفه؟

 

• نكتب أحيانًا تألُّمًا وشكوى مما يثور في أعماق وِجداننا، وفي أحيان أخرى نكتب نيابة عمَّن لا قلمَ له ولا صوت،  نكتب أحيانا للتنفيس وإراحة لضمائرنا المثقلة والمتعَبة، نكتب اعترافًا ببشريَّتنا وضَعفنا وزَلاتنا، وأملاً في الغُفران والتوبة.

 

• نكتب لنُحادث غيرنا مُدَّعين القدرة على قراءة أفكارهم، ونحاول عبثًا التعاطُف معهم، والإحساس ببعض همومهم.

 

• نكتب لنؤثِّر ونتأثِّر، نكتب إعلانًا لعِصياننا وتمرُّدنا على تلك القيود والسلاسل، نكتب تظلُّمًا؛ لنُريَ العالم أثَر القيد الضيِّق على أرواحنا الكبيرة، نكتب لنرتاح من الألم مرة واحدة، ولعلَّنا نكتب مرَّات كثيرة؛ رغبة في المزيد من الألم المُلْهم، نكتب عزاءً لذَواتنا، وتصبيرًا لكلِّ مَن يبحث عن برد العَزاء وراحة السلوى عن كل محبوب ومفقود.

 

• نكتب لأننا أنانيون نحبُّ ذَواتنا المتضخِّمة كثيرًا، ونعلن هذا الحبَّ على الملأ بلا خوف ولا خجلٍ، نكتب إقرارًا بجهْلنا، ولنبحثَ عن قبَس هداية ونارٍ دافئة تُعيد للذكرى حبَّ الأم اللامتناهي، ودِفء حُضنها وأمنه،  مثلنا حين نكتب كطفل يقف على أصابع قَدَميه، ويشد قامته؛ لكي يقنع ابن الجيران بأنه أكبر وأفهمُ، وأحيانًا نحاول ببعض كلماتنا الهروبَ من ملاحقة الزمن ودولاب العُمر، فنخلع سرًّا ثيابَ الكبار، ونَمسح من صورنا وقارَهم المصطنَع، وسَمتهم المتكلف، ونَركض خلف فراشة الحقل، ونضحك بلا سببٍ ضحكات لَم يكدر صفوها التفكير بالغدِ وهموم عالَم الكبار الكئيب.

 

• نكتب لنستعيد بعض إحساسنا وشعورنا، ونحرِّر دمعات حارة حبستْها بلادة الطبع، وغلاظة الرُّوح، نكتب لنغازل الفرح ونُراقص الأمل، نكتب توجُّعًا للأندلس المفقود، وحِدادًا على سقوط بغداد مرة بعد مرَّة، ونرفع بكلماتنا عَلَمَ الجهاد؛ لندفع به ذُلاًّ لا يليق بنا، ونطلب تحريرَ البلاد وفتْح القلوب.

 

كتاباتنا رُؤًى سعيدة نهرب على أجنحتها من مرارة الحاضر إلى وعد الله الحقِّ، نكتب بحثًا عن الأمن والسلام، نكتب ولا بد أن نكتب، فكلماتنا صرخات مخنوقة تؤلِمنا وتُعَذِّبنا، ولا تهدأ ولا تستقر حتى تُسمَع، نكتب هربًا من الوحدة القاتلة إلى صُحبة القلم المؤنِس الذي يسافر بنا إلى بلاد بعيدة، كلُّ شيء فيها جديدٌ ومثير، ولَم نَعهده من قبلُ، نهرب على صَهْوته من صمْت الذات إلى حفل صاخبٍ، وأحاديث مطولَّة مع صديق قديم، لَم نَرَه منذ زمنٍ بعيد.

 

• نكتب لأننا سَئِمنا الكلام الذي سَرعان ما يتبخَّر في الهواء، نكتب لأننا عُقلاء ملُّوا من عقولهم، واشتهوا بعض شطحات الجنون، واختراق أسوار المستحيل، نكتب لأننا نعشق الزهور ونخاف عليها من الذبول، فنحاول عبثًا وصْفَ خدودها الخَجْلَى، وعيونها النَّعْسى، وأنفاسها العاشقة.

 

• نكتب لأننا نحب أن نكتب، وحينما نشتاق نُعانق القلم بلا استئذان، ونُراقصه بلا خجلٍ، وحينما يصمت القلم وتجدب سَماؤه، نحسُّ بالشقاء وتتلاعب بنا أوهام الضياع، نحاول الكتابة رغم صدود القلم وجَفوة الحبر وصَمم الورق، نتحدى المستحيل لنكتبَ؛ لأن خلف القلم نسْرًا مضطربًا في أسْرِه، وبُركان يتململ من هدئه، ويَتوق لانفجار حِمَمه الحمراء والأرجوانية؛ لتحرقَ الغابة الشائخة الهزيلة، وتهدي رمادها قُربانًا لغدٍ أفضل وغابةٍ أجمل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- لأنك صُنع الله
كريم - الجزائر 10-03-2014 02:47 PM

لماذا نكتب؟
لأنك أيها القلم تظاوعنا حتى و أيدينا ترتعش خوفا أو ألما أو وهنا..كما الأفكار تأتي و تضطرب، لا ترفض لنا طلبا...ربما سخاؤك الناعم أيها القلم...ربما صمتك الأسر كأنه غمامة من الأسرار.
ربما ولدنا لنحبك، و نركن إلى أحاجيك و أسمارك..
ربما لأنك لغز حيرنا و نحن صغار ما زلنا إلى اليوم نشد الرحال إلى أبوابك...
لأنك تمنحنا الحرية و الكرامة..
لأنك لا تتناقض مع ذاتك..
لأنك تكتب الآن أسراري و أخباري..
لأنك تكتم أعواري و أضراري...
لأنك صنع الله...أكبرت آياتك.
و خيل إلي أن القلم يجيب قائلا:
أتسألني و بي كتب السؤال* عجبتَ و خانك اليوم المقال
أنا القلم الذي في الدهر ذكري* صناعة كامل هذا الكمال
ألست ترى إلى مثلي و صنعي* بآي قد خلدن له انشغال
و عظمني نبي الله باسمي* و أكرمني بأني لا أطال
فليسن ذمتي عرضا مباحا* و لا ليست دواتي تستطال

1- لماذا نكتب
بوبكر - الجزائر شرق 29-05-2011 11:56 AM

تحياتي
....مقال ممتاز وميز أشكرك سيدي الفاضل ....نكتب لننسى ألمنا ربما ليضيع وقتنا في أحلام وردية وربما هروبا من الواقع المزري واقع الأمة العربية التي تعيش في القرون الوسطى ...أمة غرقت في أوحال الرداءة والردة عندما تخلت عن منهاجربنا وسنة المصطفى -صلىالله عليه وسلم- ...نكتب لنكذب ولو قليلا على أنفسنا ونوهمها أننا كتاب من الدرجة الأولى وأننا على علم مايجري فوق البسيطة والمعمورة ....نكتب للنغمس في الأحلام الجميلة وننسى الواقع واققعنا المؤلم الحزين واقع شعوب تموت لأنها أرادت الحرية والعدل ....نكتب لأننا نحب الكتابة ونحب أنيتواصل معنا الأخر لنجد السلوى منه ...نكتب ونكتب ونضل نكتب لعل نجد من يرشدنا إلى الهداية والخير والصلاح.....أبوبكر الجزائر شرقا تحياتي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة