• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

أثر أبي علي الفارسي في الإعراب (تأثر أبي البقاء العكبري به خاصة في إعراب القرآن)

تأثر أبي البقاء العكبري بأبي علي الفارسي
د. رضا جمال عبدالمجيد


تاريخ الإضافة: 7/3/2016 ميلادي - 27/5/1437 هجري

الزيارات: 24038

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثر أبي علي الفارسي في الإعراب

(تأثر أبي البقاء العكبري به خاصة في إعراب القرآن)[*]

أثر الإمام أبي علي الفارسي في الخالفين من بعده (4)

 

العكبري هو محب الدين أبو البقاء عبدالله بن الحسين بن عبدالله، توفي سنة 616هـ[1] أخذ عن السلمي الذي أخذ عن الجواليقي[2]، والجواليقي روى "الإيضاح" عن التبريزي[3]، ثم كان للعكبري شرح الإيضاح وتكملته[4]، و"شرح اللمع" لابن جني [5].

 

ذلك مبلغ العلم بالنسب العلمي الذي رَبَط بين العكبري وأبي علي، ولكن بالمقابلة بين إعراب أبي علي لبعض آي القرآن، وإعراب العكبري، وُجِد أن الصلة قوية بين الرجلين، وأن أثر أبي علي واضح فيما تناول العكبري معربًا لآي القرآن، وإليك البيان:

أولاً: جاء في البغداديات ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [النساء: 46] ما متعلق الجار والمجرور[6].

 

قال أبو علي: "في متعلق الجار والمجرور ما نصه، يجوز عندي أن يكون متعلقًا بنصير كأنه، وكفى بالله نصيرًا من الذين هادوا، بدلالة قوله – تعالى -: ﴿ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا ﴾ [غافر: 29].

 

ويستنتج من عبارة أبي علي يجوز عندي: أنَّ هذا الإعراب مسند إليه، وهو الذي قال به أولاً، ثم في ذلك الإعراب استشهاد بالقرآن، واستعانة به على التوجيه الإعرابي: وتلك سمة من سمات أبي علي.

 

فماذا قال العكبري؟ أورد أوجهًا ثلاثة لمتعلق الجار والمجرور[7]، وجاء في الوجه الثاني ما نصه: "أنَّ "من الذين" متعلق بنصير، فهو في موضع نصب به كما قال ﴿ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ ﴾ [غافر: 29]؛ أي: يمنعنا[8].

 

والمقابلة بين هذين النصين تَهدي إلى أنَّ العكبري لخَّص كلام أبي علي تلخيصًا جامعًا غير مخل، بعد به عن الأسلوب المنطقي الذي يبدو عند أبي علي.

 

وقد جاء في "المغني" لابن هشام ما يقطع بأنَّ هذا التوجيه الإعرابي إنما هو لأبي علي حسبُ:

قال ابن هشام: "وقد تقع حيث مفعولاً به، وفاقًا للفارسي، وحمل عليه ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ ﴾[9])فهذا صريحٌ في نسبة هذا التوجيه إلى أبي علي، وقد أسند أبو حيان توجيه الفارسي إلى الحوفي[10] وهو خطأ؛ لأنَّ أبا علي أسبق من الحوفي، إذ تُوفي الأخير سنة430هـ[11].

 

ولأنَّ أبا علي يحتفل في كتاب "الحجة" بإعراب المشكل من آي كتاب الله، عد بذلك منبعًا لأولئك الذين ألْقوا كتب إعراب القرآن، ولأولئك المفسرين الذين منحوا فضل اهتمام بإعراب القرآن، أمثال أبي حيان في كتابه "البحر المحيط"، وسأضرب مثلا لإعراب أبي علي لآية من آي القرآن ثم أدلل كيف توزعها المعربون من بعده والمفسرون.

 

قال أبو علي: ومما جاء غير فيه صفة قوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ﴾ [النساء: 95]، فمن رَفَع "غير" كان وصفًا للقاعدين، والقاعدون غير مقصود قصدهم، كما كان قوله - عزَّ وجلَّ - الذين أنعمت عليهم كذلك، والتقدير لا يستوي القاعدون من المؤمنين الأصحاء والمجاهدون.

 

ومَن نصبه كان استثناء من القاعدين، وإن شئت كان من المؤمنين؛ لأنَّ غير واقع بعد الاسمين الموصولين، ولو وقع متقدمًا على المؤمنين لم يكن استثناؤه إلا من القاعدين؛ لأنَّ العامل في المستثنى ما في الصلة فلا يجوز أن يتقدم على الموصول.

 

ومن جرَّ "غير" كان وصفًا للمؤمنين، والتقدير: لا يستوي القاعدون من المؤمنين الأصحاء[12].

 

وقال العكبري: "غير أولي الضرر" بالرفْع على أنه صفة للقاعدين؛ لأنَّه لم يقصد به قوم بأعيانهم، وقيل هو بدل من القاعدين.

 

ويقرأ بالنصب على الاستثناء من القاعدين أو من المؤمنين - أو حالاً.

 

وبالجر على الصفة للمؤمنين[13].

 

وقال الزمخشري: "غير أولي الضرر" بالرفع صفة لـ"القاعدون"، والنصب استنثاء منهم، أو حال، والجر صفة للمؤمنين[14].

 

وقال أبو حيان: فأما قراءة الرفع فوجَّهها الأكثرون على الصفة، وهو يقول سيبويه كذا ذكره أبو علي[15].

 

وانظر تفسير أبي السعود[16].

 

وقال ابن هشام، وقال – تعالى -: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ﴾ [النساء: 95]، ووجه قراءة الرفع بأنه صفة لـ"القاعدون"؛ لأنهم جنس[17].

 

وقد يكون ذلك التوجيه الإعرابي من هؤلاء غير مقطوع بأنهم نظروا فيه إلى الشيخ أبي علي، لاحتمال أن يدرك ذلك التوجيه من له صفة بالصناعة النحوية، وفقه المعنى الذي يتوقَّف عليه الإعراب، ولكن ورود عبارة "لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم" عند العكبري، وهي نفسها التي ذكرها أبو علي: "والقاعدون غير مقصود قصدهم"، والنص من أبي حيان على أبي علي، وقول ابن هشام - مفسرًا قول الفارسي والقاعدون غير مقصود قصدهم - "لأنهم جنس"، كل ذلك يُرجِّح أن يكون ذلك التوجيه معتمدًا فيه على أبي علي.

 

وصلَّى الله وسلَّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحْبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.



[*] استفدت في هذا المبحث من رسالة الدكتور عبدالفتاح إسماعيل شلبي "أبو علي الفارسي – حياته – ومكانته بين أئمة التفسير والعربية – وآثاره في القراءات والنحو"، المبحث السابع، حيث نقلت كلامه ببعض الاختصار والتصرف، وتبعته في ذكر المراجع والمصادر التي نقل منها من غير رجوع إليها..

[1] "بغية الوعاة" ص341.

[2] "فهرس المخطوطات المصورة" ص379.

[3] مخطوطة رقم 207 نحو فهرست دار الكتب ص124.

[4] "بغية الوعاة" ص281.

[5] لوحة 49.

[6] يلاحظ أن أباغي أورد أوجها أخرى، ولكني استشهدت بالوجه الذي يثبت تأثر العكبري به.

[7] "إعراب القرآن" للعكبري 1/ 103.

[8] "مغني اللبيب" 1/ 114.

[9] انظر: "المحيط" 4/ 216.

[10] انظر: "المحيط" 4/ 216.

[11] انظر: "بغية الوعاة" ص325.

[12] "الحجة" 1/ 108 نسخة مراد ملا.

[13] "إعراب القرآن" 1/ 108.

[14] "الكشاف" 1/ 291.

[15] "البحر المحيط" 3/ 330.

[16] 1/ 570.

[17] "المغني" 1/ 134.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة