• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

أثر أبي علي الفارسي في فروع النحو (تأثر ابن الشجري به في أماليه)

تأثر ابن الشجري في "أماليه" بأبي علي الفارسي
د. رضا جمال عبدالمجيد


تاريخ الإضافة: 29/2/2016 ميلادي - 20/5/1437 هجري

الزيارات: 8349

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثر أبي علي الفارسي في فروع النحو (تأثر ابن الشجري به في أماليه) [*]

أثر الإمام أبي علي الفارسي في الخالفين من بعده (2)

 

وقد اشتهر بـ"أماليه" في النحو واللغة والأدب، وتأثره واضح بأبي علي في هذه "الأمالي" التي أملاها في سنة أربع وعشرين وخمسمائة هجرية[1]، وفيها يحتفل بأبي علي، فيعدُّه من النحاة المحقِّقين[2] والأئمة المتقدمين[3].

 

فتراه يحكم على الكسرة في غلامي ونحوه بأنها حركة بناء، ويقول: "إن كل حركة لم تحدث مِن عامل حركةُ بناء، كما حَكَم أبو علي في الباب الثاني من الجزء الثاني من كتاب "الإيضاح" بأن حركة التقاء الساكنين حركة بناء، وذلك في قوله: "وحركات البناء التي تتعاقب على أواخر هذه البنية نحو حركة التقاء الساكنين في أردد القوم"[4].

 

ثم نراه ينقل أقوال أبي علي مستشهدًا بها معتدًا، حيث يقول: قال أبو علي: "أرواح مودع، كقولهم: "ليل نائم"، ولو أنشد مودَّع جاز، وكان التقدير مودع فيه، كما حذف من قوله: "كبير أنلس في بجاد مزمل - أي مزمل فيه -"[5].

 

ويدل كتاب "الأمالي" لابن الشجري على أنه اطلع على كتب الفارسي اطلاعَ واعٍ متفهم، فهو يطلع على كتاب "الإيضاح"[6]، وعلى شروحه المختلفة[7].

 

كما يطلع على تكملة "الإيضاح"[8]، وعلى كتاب "العوامل"[9]، وكتاب "التذكرة"[10]، ويطلع على "الشيرازيات"[11] كما يتَّصل بكتابه "الحجة"[12]، وينقل منها كثيرًا في "أماليه"[13]، ثم هو يجيل الطرف في كتبه بعامة[14].

 

ويبدو تأثره بأبي علي - كذلك - في طريقة تناوله لشرح الألفاظ اللغوية، والاستدلال على معانيها بالقرآن الكريم، والشعر العربي القديم:

قال في شرح ألفاظ البيت:

جزى الله عني والجزاء بكفه  ♦♦♦ عمارة عبس نضرة وسلاما

 

النضرة: الحسن، ونضر الله وجهك حسنه، ومنه "وجوه يومئذ ناضرة"، ولقاهم نضرة وسرورا، والسلام: التحية، والسلام: السلامة، والسلام: الله جلت عظمته، ومن السلامة قول الشاعر:

تحيي بالسلامة أمَّ بَكْر  ♦♦♦ وهل لي بعد قومي من سلام؟

 

ومن السلامة أيضًا قول الله - جل ثناؤه -: ﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [الأنعام: 127]، وسمى الله الجنة دار السلام لسلامة أهلها من الآفات، والفقر، والمرض، والموت، والأحزان"[15].

 

وكان من مظاهر تأثر ابن الشجري بأبي في المتن اللغوي[16] - أيضًا - أنه يستعين بأقواله: جاء في شرح البيت:

متى ما تلقني خلوين ترجف  ♦♦♦ روانف إليتيك وتستطارا

 

وأما الآلية، فقال أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي (رحمه الله) قد جاء من المؤنث بالياء حرفان لم يلحق في تثنيتهما التاء، وذلك قولهم: خصيان وإليان "فإذا أفردوا قالوا: "خصية وإلية"، وأنشد أبو زيد:

ترتج إلْياه ارتجاج الوطب[17]

وقبله: كأنما عطية بن كعب ♦♦♦ ظعينة واقفة في ركب

 

وأنشد سيبويه: [18]

كأن خصييه من التدلدل ♦♦♦ ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل()

 

ثم هو يسلك مسلكَ الفارسي في التعليل بالمنطق، والتدليل بالقياس ويبدو ذلك إذ يقول في "شرح الآلي" من قول الرضي:

قد كان جدك عصمة العرب الأُلَى ♦♦♦ فاليوم أنت لهم من الإعدام

 

وهو يسلك مسلك أبي علي في التزامه الأمانة العلمية، ويبدو ذلك في قوله: وقد مرَّ في كلام لأبي علي ذهب عني مكانه يتضمن تجويز رفْع مرتوي بارتوى[19]، وأنا منذ زمان أجيل فكري وطرفي في تعرُّض المكان[20] الذي سنح لي فيه كلامه، فلا أقف عليه[21].

 

ومن أمثلة هذه الأمانة ما ذكره بعد نقله عن أبي علي روايته أوجه الإعراب في المستخف من بيت الأخطل:

إن العرارة والنبوح لدارم ♦♦♦ والمستخف أخوهم الأثقالا

 

إذ يقول ابن الشجري: هذا جميع ما ذكره في البيت في الجزء الذي وقع إليَّ، ولعلَّه قد استوفى القول فيه موضع آخر[22].

 

كما يتأثر بأبي علي في تفسير القرآن بالقرآن، وذلك[23] ما ورد في المجلس السادس والسبعين عن الكلام في قول الله - عزَّ وجلَّ - ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ﴾ [الشرح: 1 - 2]، يتوجه في قوله لك سؤال: فيقال: لو قيل؛ "ألم نشرح لك صدرك" كان الكلام مكتفيًا، ومثله: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4]، فلأيِّ معنى ذكر "لك"؟

من أجله في نحو قولك فعلت ذاك لإكرامك، فإن حذفتها قلت "فعلته إكرامك" كما قال:

متى تفخر ببيتك في مَعَدٍّ ♦♦♦ تقل تصديقك العلماء جير

 

الأصل لتصديقك، فلمَّا حذف اللام نصب، فإن حذفت المصدر رددت اللام، فقلت "فعلت ذاك لك"، ومثله "جئت لمحبة زيد"، و"محبة زيد"، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:

وقمير بدأ ابن خمس وعشر ♦♦♦ ين له قالت الفتاتان: "قوما"

 

أراد لأجله قالت الفتاتان قومَا.

 

وإذا عرفت هذا المعنى: ألم نشرح لهداك صدرك كما قال – تعالى -: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [الأنعام: 125]، فلما حذف المصدر وَجَب إثبات اللام [24].



[*] استفدت في هذا المبحث من رسالة الدكتور عبدالفتاح إسماعيل شلبي "أبو علي الفارسي – حياته – ومكانته بين أئمة التفسير والعربية – وآثاره في القراءات والنحو"، المبحث السابع، حيث نقلت كلامه ببعض الاختصار والتصرف، وتبعته في ذكر المراجع والمصادر التي نقل منها من غير رجوع إليها..

[1] انظر 1 /47 من "أمالي الشجري".

[2] 1 /143.

[3] 2 /352، 366، 2 /129.

[4] "أمالي ابن الشجري" 1 /4، وانظر: 2 /216.

[5] 1 /90 وانظر في ذلك 1 /113؛ 124؛ 146؛ 150؛ 152؛ 153؛ 156؛ 158؛ 160؛ 162 وما بعدها 2 /222 وما بعدها، ص235.

[6] انظر مثلا: 1 /4؛ 317؛ 325، 343؛ 1 /336؛ 349.

[7] 1 /317.

[8] 2 /40.

[9] 1 /150.

[10] 1 /152.

[11] 2 /327.

[12] 2 /206؛ 320.

[13] انظر مثلا 1 /264.

[14] 1 /185.

[15] 1 /17 وقد عقد فصلا للمتن اللغوي عند الفارسي فليراجع.

[16] انظر: 1 /76، 184 مثلا.

[17] نوادر أبي زيد ص130، الرطب: سقاء اللبن... والثدي العظيم.

[18] "أمالي ابن الشجري" 1 /20؛ والبيت ورد في "الكتاب" 2 /177، 202، انظر سيبويه "إمام النحاة" ص322.

[19] 1 /44.

[20] في قول الشاعر:

فليت كفافا كان خيرك كله ♦♦♦ وشرك عني ما ارتوى الماء مرتوي

[21] بين الموضع عند الكلام على هذا البيت في مكان آخر فذكر أنه مر به في "التذكرة" 1 /298.

[22] خصصت فصلا تحدثت فيه من أمثلة أبي علي ومظاهرها فليرجع إليه.

[23] وفي هذا النص التدليل بالقياس أيضًا.

[24] "المجلس السادس والسبعون" 2 /323.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة