• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

المشاعر والمجتمع الآلي

محمد فايع عسيري


تاريخ الإضافة: 21/10/2015 ميلادي - 8/1/1437 هجري

الزيارات: 5470

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المشاعر والمجتمع الآلي


غير خفيٍّ عن الأعين والأبصار ما نُشاهده من ثورة مواقع الاتِّصال الاجتماعي والعمَلي على شبكة الإنترنت، هذه الثورة غيَّرت طبيعة حياتنا الحقيقيَّة، وأيضًا شكَّلت لنا مُجتمعًا أو ثقافة جديدة بوجه أو آخر، وهنا رصْد لملامح قد تزيد وقد تنقص مِن متابع لا أقل ولا أكثر، ولعلَّ علم الاجتماع الآلي أو مَن له شأن بهذا الخصوص، يكون أكثر تحليلاً وعمقًا.

 

الوجه الأول مِن أوجه هذا المجتمع الجديد وتشكُّلاته هو الوجه اللُّغوي، ندب كثير من حماة اللغة والحريصين على ثبات قواعد اللغة في إملائها ونحوها وصرفها واستخداماتها في المواقع الاجتِماعية، ندَبوا أنفسهم لحماية هذه اللغة من الفساد والإفساد، وهو في ظني حق مشروع ومهمٌّ، وأقلُّ واجب يُمكن تقديمه لأحد مكوِّنات الهُويَّة، إلا أنَّ هذا التحرُّك ربما أغفل جانبًا مهمًّا من جوانب اللغة، ألا وهو مرونة اللغة أو اصطلاحيتُها، في هذه المجتمعات تتشكَّل لغة جديدة ليستْ معهودةً كليًّا، ولكنها تحتاج إلى رخصة للسماح لها بمشروعية الوجود، وإلا فهي موجودة، في عالم الشبَكات الاجتماعية تتشكَّل مفردات وأساليب وتعبيرات لا يمكن أن تُفهم خارج إطارها الزمني والتِّقني. استخدام الاختصارات مثلاً أحد أوجه هذا التغيُّر مثل (رفع)، أو استخدام الحروف للدلالة على الكلمات خاصَّة في اللغة الإنجليزية، وأيضًا تغيير دلالات بعض الكلمات وتذويب المعنى المعجمي لها لاستخدام تقني مُنتشر في الشبكات الاجتماعية، كما يَحصل ذلك في كثير من المفردات، حتَّى وإن تمَّ نقلها مِن لغة إلى أخرى كالتدوير والتغريد وغيرها.

 

المظهر الثاني من تشكل المجتمع الجديد، هو مظهر إظهار المشاعر.

 

إن من الظريف والطريف أنَّ الناس إذا رأوا مُستخدمًا وضَع وجهًا ضاحكًا؛ أنه ينبغي عليه أن يتمثَّل هذا الوجه بكل تفصيلاته ودقَّته في حياته الواقعية، والحقيقة أنَّ هذا لا يلزم بهذه الصرامة، فإنَّ التعبير عن المشاعر في واقع الحياة يَختلف عن التعبير عن المشاعر في المواقع الافتراضية، ولا يعدُّ هذا نفاقًا أو كذبًا، طبعًا هذا لا يعني التناقض التام بين الواقع والتعبير الشعوري الموجود، بل لا بد من وجود أرضية مشتركة في المشاعر بين الواقع والافتراضي، وإنما المحكُّ هو في أنه لايلزم أنه إذا وضع امْرؤ وجهًا ضاحكًا بالدموع أو باكيًا بالدموع أن ذلك لا بدَّ أن يكون منطبقًا في الواقع بتفصيلاته، وإنما سرُّ هذه الإشارات هو المبالغة في التعبير عن المشاعر على عادة هذه المجتمعات، وأما إذا زادت العلامات التعبيرية فهذا يدلُّ على زيادة التأثير، وكما قيل: الزيادة في المبنى زيادة في المعنى.

 

ووجه آخر من أوجه تشكُّل المشاعر في هذه المجتمعات؛ أنها تشكل شعورًا جمعيًّا أو مجموعة من المشاعِر في وقت واحد وزمان واحد، فالمستخدم يأتيه الخبر المفرح والمحزن والصادم والمقزِّز في خط زمني واحد في صفحته الإلكترونية، تأتيه صورة مولود جديد هنا، وصورة زواج هنا، بإزائها صورة من القدس الشريف تَحمل عزًّا وفخرًا أو حزنًا وألمًا، هنا تتشكل شخصية جديدة تحاول التوازن بين هذه المشاعر المتداخلة والمتناقضة أحيانًا، وهذا ملمح يمرُّ كثيرًا على المستخدمين، وهو وجود هذه الأخلاط من المشاعر، وتَكرار هذا يدعو إما إلى خلق جوٍّ مِن القدرة على إيجاد التوازن الشعوري، أو أنه قد يؤدِّي إلى انخفاض مستوى الدهشة لدى المتلقِّي، وإذا غابت الدهشة غابت لذَّة الحياة. والمشاعر تحتاج أن تأخذ وقتها في البقاء والتأثير والتأمُّل والاستجابة المناسبة.

 

هذان ملمحان حول اللغة والتعبير عن المشاعر في مواقع التواصُل، مع يقيني التام أن هناك أكثر من وجه لهذه البيئة الاجتماعية الجديدة فيما يتعلَّق بالعلاقات وطريقة التفكير والسِّمات الشخصية وفهمها؛ مما يُساعد على حسن التعامل معها، فالبَعض ربما يَنصدِم إذا رأى مستخدمًا ربما ثقافتُه أو طريقة تفكيره أقلُّ بقليل مما يكتبه، أو أن شخصيته أكثر جدية مما هو في الواقع بقليل، أو قد يجد فرقًا طفيفًا بين ما هو واقعي وحقيقي، وما هو موجود في عالمه الافتراضي، وهذا لا يعني تمامًا أنه كاذب أو منافق أو متناقض، بل إنَّ ذلك يعود لسببين؛ سبب يعود لطبيعة الفرق بين الكتابة (الذي فيه التأنِّي والمراجعة والتعديل) والكلام (الذي فيه العفوية والتلقائية)، وأما السبب الثاني والرئيس فيعود لطبيعة الفرق بين المجتمع الافتراضي والمجتمع الواقعي، هذا الفرق الطفيف المنطقي المقبول، وليس الفرق الذي يشكل نفاقًا واحتيالاً وازدواجية مُضطربة وغير متَّسقة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة