• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

التوقع: معناه وأدواته عند ابن هشام الأنصاري رحمه الله

التوقع: معناه وأدواته عند ابن هشام الأنصاري رحمه الله
د. سميرة حيدا


تاريخ الإضافة: 3/9/2015 ميلادي - 19/11/1436 هجري

الزيارات: 28114

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التوقع

معناه وأدواته عند ابن هشام الأنصاري رحمه الله


يُعدُّ أسلوب التوقُّع من أكثر الأساليب التي يَستعملها الإنسان في رِحلة حياته اليوميَّة؛ فهو في توقُّع وأمل دائمين، ورغبة متجدِّدة في استشراف عوالِم مستقبل مشرق، وللتعبير عن ذلك فهو في حاجة ماسَّة إلى أساليب وأدوات تؤدِّي هذا المعنى خيرَ تأدية، فما معنى التوقُّع لغةً واصطلاحًا؟ وما هي أدواته؟

 

هذه أسئلة سيجيب عنها هذا المقالُ المختصر من خلال كتاب عجاب بصم تاريخ اللغة العربية عبر امتداد القرون والعصور، ألاَ وهو كتاب "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب"؛ لمؤلِّفه ابن هشام الأنصاري، المتوفَّى سنة 761هـ.

 

التوقع لغة:

من تَوَقَّعَ الشيءَ واسْتَوْقَعَهُ: تَنَظَّرَهُ وتَخَوَّفَهُ، وتَوَقَّع الأمرَ: ارتقب وقوعه.

 

وتَوَقَّع يتَوقَّع توقُّعًا، فهو مُتَوَقِّع، والمفعول مُتَوَقَّع.

 

تَوَقَّع الشخص الأمرَ: تَرَقَّبه وانتظر حدوثه، وتَوَقَّع حدوثَ أزمة[1].

 

واصطلاحًا هو: ارتقابُ وقوع الأمر، وهو من معاني: (قد) و(لعَلَّ)[2].

 

معنى التوقع في مغني اللبيب عن كتب الأعاريب:

التوقُّع عند ابن هشام هو: "انتظار وقوع الشيء"[3]؛ أي: توقُّع الأمر المنتظَر، وله أدوات تفيده وتؤدِّيه، وهي: "قد"، و"لَعَلَّ".

 

1- قد:

"قد" الحرفيَّة لها معانٍ خمسة ذكرها ابنُ هشام في المغني:

أحدها: التوقُّع، ويكون هذا المعنى أكثر وضوحًا مع الفِعل المضارع، ومثال ذلك قولك: "قَدْ يَقْدَمُ الغَائِبُ اليَوْمَ"[4]؛ وذلك إذا كنتَ تتوَقَّع قدومَ هذا الغائب.

 

وأثبتَ بعضُ النُّحاة لها هذا المعنى مع الفِعل الماضي، فقد نسب سِيبويه هذا الرأيَ للخليل في قوله: "وأمَّا "قد" فجوابٌ لقوله: لَمَّا يَفْعَل، فتقول: قَدْ فَعَلَ، وزعم الخليلُ أنَّ هذا الكلام لقوم ينتظرون الخبر"[5].

 

ومثله قول لابن الخباز جاء فيه: "إذا دخل "قد" على الماضي أثَّر فيه من جهتين: تقريبه من زمن الحال، وجعله خبرًا منتظرًا، فإذا قلتَ: قد رَكب الأميرُ؛ فهو كلام لقوم ينتظرون حديثك؛ هذا تفسير الخليل"[6].

 

واحتجَّ القائلون بصحَّة التوقُّع مع الماضي بقوله تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [المجادلة: 1]؛ لأنَّها كانت تتوقَّع إجابةَ الله سبحانه وتعالى لدعائها[7]، قال الزمخشريُّ: "فإن قلتَ: ما معنى "قد" في قوله: ﴿ قَدْ سَمِعَ ﴾؟ قلتُ: معناه التوقُّع؛ لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم والمُجَادِلة كانا يتوقَّعان أن يَسمع الله مجادلتَها وشكواها، وينزِل في ذلك ما يُفَرِّج عنها"[8].

 

وفي مقابِل ذلك أنكر بعضُ النُّحاة وقوعها للتوقُّع مع الماضي، بدعوى أنَّ التوقُّع هو انتظارُ الوقوع، والماضي فِعل حدَث وانقضى، فلا يتحقَّق التوقُّع في "قد" مع دخوله على الماضي؛ لأنَّه لا يُتوقَّع إلاَّ المنتظَر، وهذا قد وَقَع، والذي تلقَّفناه من أفواه الشيوخ بالأندلس - والكلام لأبي حيان - أنَّها حرف تَحقيق إذا دخلَت على الماضي، وحرف توقُّع إذا دخلَت على المستقبل إلاَّ إن عُنِيَ بالتوقُّع أنَّه كان مُتَوَقَّعًا ثُمَّ صار ماضيًا[9].

 

ولابن هشام رأيٌّ ثالث في هذه القضية؛ إذ أنكر معنى التوقُّع في "قد" مع الزَّمنين الماضي والمضارع، قائلاً: "والذي يَظهر لي قولٌ ثالث، وهو أَنَّها لا تُفيد التَّوقُّع أصلاً؛ أمَّا في المضارع فلأنَّ قولك: "يقدَم الغائب" يفيد التوقُّع بدون " قد"؛ إذ الظاهر من حال المُخْبِر عن مستقبل أنَّه مُتَوَقِّع له..."[10]، فالتوقُّع عنده لا يُسْتفَادُ من الحرف "قد"؛ بل "يُستفاد من قرينة خارجيَّة كحال المخبر عن مستقبل، فالحقُّ أنَّ التوقُّع إنَّما يُستفاد من القرائن لا من "قد" ولا من الماضي"[11].

 

وبالنِّسبة للماضي فإنَّه "لو صحَّ إثبات التوقُّع لها - أي: لـ"قد" التي تتصل بالماضي- لصحَّ أن يُقال في "لا رَجلَ" بالفتح: إنَّ "لا" للاستفهام؛ لأنَّها لا تَدخل إلاَّ جوابًا لمن قال: "هَلْ مِنْ رَجُلٍ؟" ونحوه، فالذي بعد "لا" مُسْتَفْهَم عنه من جِهة أخرى، كما أنَّ الماضي بعد "قد" مُتَوقَّع كذلك"[12]، ومعنى ذلك أنَّه لو ثبتَ لـ"قد" التي تتَّصل بالماضي معنى التوقُّع، لصحَّ أن يُقال: إنَّ "لا" النَّافية للجنس حرف استفهام؛ لأَنَّها جواب للاستفهام المذكور أو المُقدَّر، وهذا باطل[13].

 

وهذا ما جعل ابن هشام يشيد برأي ابن مالِك في الموضوع نفسه، قائلاً: "وعبارة ابن مالك في ذلك حسَنة؛ فإنَّه قال: إنَّها تدخل على ماضٍ متوقَّع، ولم يقل: إنَّها تفيد التوقُّع، ولم يتعرَّض للتوقُّع في الداخلة على المضارع ألبتة، وهذا هو الحقُّ"[14].

 

2- لَعَلَّ:

من الحروف التي تَنصب الاسمَ وترفع الخبرَ، فيها لغات عِدَّة تجدها مبثوثة في كتب النَّحو، وفيها معانٍ كثيرة، وبين علماء اللغة خلاف كبير حول تحديدها.

 

وفي مقدِّمة معانيها عند ابن هشام معنى التوقُّع، وهو ترجِّي المحبوب، والإشفاق من المكروه، نحو: "لَعَلَّ الحَبِيبَ مُواصِلٌ"، و"لَعَلَّ الرَّقِيبَ حاصِلٌ"[15].

 

فمعناها الأصليُّ عنده هو التوقُّع؛ أي: ترجِّي المحبوب والإشفاق من المكروه.

 

وابن هشام في هذا تابِع لآراء غيره من النحويين والبلاغيين، التي انصبَّت في دائرة إمكان حصول الأمر المرتقَب المطموع فيه أو المخوف منه.

 

فكِلتا الكلمتين تدخلان على المستقبل؛ لأنَّ معناهما في المستقبل، فالطمع والإشفاق فيما يُستقبل من الزمان.

 

لأنَّ الدلالة على الطَّمع والإشفاق يدخل في دائرة الارتقاب، فالطمعُ: ارتقاب شيءٍ محبوب، والإشفاق: ارتقاب المكروه والخوف منه.

 

وخلاصة القول: أنَّ ابن هشام وإن كان يذكر معاني العديد من الأدوات، إلاَّ أنَّه كان يردِّد دومًا أنَّ المعاني المتنوعة تُستفاد من السِّياق والقرائنِ الخارجيَّة لا من الأدوات أو المفردات؛ كما أطلق عليها في المغني.



[1] المعجم الوسيط؛ إبراهيم أنيس، عبدالحليم منتصر، عطية الصوالحي، محمد خلف الأحمر، وأشرف على الطبع: حسن علي عطية، محمد شوقي أمين، الطبعة الثانية، بدون دار النشر وسنة النشر، مادة (وقع).

[2] موسوعة علوم اللغة العربية، إميل بديع يعقوب، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى سنة 2006، 4/ 707.

[3] مغني اللبيب عن كتب الأعاريب؛ ابن هشام الأنصاري، تحقيق وشرح: عبداللطيف محمد الخطيب، ط1، السلسلة التراثية، الكويت سنة 2001، 2/ 532.

[4] المغني 2/ 531.

[5] الكتاب؛ سيبويه، تحقيق: عبدالسلام هارون، ط 2، نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1977، 2/ 307، والمغني 2/ 531 و532.

[6] انظر كلامه في: المغني 2/ 532، والجنى الداني في حروف المعاني؛ الحسن بن قاسم المرادي، تحقيق: فخر الدين قباوة، ومحمد نديم فاضل، ط 1، دار الكتب العلمية بيروت سنة 1992، ص 257، وجواهر الأدب في معرفة كلام العرب، علاء الدين بن علي الإربلي، تحقيق: إميل بديع يعقوب، نشر دار النفائس، بيروت، ط1، 1991، ص 470.

[7] المغني 2/ 532، وفي نفس السياق قال الزمخشريُّ: "فإنْ قُلتَ: ما معنى "قَدْ" في قوله {قَدْ سَمِعَ}، قلتُ: معناه: التوقُّع؛ لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم والمُجَادِلة كانا يتوقَّعان أن يَسمع الله مُجادلتها وشكواها، ويُنْزِل في ذلك ما يُفَرِّج عنها"؛ الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل؛ لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، طبع شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، سنة 1948، 3/ 206.

[8] الكشاف، 3/ 206.

[9] أورد ابن هشام مضمونَ هذا الكلام في المغني 2/ 532 و533، وجاء هذا القول معزوًّا لأبي حيَّان في الهَمع 4/ 378، انظر أيضًا الجنى الداني ص: 255.

[10] المغني 2/ 533.

[11] حاشية الدسوقي على مُغني اللبيب، طبعة مكتبة المشهد الحسيني، القاهرة، مصطفى محمد عرفة الدسوقي، والطبعة الثانية عن دار السلام بالقاهرة سنة 2005، 1/ 396.

[12] المغني 2/ 533 و534.

[13] حاشية الدسوقي 1/ 397.

[14] المغني 2/ 534.

[15] المغني 3/ 524.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة