• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

دفاع عن النحو والفصحى (11)

دفاع عن النحو والفصحى (11)
د. إبراهيم عوض


تاريخ الإضافة: 19/4/2015 ميلادي - 29/6/1436 هجري

الزيارات: 3668

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دفاع عن النحو والفصحى (11)


ما أسهلَ الهدمَ على أي متطاول أو أهوج امتلأت نفسه بشهوة الحقد والتدمير! لكن العبرة بالمقدرة على البناء وتقديم البديل، إن الكاتب يعترض مثلًا على مفهوم "نائب الفاعل" ومصطلحه قائلًا: "إن الأفعال المبنية للمجهول هي الأفعال التي حُذِف فاعلها وناب عنه غيرُه، وفي هذا التقسيم الرهيب نجد أن النحاة أيضًا قد اهتموا بالحركة في آخر الكلمة، وهي الضمة في حالنا، ونسُوا المنطق وإعمال العقل"، ثم يضرب جملة "كُسِر الزجاجُ" مثلاً على ذلك المبني للمجهول، ليعقب بقوله: "لقد لاحظ النحاةُ أن كلمة "الزجاج" في مثالنا السابق قد جاءت مرفوعة، فسمَّوْها "نائب فاعل"؛ لأنها نابت عنه في حركة الرفع، ضاربين عُرْضَ الحائط بكل المعايير والمقاييس المنطقية، ويطلبون مِن الطلاب أن يفهموا ويحفظوا تلك القواعد التي لا تتطابق فيها الدلالات والمدلولات، ثم كيف لنا أن نقول في إعراب "كُسِر": فعل ماضٍ مبني للمجهول؟ كيف نبني أمًرا على المجهول؟ وهل يبنى شيء على ما يسمى المجهول؟ فالمجهول غير معروف، فكيف نبني عليه؟ ما هذا الكلام؟ وما هذه المعاني التي لا نرى عند فكفكتها إلا الخروج عن كل ما يمكن تصوره في عقولنا من مفاهيم وأفكار؟"[1].

 

والواقع أنني لم أملِكْ نفسي عند قراءة هذه السطور من القهقهة... وطريقةُ تفكيره هنا قد أيقظَتْ من بين ركام الذكريات في ذهني الدليلَ الذي كان يستدل به شيخٌ أمِّيٌّ بقريتنا في صبايَ البعيد على أن أبا بكرٍ الصِّدِّيق كان يكبُرُ النبيَّ عليه السلام سنًّا؛ إذ كان هذا الأميُّ العجوز يضيف قائلًا: "والدليل على ذلك أن الرسولَ كان يناديه: يا أبي بكر"، يظن أنه كان يقول: "يا أبي" على سبيل التبجيل؛ لأنه في سن أبيه! فهذا من ذاك، وعقل الأستاذ أوزون وعقل ذلك الأميِّ متطابقانِ كحذوِك النَّعْلَ بالنعل! وكنا نحب لو أن الأستاذ المؤلف النِّحرير قد فطَّنَنا إلى وجه الصواب في هذا الموضوع، لكنه أبى إلا أن يحرِمنا من علمه الغزير، ويتركنا في الظلام الحالك نتخبَّط، كان الله في عوننا!

 

ومع ذلك فلنحاول، على ما في عقولنا من كلال وقصور، أن نبحث الأمر، لعلنا مستطيعون أن نبلغ فيه ما يشفي صدور قوم جاهلين حائرين، إنه يستغرب كيف يبنى أمرٌ على مجهول، حسن، أوليس كثير جدًّا من الأبنية في العالم مبنيًّا على مجهول؟ ألا تقيد كثير من القضايا في المحاكم ضد مجهول؟ أليس بين البشر من هم مجهولو الأب والأم؟ أوليست حياتنا نحن بني الإنسان مبنيَّةً - في أغلبها - على مجهول ما دمنا لم نؤتَ مِن العلم إلا أقل القليل؟ إنني أستطيع أن أمضي في ضرب هذه الأمثلة فلا أنتهي، بَيْدَ أني أضيف هذا المثال ثم أكُفُّ بعده، فأقول: ألست أنا الآن أردُّ على زكريا أوزون وأنا لا أعرف عنه شيئًا؛ فهو بالنسبة لي، وكذلك بالنسبة للقراء الذين سيقدر لهم أن يقرؤوا كتابي، مجهول؟ ألست، وأنا أكتب هذا الكتاب، أجهل ما إذا كان سينشر أو لا، وأي دار نشر ستنشره إن قُيِّض له أن يُنشَر؟ هل منعني شيء من هذا أن أكتبه وأتحمس له؟

 

أما "ما معنى مصطلح "المبني للمجهول"؟" فهو أن الفعل صِيغَ على أساس أن الفاعل مجهول؛ فهو إذًا لم يُبْنَ لفاعل معلوم، بل لفاعل مجهول، فسمي من هنا "مبنيًّا للمجهول"، أيجد القارئ في هذا التفسير أدنى صعوبة؟ بَيْدَ أن كاتبنا اللَّوذعيَّ لا يسَعُ عقله أن يفهم ذلك التفسير، وأترك للقارئ الحُكم على مِثل ذلك الرجل الذي لا يعجبه مع هذا أحد! ثم إن ذلك التركيب معروف في اللغات الأخرى، فلماذا الإنكار على العربية وحدها؟ وإذا كان ذلك التركيب لا يعجب صاحبنا، فأين البديل الذي يطرحه عوضًا عنه؟ وفضلاً عن هذا ففي الإنجليزية والفرنسية يسمُّون هذا التركيب: "passibe voice/ voix passive"؛ أي: "صوت سلبي"، فماذا يقول السيد المؤلف في هذا؟ أتراه سيصبح مستنكرًا أن يُبنَى الفعل على صوت سلبي؟ لا إِخالُه يفعل ذلك؛ فالعِفريت الذي عليه لا يهيج ولا يُستفَزُّ إلا إذا ذُكرت اللغة العربية والنحو العربي والنحاة العرب! إنه عِفريتٌ تخصُّصُه الرغبةُ في تحطيم لغة القرآن! بل إن هذه اللغات تظل محتفظة للاسم الذي يحل محل الفاعل باسم "الفاعل" رغم أنه لم يفعل الفعل، ولا تحقَّق من خلاله الفعل، بل وقع عليه الفعل، إن اللغة العربية تسمِّيه في هذه الحالة "نائب الفاعل"، وهي تسميةٌ في موقعها تمامًا؛ إذ إن "الفاعل" قد غاب وحل هذا محله وناب عنه، فقد جاء بعد الفعل مباشرة في المكان الذي يشغله الفاعل، كما تغيَّرت حالته من النصب إلى الرفع، فأيُّ هذه اللغات هي اللغة الأكثر دقة؟ أليست لغة القرآن؟ ولكن ماذا نفعل للذين في وجوههم عيونٌ ولكنهم لا يبصرون، وفي أدمغتهم أمخاخٌ إلا أنهم لا يفهمون؟

 

ومن اعتراضاته التي يكتفي فيها بالرفض والتصايح ثم لا يقدم البديل (وما أكثر ذلك كما قلت!) رفضُه إعراب "الياء" الملحقة بالفعل في "أكرمني ربي" وأشباهها من الجُمل على أنها ضمير متصل في محل نصب مفعول به، قائلاً في تهكُّم مضحك: "ما معنى ذلك؟ وما هذا الأسلوب في المحاكمة والتفكير؟"، ونتساءل: أين المحاكمة هنا؟ ومن يحاكم من؟ ولا تسمع لسؤالك غير رجع الصدى! ومنها أيضًا تعليقه على إعراب "الواو" التي قبل "العصا" في بيت المتنبي المشهور:

لا تشترِ العبدَ إلا والعصا معه
إنَّ العبيدَ لأنجاسٌ مناكيد[2]

 

بأنها "واو الحال"؛ إذ يتساءل في غضب نزق: "ماذا نعني بقولنا: إن الواو (وهي حرف) حالية؟ إن هذه التسمية لا مبرر لها (حتى لو قال بعضهم بأن الجملة بعدها في محل نصب حال)، ولا مدلول لها، وهي وهم لتأويل وهمي يأتي بعدها"[3]، ثم ينتقل إلى شيء آخر وكأنه قد قال كلمة الفصل التي لا تحتاج إلى مزيد، مع أنه لم يقُلْ شيئًا!

 

ومن هذا الوادي كذلك سخَطُه على من يعرب "ما" والفعل التالي لها في قوله تعالى: ﴿ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ﴾ [التوبة: 118] بأنها "مصدرية غير ظرفية"، وأنها وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر، تقديره "برحبها"، قائلًا: "ما هذا التفكير والتأويل العقيم؟ وما حاجتنا إلى تأويل أو استبدال... "بما رحبت"... بـ"رحبها"؟ ما هو الدافع؟ وما هو الهدف؟ وما هي الغاية؟ وما الفائدة من مصطلح "مصدرية ظرفية وغير ظرفية"؟ ما هذه المصطلحات التي أفقدت اللغةَ جمالها وجعلتها وهمًا لا حقيقة؟ وهل هذا التخيل الخيالي يغني الآيات الكريمة السابقة ويوصلنا إلى معناها الحقيقي أم يبعدنا عنه؟"[4]، ثم لا يشغل نفسه ولو لِثوانٍ في اقتراح البديل، متصورًا أن في الفهم العامي لهذه الآية التي يأخذها "شَرْوَة" دون تدقيقٍ وتعميقٍ الغُنْيةَ كلَّ الغُنْية، معيدًا إيانا بهذه الطريقة إلى ماضي البشرية السحيق أيام أن كانت الأمور تدرك إدراكًا شاحبًا لا يتعلق منها إلا بخطوطها العراض! وعلى ذلك قِسْ سائر تعبيراته المنفعلة التي ترمي أشداقها بالزَّبَد في كل اتجاه دون أن تقدم لك شيئًا، والتي يمكنك أن تجد بعضًا آخر منها في الصفحات 28، 29، 32، 41، 64، 65، 68، 75، 134... إلخ.



[1] ص 42 - 44.

[2] صدق المتنبي: "إن العبيد لأنجاسٌ مناكيد!"، ومنهم عبيد الفكر والعقيدة: سِحَنُهم كسِحَنِنا، وأسماؤهم كأسمائنا، ولكن قلوبهم تُبغِضنا وتُبغِض مقومات وجودنا وحضارتنا!

[3] ص80.

[4] ص 100 - 101.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة