• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

دفاع عن النحو والفصحى (10)

دفاع عن النحو والفصحى (10)
د. إبراهيم عوض


تاريخ الإضافة: 15/4/2015 ميلادي - 25/6/1436 هجري

الزيارات: 4395

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دفاع عن النحو والفصحى (10)

 

... يتقدم السيد زكريا أوزون فرحًا ناظرًا إلى عِطْفيه في زهوٍ وتِيهٍ متوقعًا أن نشاركه هذا الرضا السامي عن نفسه، لكننا - بكل أسَفٍ وأسًى وندم - لا نستطيع مشاركته في ذلك العبث الصبياني، الذي يستحق صاحبه أن يُشَد من أذنيه ويقرص فيهما؛ حتى يعرف أن الله حق، ويتعلم أن يلزم حدوده، فلا يحاول الوصول إلى أعلى ناطحة السحاب مرة واحدة، بل عليه أن يبدأ الصعود إليه من الطابق الأرضي فالأول فالثاني فالثالث... وهكذا إلى أن يبلغ القمة، إن كان أوتي القدرة على مثل هذا الصعود، وإلا فليبقَ حيث هو، ولا يكلف الله نفسًا فوق طاقتها! ولكن ماذا قال مؤلفنا المزهوُّ المنفوخ؟ قال، لا فُضَّ فوه، ولا برئ من ألم الحسد ولا الحقد شانئوه!: إن "ما" عند النحويين تعمل عمل "ليس"، يقصد أنها ترفع الاسم وتنصب الخبر، كما يقولون، لكنه سرعان ما ينتكس ذهنه وينقلب كل شيء في عقله رأسًا على عقب أو عقبًا على رأس، فيسأل: "لماذا لا يكون التأويل: "لا أرى هذا بشرًا" عوضًا عن "ليس هذا بشرًا"، فتصبح "بشرًا" بدلاً (حسب مدرستهم وليس حسب رأينا) من "هذا"، التي تعرب مفعولاً به؟"[1]، وأنا أتحداه وأتحدى كلَّ مَن يقول بمثل هذا الهراء أن يذكر لي نَحويًّا (نحويًّا واحدًا، لا النحاة كلهم، كما يشير كلامه) يعرب "بشرًا" في جملة "لا أرى هذا بشرًا" بدلاً من "هذا"، إنهم يعربونها مفعولًا ثانيًا لـ "رأى" (بمعنى "لا أستطيع أن أعد هذا واحدًا من البشر، بل هو ملَك كريم")، أما إعراب الاسم الواقع بعد الإشارة بدلاً، فلا يكون إلا حين تدخل عليه "أل" في مثل "هذا الرجل أحبه"، لكن صاحبنا - كعادته - يغرق في شبر ماء رغم كثرة تصايحه بأنه من السبَّاحين الكِبار! ومع ذلك لا يخجل أن يهاجم النحاة والنحو واللغة الفصحى، وهو منطق العاجزين من ذوي الوجوه السميكة!

 

وهو يعترض على إعراب "أي" في جملة "أيَّ الطعامِ آكُلُ" مفعولًا به؛ إذ المفعول به في رأيه هو "الطعام"[2]، جاهلًا أن الطعام هنا لا يمكن أن يكون هو المفعول به؛ لأن فعل الأكل لن يقع على الطعام كله، بل على نوع منه أو أكثر يحاول السائل معرفته، إن إعراب اسم الاستفهام يتضح من إعراب ما يقابله في جملة الجواب، وجواب هذا السؤال هو: "كُلِ البازلاء" مثلاً، وبما أن الذي يقابل كلمة "أي"، وهو "البازلاء"، مفعول به، فـ "أي" إذًا مفعول به.

 

وهذا إعرابها أيضًا في اللغات الأجنبية، ولكن ماذا نقول للعقول الغُلْف والقلوبِ التي عليها أقفالها؟ ثم إن "الطعام" في الجملة "مضاف إليه"، والمضاف إليه لا يمكن أن يكون له إعراب آخر، على عكس المضاف، الذي يكون (إلى جانب كونه مضافًا) مبتدأ أو خبرًا أو فاعلًا أو مفعولًا أو مجرورًا بحرف جرٍّ أو منادى... إلخ، وحتى لو أعربنا "الطعام" رغم ذلك كله مفعولًا به، فماذا سيكون إعراب "أي" في هذه الحالة؟ إن مِن أعجبِ العجَب أن يتصدى هذا الجهلُ بكل سماكته لمثل تلك الأمور، وهو لا يعرف الألف من كوز الذرة[3]، كما يقول العامة عن أمثاله؟

 

كما يعترض مؤلفنا بنفس الجهل على ما يقوله النحاة من أن الجُمَل التي لا محل لها من الإعراب هي الجُمَل التي لا يمكن تأويلها بمفرد، ومنها جملة الصلة، متسائلًا في تهكُّم غبي: ما الذي يمنعنا من تأويل جملة "جاء الذي يحبه الناس" بـ "جاء المحبب للناس مثلاً"؟ ثم يجيب بجهل أشدَّ غباءً قائلاً: "فيأتي الجواب أنك أضفت للاسم المفرد: "المحبب" إلى "الناس" ليكتمل المعنى"[4]، وهذان السطران هما الجهل المركب بشحمه ولحمه؛ فأولًا: جملة "يحبه الناس" (التي هي جملة الصلة) لا يمكن فعلًا تأويلها بمفرد، أما الذي فعله سيادته فهو أنه استبدل بالاسم الموصول الذي صلته (يحبه الناس) اسمًا موصولًا آخر (هو "أل") وصلة أخرى (هي "محبب للناس")؛ فهو لم يُحلَّ اسمًا مفردًا محل جملة صلة، بل أحلَّ اسمًا موصولاً وصلته محل اسم موصول آخر وصلته، وبذلك عدنا إلى المربع رقم واحد من جديد، وكأنك يا أبا زيد ما غزَوْتَ، وثانيًا: أين الإضافة في قوله: "المحبب للناس"؟ ترى كيف يمكن التفاهم مع صاحب مثل هذا العقل الغريب الذي لا يفهم كسائر عباد الله؟ وماذا نفعل مع مَن نقول له: "ثَوْر!"، فيقول: "احلبوه"؟ وأعجب من ذلك أنه يهاجم النحوَ والنحاة باسم العقلانية والمنطق؟ أية عقلانية ومنطق يا سيد أوزون؟ لقد كِدْنا، من كثرة ما ناقشنا هذا الجهل الذي يلبَسُ لَبُوس العقلانية، أن نفقِدَ عقولنا! سَتْرَك اللهم!

 

وبنفس هذا الجهل أيضًا يتناول إعراب آية: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ﴾ [البقرة: 177] ساخرًا من قول النحاة: إن "البِرَّ" خبر مقدم لـ "ليس"، و"﴿ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ... ﴾" هو اسمها، إن سيادته يتوهم أن عبارة: ﴿ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ﴾ [البقرة: 177] هي جملة، فكيف تكون إذًا اسما لـ "ليس"، رغم أن أيًّا من الجمل التي لها محل من الإعراب لا يمكن أن تكون خبرًا لـ "ليس"؟[5] وسرُّ هذا التخبُّط هو حسبانه أن عبارة: ﴿ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ... ﴾ هي جملة، مع أنها في الحقيقة ليست كذلك، بل هي مصدر مؤوَّل بالصريح، بمعنى "تولية وجوهكم"، فهي اسم مفرد إذًا لا جملة، ولكن لو أسقطنا الحرف "أن" وصار الكلام "تولون وجوهكم" فقط لأصبح عندنا في هذه الحالة جملة، وكان اعتراضه يكون صحيحًا لو جاء الكلام هكذا: "ليس البر تولون وجوهكم...". هذا هو الحق الذي لا مِريةَ فيه، الذي لا يستطيع السيد أوزون أن يفهمه! كان الله في عونه! وفي عوننا نحن أيضًا!

 

والشيء ذاته نجده في الفرنسية مثلاً، وتدليلًا على ذلك أسوق ترجمة بلاشير وديمومبين في كتابهما في النحو العربي لقوله تعالى: ﴿ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النساء: 25]؛ إذ ترجماه هكذا: "Que vous suppro - tiez (est) un [6]،bien pour vous كذلك فمعروف أن اسم "ليس" هو في الأصل مبتدأ، وأن الـ "subject" في الإنجليزية يقابل "المبتدأ" عندنا، ومن التراكيب الإنجليزية التي وردت فيها الجملة المسبوقة بـ "that" (وهي الجملة التي تناظر المصدر المؤول بالصريح في لسان الضاد) "subject": فاعلاً" ترجمة الآيتين الكريمتين: ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 184]، ﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾[البقرة: 237] عند شاكر وإرفنج على الترتيب هكذا: [7]"That yot fast [8]، is better for you"، "That you forego it is nearer heedfulness" ولعل زكريا أوزون تهدأ أعصابه بعد أن عرَف أن الإنجليزية والفرنسية تصنعانِ الشيء نفسه الذي أنكره (بجهلٍ طبعًا) على لغة الضاد!

 

أما في قوله تعالى في الآية 162 من سورة "النساء": ﴿ لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 162]، فيقول: إننا نلاحظ أن كلمة "المقيمين" جاءت منصوبة بالياء، والأصح أن تأتي مرفوعة (المقيمون)، سواء كانت معطوفة على "الراسخون"، أو مبتدأ بدأنا به الجملة الاسمية حسب مدرستهم... إلخ"[9]، وفي هذا الكلام ما فيه من خروجٍ على الأدب؛ فهو ينصِّب نفسه حاكمًا على القرآن الكريم ولُغتِه، فيقول: "إن الأصح أن نقول كذا"، بما يعني أنَّ ما جاء به القرآن أقل صحة، وهو بهذا يرتقي مرتقًى صعبًا، بل مستحيلاً على أمثاله؛ إذ قد رأينا بضاعتَه، وهي لا تعدو أن تكون من كُناسة السوق آخر النهار! ترى هل باستطاعته أو باستطاعة أحد الآن أن يخطِّئ القرآن، حتى لو قيل: إنه من عند محمد صلى الله عليه وسلم؟! إن اللغة إنما تؤخذ من القرآن، وهذا ما ينبغي أن يَدين به كلُّ أحد، حتى الكافرون؛ إذ هو (في أسوأ التقديرات) كلام قاله عربي أصيل، وتحدى به العرب الأُصلاءَ أجمعين، فلم يرُدَّ أحدهم بكلمة يشتمُّ منها رائحةُ اعتراض أو تخطئةٍ لشيء من أسلوبه، وغاية ما قالوه: "لو نشاء لقلنا مثل هذا"، ولم نسمع أحدًا منهم يقول: إن الصواب في هذه الكلمة منه أو الأصوب أن تكون كذا بدلاً من كذا[10]، فما معنى أن يأتي جُوَيْهِلٌ في آخر الزمان فيقول: إن الأصحَّ أن ترفع "المقيمين"؟

 

وعلى طريقة: "رمَتْني بدائها وانسلَّت" يرمي كُوَيْتِبُنا نحاتَنا القدامى بأنهم يتطاولون على كتاب الله، هكذا "خبط لزق" كما نقول نحن المصريين! أوَتدري، أيها القارئ الكريم، تهمة هؤلاء النحاة؟ تهمتهم أنهم أعربوا كلمة "ملة" في قوله عز شأنه: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الحج: 78] بأنها منصوبة على الإغراء[11]، بمعنى "الزَموا ملَّةَ أبيكم إبراهيم ولا تتخلَّوْا عنها"، فهل يستطيع أحد القطط حاسة شم أن يجد في هذا الكلام أية رائحة تطاول؟ إن كُوَيْتِبَنا قد أصيب إصابة قاتلة في حاسة الشم لديه؛ فهو ينفِرُ من رائحة الورود والرياحين ويتأذى منها، ويتلذَّذُ بدلاً منها بعطر الجيف والفضلات، وهذا هو السبب الوحيد الذي يمكن أن يفسر لنا توهمه التطاولَ على كتاب الله في كلام نَحْوِيِّينا المساكين، وإذا لم يكن هذا الإعراب يُقنِع كُوَيْتِبَنا أو لم يكن يعجبه، فما هو الإعراب الصحيح في نظره؟ إنه لا يقدم لنا شيئًا، بل يكتفي بالهدم (الهدم الأرعن الجهول) غيرَ مُعَنٍّ نفسَه بالبناء، وهذا عيبٌ آخر من عيوب الكتاب.



[1] ص 99.

[2] انظر ص108.

[3] و"كوز" الذرة هو "العرنوس" عند إخواننا أهل الشام.

[4] ص 114، وواضح أن الجملة الأخيرة بحاجة إلى تصويب لتكون: "... أنك أضفت الاسم المفرد ... إلى الناس".

[5] انظر ص119 - 120.

[6] Grammaire de l Arabe Classiue، p. 389.

[7] Holy Qyran - Translated by M.H. Shader، Ansariuan Publications، Qum، P. 25.

[8] Holy Quran - Translation and Commentary by T.B. Irv - ing، International Publishing Co.، Tehran، 1418 - 1998، P. 20.

[9] ص 124.

[10] من هنا فلا معنى لاستدراك زكريا أوزون (هذا الاستدراك ذي المغزى) بأنه، رغم كونه مسلمًا مؤمنًا بكتاب الله عز وجل، لا يمكنه فرضه على العربي غير المسلم ليكون مرجعيته العربية المعتمدة (ص 171)، أقول: لا معنى لهذا الاستدراك؛ لأكثر من سبب؛ فأولًا: لم يقل أحد من المسلمين بفرض كتاب الله على أحد، بل المنطق يفرض ذلك؛ لكون القرآن المجيد نصًّا عربيًّا؛ فهو مرجع لقواعد اللغة، مَثَله (على أسوأ تقدير) مَثَل شِعر امرئ القيس وطرفة وعنترة وحسان بن ثابت وكعب بن زهير، وخُطَب قسِّ بن ساعدة وأمية بن أبي الصلت ... إلخ، وثانيًا: فإن يهود العرب ونصاراهم يقرؤون كتابهم المقدس مترجمًا إلى العربية الفصحى بنفس القواعد التي نزل بها القرآن، وإن حاول زكريا أوزون عبَثًا أن يدخل في رُوع القارئ أن أهل الكتاب من العرب يقرؤون كتابهم في لغةٍ غير لغتنا، أو على الأقل بغير العربية الفصحى، وهو بطبيعة الحال غير صحيح البتة، وثالثًا: لماذا يتحدث أوزون أو غير أوزون باسمهم، وهم، والحمد لله، ذوو ألسنة تستطيع التعبير عما تريد؟ إن محاولة بعض المنتسبين إلى الإسلام دقَّ الأسافين بين المسلمين وغير المسلمين في الوطن العربي هي محاولة سخيفة ومتنطعة وسيئة المقصد، فليكُفَّ هؤلاء عن هذه الاستفزازات الشريرة التي تهدف إلى إثارة غير المسلمين ضد القرآن الكريم وأهله، إننا بطبيعة الحال نؤمن أن القرآن هو الكتاب الحق، بَيْدَ أننا لا نفرض هذا على أحد، بل نرى أن من حق غيرنا أن يؤمن بعكس هذا تمامًا، ولكن هذا أو ذاك لا ينبغي أن يكون مدخلًا إلى الدعوة لنَبْذِ اللغة العربية أو تجاهل القرآن الكريم في قضية الصحة اللغوية؛ لأنه ضد منطق اللغة ذاته.

[11] انظر ص 130.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة